الانتصار فی زمن الانکسار

الانتصار فی زمن الانکسار

ما حققته المقاومة اللبنانیة من انجاز کبیر فی صفقة تبادل الأسرى التی جرت بین حزب الله واسرائیل شَکّل ضربة قاصمة وهزیمة جدیدة تضاف إلى سجل هزائمه وإخفاقاته العسکریة، وحققت الصفقة انتصار کبیر للأمة الإسلامیة والعربیة على هذا الکیان الغاصب.

انه یوم تاریخی عاشته لبنان وفلسطین والعالم العربی احتفاءً بهذا الإنجاز الکبیر للمقاومة وهذا الشرف العظیم وهم یُلبسون الأمة تاج الوقار والعزة، لقد اختلف المشهد بین الحالة المذلة للعدو الإسرائیلی وبین حالة البهجة والسرور التی عاشها المواطن العربی بتحریر الأسرى اللبنانیین واستعادة جثامین الشهداء ..

ها هی لبنان تتوحد وهی تستقبل الأسرى المحررین، ها هی لبنان تعلن عهدا جدیداً وتتعالی وتتسامى على کل الجراح وتخرج لتستقبل أبنائها المحررین مجلجلین بالنصر المبین فی هذه الصفقة المشرفة ..

نبرق بالتحیة لکافة الأسرى فی سجون الاحتلال وهم یسطرون أسمى آیات الفخار والکبریاء وهم قدموا التضحیات الکبیرة نحو تحریر هذا الوطن من دنس المحتل الغاشم، کما نبرق بالتحیة لرجال المقاومة .. فهم الشعلة والمنارة التی أنارت للأحرار درب الطریق ..

ها هی المقاومة تعطی الدروس والعبر فی کیفیة التعامل مع الاحتلال، وما هی الطریقة التی یفهمها.. وها هی المقاومة تحصد ثمارها الجنیة وهی تستقبل أحرارها بابتهالات النصر المؤزر وتراتیل التحریر المبین ..

قد لا یستطع المرء التعبیر عما یختلج فی قلبه من مشاعر الفخر والاعتزاز وهو یرى الانتصار الذی حققته المقاومة الباسلة وأذاقت العدو الذلة والمهانة وهو یستقبل رفاته جنوده منکسرا ومحبطا ..

لقد انتصرت إرادة المقاومة وتحقق الوعد الصادق، وکُسرت القاعدة الصهیونیة فی الإفراج عن أسرى المحکومیات العالیة، وبقی لنا أن ننتظر صفقات أخرى لتحریر باقی الأسرى وعلى رأسهم ذوی الأحکام العالیة ..

لقد وصف المحللون الاسرائیلیون هذه صفقة التبادل بأکثر سخافة والأرخص فی تاریخ دولة الاحتلال، فقد قال احد المحللین أن حزب الله حَوّل " إسرائیل " إلى أضحوکة فیما یَشعر الاسرائیلیون بالخزی من هذه الصفقة التی أذلتهم..

لقد تزامنت صفقة تبادل الأسرى المشرفة مع الذکرى الثانیة لانتصار المقاومة فی حرب لبنان الثانیة والتی کشفت عن الأزمات الکبیرة التی یحیاها الکیان الصهیونی الهش، فیما تسببت خسارة اسرائیل فی حرب لبنان بأزمات نفسیة للجنود الإسرائیلیین الذی یعانون من صدمات النفسیة ،ومازالت مشاهد وأصوات وکوابیس الحرب ماثلة أمامهم .

هذا ما آلت إلیه حیاة الجنود الإسرائیلیین، فقد أصبحت أجسادهم مرتعا للأمراض النفسیة، ولم تعد لهم قدرة على المواجهة والحروب، کما أنهم یعیشون أزمات متراکمة بسبب الظروف الحالیة التی یمر بها الکیان الغاصب.

( بقلم غسان مصطفى الشامی )

ن/25