qodsna.ir qodsna.ir

ما بعد غزة

ما بعد غزة؟

 

 کانت تفجیرات یوم الجمعة الحزینة بمثابة القشة التی قسمت ظهر البعیر المقسموم أصلاً، لتطلق شرارة جولة جدیدة بین الفصیلین الأهم على الساحة الفلسطینیة، ولتطلق معها جولات أخرى منها الاعلامی والسیاسی والأخلاقی وغیرها، ولتعید للأذهان دور من ارتضوا أن یکونوا وکلاء للاحتلال، ولو على حساب دماء شعبنا، وبدون ثمن ان تطلب الأمر منهم ذلک.

تساؤلات کثیرة حول من یقف وراء الجریمة والدوافع والأهداف، ومن المحرض والممول، وغیرها من التساؤلات التی تنتظر الاجابة.

قراءة سریعة لما جرى ویجری بعد  التفجیرات تتلخص فی:

فتح:

·   دعوة الحوار التی أطلقها عبّاس ما هی إلا ذر للرماد فی العیون، وما الحملات الاعلامیة التی تلتها وتصریحات طواقم عصابته إلا تأکید على ذلک، تماماً کما کان اتفاق مکة تمهیداً للانقلاب على خیار الشعب الفلسطینی من خلال خطة دایتون وتعطیل النظام الأساسی

 

·   عبّاس تحول لوکیل حصری للمحتل، ولا یهمه کل ما یجری فی غزة، حیث لم یعلق ولو بکلمة على جریمة الجمعة، لم یدین أو یستنکر أو یشجب کما هی عادته بعد کل عملیة للمقاومة ضد من وکلوه، لم یصف المجرمین بالحقراء کما وصف المقاومة.

 

·   لا یوجد شیء اسمه مؤسسة الرئاسة، هناک رئیس للسلطة قبِل أن یتحول لوکیل للمحتل، وقرر أن یجمع حوله کل فاشل فی الانتخابات (نبیل عمرو مثاللاً)، أو مطرود من کل فصائل شعبه (عبد ربه مثالاً)، أو متآمر متورط، أو هامل، لیطلق علیهم اسم مؤسسة الرئاسة.

 

·   فی کل أزمة تعصف بالداخل الفلسطینی یکون عبّاس خارج البلاد، تماماً کما کان یوم اقتحام سجن أریحا واختطاف من به، ولا یکلف نفسه عناء العودة ومتابعة ما یجری.

 

·   تحولت مؤسسات یفترض أنها ملک للشعب الفلسطینی إلى مؤسسات حزبیة حاقدة، وعلى رأسها تلفزیون عبّاس المسمى زوراً تلفزیون فلسطین، لیبث صور الجریمة مصحوبة بأناشید منها "یا ثوار الفتح) و (الیوم عیدک یا وطنی)!

 

·   هذا التلفزیون نفسه قام بإعادة الهاربین الأموات من قبورهم السیاسیة لیستضیف صبی دحلان سمیر المشهراوی، ومخبر دحلان عدلی صادق، وکل من له صلة بتیار الفتنة الهارب.

 

·   اللجنة المرکزیة لحرکة فتح المختطفة واللجنة التنفیذیة لمنظمة التحریر الفلسطینیة المنتهیة الصلاحیة طالبت عبّاس رسمیاً بالعودة على ظهر الدبابات الاسرائیلیة، من خلال دعوتها لاستعادة قطاع غزة بأی شکل.

 

·   تهدید کتائب شهداء الأقصى وانذارها المحدد ب 12 ساعة یذکرنا بانذار سابق انتهى باختطاف صبیة من مخیمهم واظهاراهم على الشاشات على أنهم من تنفیذیة حماس، لتکون فضیحة أخرى تضاف لفضائحهم

 

·        ثم ألم یحل عبّاس کتائب شهداء الأقصى ویشتریها مع سلاحها بأموال دایتون عن طریق فیاض؟

 

·   اللجنة المرکزیة لحرکة فتح المختطفة أصدرت قائمة بأسماء من اعتقلوا فی غزة وکانت مهزلة وفضیحة من العیار الثقیل حیث ظهر فی قائمة الأسماء أسماء تهریجیة بقصد زیادة العدد أو تضخیم عملیة الاعتقال ، حیث ضمت قائمة الأسماء الذی أرسلتها حرکة "فتح" للصحفیین أسماء تهریجیة مثل المعتقل رقم 230 والذی حمل اسم "خمیس جمعة السبت من غزة"؟!، وکذلک المعتقل رقم 45 والذی حمل اسم "علی علیوة ضرب الزمیرة"، کما وضمت قائمتهم المعتقل رقم 129 والذی یحمل اسم "جمعة خمیس عبد الرحمن البرندشی من جبالیا"؟!، والرقم 391 والذی حمل اسم "على الضفة على الضفة من غزة"؟!. وضمت قائمة الأسماء  التی وزعتها "فتح" على الصحفیین، أسماء لمواطنین معروفین بإعاقتهم العقلیة مثل الاسم فی قائمتهم رقم 272 وهو المواطن عز الدین عبد الرحیم یاسین (عزو)، من مخیم النصیرات وهو شاب معاق عقلیاً، ومعروف فی مخیم النصیرات، وهو غیر معتقل وقد جمعت قائمة المعتقلین "الوهمیة"، أسماء لقیادات فی حرکة "حماس" أبرزهم المعتقل رقم 179  رئیس الوزراء الفلسطینی إسماعیل عبد السلام هنیة، وعدد من الأساتذة أصحاب المکانة المرموقة فی المجتمع، وهی أسماء لم یتم اعتقالها ولکن اتخذت ذریعة لتضخیم عدد المعتقلین. وبالإضافة إلى ذلک فقد جمعت قائمة فتح أسماء لبعض من قتلوا فی الحسم العسکری کالاسم رقم 190، والذی یحمل اسم "سمیح إبراهیم رباح المدهون من بیت لاهیا"، ومعه کذلک الاسم رقم 194 وهو حسن زقوت وقد قتل مع المدهون، کما وکان من بین الأسماء التی أرسلتها فتح للصحفیین اسم "عز الدین القسام من خان یونس"، وعشرات الأسماء المکررة.

حماس:

 

·        اتسمت ردة الفعل بالعاطفیة والتحرک الانتقامی، مما افقد الشرطة والحکومة الکثیر اعلامیاً

 

·        ردة الفعل طالت کل کبیرة وصغیرة تنتمی لفتح من أفراد إلى مؤسسات إلى جمعیات

 

·   رغم ذلک فإن الأخذ بالأسباب یذکرنا بعدة محاولات سابقة کانت أهدافها تجمعات کبیرة منها احتفال الحجاج فی شهر ینایر/کانون الثانی الماضی، والآن المصطافین على شاطیء غزة.

 

·        تقاعس وتساهل الحکومة فی غزة عن کشف ما لدیها من اثباتات بالأسماء شکک فی خطواتها.

 

·   لا یوجد لدى حماس ما تخسره فی الضفة کما یحاول البعض تخویفهم به، فقد قامت الأجهزة العباسیة الطیراویة هناک بدورها کوکیل للمحتل على أکمل وجه، مصحوبة بقرارات فیاضیة، أفضت إلى اغلاق واقفال وتعطیل کل المؤسسات فی الضفة الغربیة، وطالت حملات الاعتقال کل من له صلة ولو من بعید جداً بحماس، وتبادلوا الأدوار مع المحتل، وقتلوا بدم بارد وتحت التعذیب الکثیرین منهم على سبیل المثال لا للحصر: محمد رداد ومجد البرغوثی، وساهموا فی اغتیال العدیدین حتى من کتائب الأقصى، ولن یسلم ای تنظیم منهم فکان اعتقال علاء أبو الرب من سرایا القدس قبل ایام، فماذا تبقى لهم لم یفعلوه؟

 

·        والدلیل تحرک أزعر جنین وعاهرة الشاباک زکریا الزبیدی کما وصفته "صدیقته" طالی فحیمة؟

 

·   الطریق الصحیح لا یکون إلا من خلال القضاء والعدل والمحاکم، ولا یمکن القبول باجراءات انتقامیة مهما کانت الأسباب.

 

·   أوصدت الحملة الأخیرة فی غزة کل الأبواب فی وجه أی محاولة لرأب الصدع، وهو ما یکرس فعلیاً الانفصال التام بین الضفة الغربیة وقطاع غزة.

 

·        الحملات الاعلامیة الرسمیة والمقربة هبطت فی مستواها بشکل کبیر قارب فی بعض الأحیان اعلام عباس.

 

·        صدرت دعوات من قیادات رسمیة ومن عناصر ومناصرین تطالب باستئصال فتح تماماً من قطاع غزة.

 

آخرون:

 

·   الفصائل الأخرى تمارس ذات الدور الاستعراضی سواء من خلال المطالبة بتحقیق یشارک فیه الجمیع، وهی الدعوة التی لم نسمعها فی حالات الضفة الغربیة، أو من خلال الایحاء بأن ما یجری هو صراع على السلطة، وکأنه لا دماء سالت ولا تفجیرات حصلت.

 

·        الموقف الشعبی والجماهیری کان مستقطباً بشکل کبیر، مع أو ضد.

 

·        لم تصدر أی تعلیقات من أی نوع من الدول العربیة أو غیر العربیة

 

·   التغطیة الاعلامیة خاصة من الوکالات والمواقع التی تدعی الاستقلالیة والحیادیة کانت منحازة وبشکل کامل لروایة عبّاس ومن معه

 

 

والحل؟

 

لا یوجد أی حل لما یجری إلا بتحرک جماهیری واسع فی وجه من یتآمر على حقوق شعبنا، هبة جدیدة، انتفاضة فی وجه العملاء والوکلاء، ثورة تطیح بکل رموز الفساد والافساد والمتآمرین، وتعید اللحمة للوطن والمواطن.

( للدکتور إبراهیم حمّامی )

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141105