هل بدأت انتفاضة الجرافات؟
هل بدأت انتفاضة الجرافات؟
لافتة جداً العملیات الفدائیة التی نفذت من قبل مواطنین فلسطینیین فی القدس المحتلة, أربع عملیات خلال أربعة أشهر، واحدة فی مدرسة مرکاز هراف الدینیة ه وأخرى تم فیها إطلاق النار ضد جنود من حرس الحدود توفى أحد هؤلاء متاثرا باصابته منذ أیام فی الیوم الثانی لعملیة الجرافة الثانیة بعد ما کان الشهید حسام دویات افتتح عملیات الجرافات اوائل تموز الحالى.
ثمة جدل فی إسرائیل حول العملیات الأخیرة وکالعادة یبدو الجدل مع استثناءات قلیلة ذا طابع أمنی واستعلائى اما فی الجانب الفلسطینی للاسف أیضاً ورغم استثناءات قلیلة لا جدل ولا ما یحزنون ولا قراءات واعیة متزنة وعمیقة للعملیات الأربع الاستشهادیة ودلالاتها وتأثیرات المحتلة على مستقبل الصراع فى فلسطین.
اعتقد أن قراءة منهجیة صادقة لعملیات القدس یمکن أن تخرج بالاستنتاجات أو الخلاصات التالیة:
العملیات الأربع نفذت فی القدس المحتلة ومن قبل مواطنین مقدسیین یحملون بطاقات الهویة الزرقاء أو بطاقات اقامة دائمة فی القدسِ، بدون شک تنسف تلک العملیات المزاعم حول العاصمة الموحدة الأبدیة لاسرائیل وتثبت أنها مدینة محتلة مواطنوها فى حالة مقاومة دائمة للاحتلال الاسرائیلى
وفى نفس الوقت تعید تاکید مقولة انت فلسطینى اذن انت مقاوم -وهى المقولة التی حاول البعض التشکیک بها او حتى نسفها من الاساس- سواء بالصمود فی وجه الحصار او بالتشبث بالارض والمزراع او حتى بالتظاهر الاسبوعى فى بلعین ضد الجدار أو باستخدام الجرافة ضد المستوطنین فی المدینة المقدسة.
-تسلیط لعملیات الأربع الضوء على انتهازیة ونفاق و السیاسات الإسرائیلیة المتبعة تجاه الفلسطینین فی القدس فاسرائیل تزعم أن المدینة موحدة تحت سیطرتها وأن هؤلاء یتمتعون بکافة الحقوق- نظریاً فقط- اما عملیا فهى تعاملهم کمواطنین من الدرجة الثالثة ولا تقدم لهم الحد الأدنى من الخدمات الصحیة والتعلیمیة والاقتصادیة والاجتماعیة وفی جمیع الأحوال تستمر الاجراءات القمعیة مثل مصادرة الهویات ا والابعاد وهدم البیوت ومنع اصدار التصاریح لبناء البیوت او المساکن لهم و ونظریةالتکاثر الطبیعی لا تنطبق علیهم من وجهة النظر الاسرائیلیة وکل ذلک ضمن تصور ینزع عنهم الاطار الوطنى الفلسطینى ویعزلهم عن محیطهم البشرى والجغرافى فى الضفة الغربیة, ;کان حتمیا أن تتلقى اسرائیل الرد الملائم على منطق الخضوع والاندماج رد بمستوى القمع والتنکیل الاسرائیلى الذى یصل الى حد الابارتهاید والفصل العنصرى, من نافل القول الاشارة الى فشل الاحتیاطات ا والاسالیب الأمنیة فی قمع إرادة المقاومة والمواجهة لدى الفلسطینیین والاصرار على الصمود حتى زوال الاحتلال.
-عملیات القدس یجب أیضاً أن تسلط الضوء على واقع المقدسیین لیس من الزاویة الإسرائیلیة بل من الزاویة الفلسطینیة فهؤلاء ترکوا لمصیرهم وتخلت السلطة الفلسطینیة واجهزتها المختلفة عنهم وثمة قصور واضح فى التعاطى معهم سیاسیاً و خدماتیا لا بل أن الرئیس محمود عباس ومن دیوان الرئیس الاسرائیلى شیمون بیریز فى القدس المحتلة ادان العملیة الأخیرة دون اى اشارة الى القمع الإسرائیلی وخنق حیاة الفلسطینیین بابعادها المختلفة وهؤلاء فى الحقیقة یردون بالوسائل والاسالیب البسیطة التی بحوزتهم.
-یمکن القول إن انتفاضة الحجارة وضعت اوزارها ی مع مؤتمر مدرید وانتهت عملیا مع توقیع اتفاق اوسلو اما الانتفاضة الثانیة فانتهت مع الانسحاب الإسرائیلی الاحادى من غزة و تکرس الامر عملیاعملیاً بعد الانتخابات التشریعیة الفلسطینیةالتى جرت فی کانون ثانى 2006 واسست لمرحلة جدیدة فی العمل الوطنی الفلسطینی الآن وتحدیدا بعد ترتیب التهدئة الأخیرة -کما یقال فى اسرائیل –قد نکون على ابواب مرحلة جدیدة او انتفاضة فلسطینیة جدیدة، خاصة ان أحد أهم الاشکالیات التی اثارها ترتیب التهدئة یتعلق بالمقاومة فی الضفة الغربیة التی تخضع لاحتلال مباشر ولا تلائمها الوسائل النضالیة التتى اتبعت فی غزة الخاضعة لاحتلال غیر مباشر أحد التنظیمات الفلسطینیة شکل لجنة لدراسة واقع وافاق المقاومة فى الضفة الغربیة, کالعادة الشعب الفلسطینى یسبق ویتفوق على قیاداته وفصائله , فى بلعین کما فى القدس ایضا ویؤسس لمرحلة جدیدة من النضال و تتماهى فیها اسالیب الانتفاضة الاولى مع الثانیة لتفرز نوع او شکل جدید یفاجىء قوة الاحتلال کما الذهنیات المتحجرة والمنغلقة,
غیر أن الأمر یحتاج حتما الى إطار وطنى جامع للتضحیات الفردیة فی سیاق الصراع الطویل والمریر مع إسرائیل.
أخیراً لا بد أن یتوقف أو حتى یخجل من سیتخدم عبارة عرب إسرائیل سواء بما یتعلق بالمواطنین الفلسطینیین فی الاراضى المحتلة عام 1948 او فیما یتعلق بالمقدسیین, عرب إسرائیل هم من یتساوقون او یتعاونون او حتى یغضون الطرف عن الجرائم الإسرائیلیة أما هؤلاء فهم عرب اقحاح مواطنون فلسطینیین یناضلون من اجل حقوقهم وامالهم الوطنیة بالوسائل المتاحة سواء اکانت قانونیة أو جماهیریة و میدانیة, الابداع الفلسطینى لا یتوقف ولا یجب ان یتفاجا أحد من اسالیب و اشکال النضال الان او فى المستقبل ..
( بقلم ماجد عزام مدیر مرکز شرق المتوسط للدراسات والاعلام )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS