qodsna.ir qodsna.ir

الدلالات والعبر لعملیة الجرافة الثانیة بالقدس

الدلالات والعبر  لعملیة الجرافة الثانیة بالقدس

 

بقلم : رضوان عاشور أبو جاموس

العملیة البطولیة التی وقعت بالأمس فی مدینة القدس والتی نفذها المجاهد (غسان أبو طیر 22 عام) من سکان قریة طوبا الواقعة شرقی القدس ، تأتی بعد شهر واحد من العملیة الفدائیة المشابهة لها التی نفذها المجاهد (حسام دویات ابن مدینة القدس ) فی الثانی من شهر یونیو الماضی ، لتصبح بذلک فاتحه لعهد جدید من حرب الجرافات الفلسطینیة على الکیان الغاصب ، وتثبت بشکل قاطع أن الشعب الفلسطینی ومجاهدیه الأبطال على أتم الجاهزیة والاستعداد للدفاع عن القدس ومسجدها الأقصى .

إن عملیة الجرافة النوعیة بالأمس هی الثانیة التی تحدث فی القدس بعد عملیة الاستشهادی حسام دویات والتی قتل خلالها أربعة صهاینة ، فهذه العملیة تحمل دلالات کبیرة فی الشکل والمکان والتوقیت الذی وقعت فیه العملیة :

أولا:  التوقیت الذی وقعت فیه العملیة حیث أنها وقعت بعد ساعات قلیلة من اللقاء التاریخی الذی جمع الرئیس الفلسطینی "محمود عباس" بنظیره الصهیونی "شمعون بیرس" فی قلب مدینة القدس المحتلة ،بالتحدید فی مقر رؤساء الکیان الغاصب بمدینة القدس وتعد الزیارة سابقة من نوعها منذ قیام السلطة الفلسطینیة وذلک لخصوصیة المکان الذی یعقد فیه اللقاء وما یمثله من قدسیه ورمزیة لشعبنا الفلسطینی خاصة وللمسلمین بشکل عام فی مثل هذه الأوقات

المصیریة من تاریخ صراع شعبنا الفلسطینی مع الکیان الغاصب .

ثانیاً: خصوصیة المکان الذی وقعت فیه العملیة ألا وهو مدینة القدس المحتلة والتی تتعرض لأکبر عملیة تهوید منذ احتلالها فی العام 1967 ، فوقعت هذه العملیة کنتیجة حتمیة واستجابة لنداء استغاثة صادر عن  مؤسسة - Show quoted text - الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامیة یحذر المسلمین فی شتى أنحاء المعمورة من الأنشطة والممارسات  التی تنوى جماعة "حباد" الیمینیة المتطرفة، تنفیذها کخطوات استباقیة لبناء الهیکل المزعوم على حساب المسجد الأقصى المبارک .

ثالثا: الخصوصیة الأهم فی الموضوع هی لمنفذ العملیة الاستشهادی البطل غسان أبو طیور ابن الثانیة والعشرین ربیعا من مدینة القدس المبارکة ،حیث نفذ العملیة لیبرهن بالفعل ولیس بالقول بان أبناء ومجاهدی شعبنا الفلسطینی وطلائع الفتح الإسلامی من أبناء القدس، حاضرین  دائما فی میدان الشرف والعز للوقوف کخط الدفاع الأول عن الأمة الإسلامیة ومسجدها  الأقصى أمام المخططات الصهیونیة الخبیثة الرامیة للنیل منه .

إننا وفی خضم العمل الجهادی المشرف (الجرافة) سنسجل فی صفحات عز وشرف بان مدینة القدس کان لها الشرف بانطلاقة شرارة الانتفاضة المبارکة  من مسجدها الأقصى ،ویضاف لها الیوم شرف  ابتکار حرب الجرافات الجریئة ضد المحتلین الغزاة .

هذا العمل الجهادی لیس جدید على أبناء المدینة المبارکة ، فقد تشرفت القدس فی السابق بالتحدید قبل عشرین عاماً بالبطل المجاهد (نضال زلوم ) صاحب نظریة طعن السکاکین الشهیرة فی لیلة القدر من عام 1989 ،عندما أشهر سکینه المبارک، وقتل ثلاثة صهاینة لینتقم من قتلة الأنبیاء الذین دنسوا تراب المسجد الأقصى ، هذا الأسد القابع فی عرینه الذی لم تستکین عزیمته لم تضعف معنویاته وهو یدخل عامه العشرین فی السجون الصهیونیة .

إن مثل هذه العملیات النوعیة وغیرها تحمل فی جوهرها رسائل عدیدة جمیعها یعزز الموقف الثابت والراسخ لشعبنا وقواه المجاهدة من التهدئة والاتفاقات الهزیلة مع العدو الصهیونی الذی لا یفهم الإ لغة القوة والجهاد کخیاراستراتیجی وحید لاسترداد الحقوق والمقدسات ، بعدما جرب الشعب الفلسطینی على مدار خمسة عشر عاما من الاتفاقیات والمعاهدات المبرمة مع العدو التی

لن تجدی نفعا ولن تساهم فی استعادة حقنا السلیب ، بل یستغلها عدونا کذریعة للتغطیة على جرائمه المتواصلة بحق شعبنا الفلسطینی ،ویمعن فی ممارساته العنصریة ضد أهلنا الصامدین فی القدس المحتلة .

( بقلم : رضوان عاشور أبو جاموس )

ن/25


| رمز الموضوع: 141093