حرب على الإرهاب أم حرب من أجله
حرب على الإرهاب أم حرب من أجله ؟
کتب الصدیق والزمیل الصحافی روبرت فیسک مقالا عن ضرورة أن تتعلم الولایات المتحدة الأمریکیة من أوربا أبجدیات الحیاة فی الشرق الأوسط ، طبعا ربما کان محقا فیسک حین نتحدث عن أوربا الشابة قبل أن تشیب وتغدو عجوزا، أما وقد وصل الأمر ببریطانیا المشهود لها بمعرفة المنطقة العربیة والإسلامیة بحکم حکمها للمنطقة فترة طویلة، أن یصل بها الأمر أن تنشر جنودها فی منطقة ملالی بولایة قندهار مرکز زلزال الغضب البشتونی على بریطانیا سلفا وأحفادا، حیث لقن أجداد طالبان أجداد القوات البریطانیة دروسا دمویة لا تزال قبورهم شاهدة على هول المعارک ونتائجها، أن تنتشر القوات البریطانیة فی الجنوب الأفغانی الطالبانی الملتهب فهذا یعنی باختصار یا صدیقی أن بریطانیا التی من المفترض أن تکون أکثر الدول معرفة بأفغانستان وباکستان، لیست بریطانیا التاریخ، وإنما بریطانیا العم بوش حیث تسیر وبشکل أعمى خلفه،و هذا یعنی أن بریطانیا وأوربا لم یتعلما شیئا، وبحاجة على ما یبدو إلى من یعطیهما دروسا فی أبجدیات سیاسة المنطقة .
أعود إلى صلب الموضوع وعنوانه وذلک بعد أن تضاعفت قائمة بوش لمن یوصفون بالإرهابیین والتی وصلت إلى الملیون شخص، وأقول هل الحرب البوشیة هی حرب على ما یوصف بالإرهاب أم حرب من أجله، فالحرب البوشیة تنتج إرهابیین حسب التعبیر الغربی أکثر مما تقتلهم، وبالتالی فإن الحدیث عن ملیون إرهابی مفترض وبعضهم بالطبع لیس معروفا باسمه الحقیقی، وإنما باسماء مزورة وکذلک بجوازات مزورة وبکنى ونحوها من القرائن التی ربما تضیف إلیها أسماء ملایین من الأشخاص الذین سیغدون من المشتبه بهم أیضا، وبالتالی هذا یعنی تضاعف القائمة إلى ملایین وربما عشرات الملایین من المشتبه بهم، من الذین سیتعذر علیهم السفر أو مواجهة مشاکل جمة فی الحل والترحال والشکر موصول هنا بالطبع إلى سیاسة بوش فی الحرب على ما یوصف بالإرهاب .
بالطبع لن یتمکن أحد ممن وضع اسمه على القائمة من المرافعة والمجادلة، وها نحن نرى ونلمس کیف أن المفرج عنهم من سجن غوانتانامو سیء الذکر والصیت وغیره من غوانتاناموات معروفة ومجهولة یتم الإفراج عنهم دون أن یعرفوا سبب اعتقالهم واحتجازهم والاسباب التی أدت إلى الإفراج عنهم، فضلا عن تقدیم اعتذار لهم وتعویضهم عما لحق بهم، وآخر ما حرر فی ذلک سامی الحاج، والدکتور غیرت بهیر المساعد الشخصی السابق لزعیم الحزب الإسلامی قلب الدین حکمتیار المطلوب أمیرکیا .
إذن وبمتوالیة هندسیة بوشیة أو بمتوالیة بارامسیونیة إذا تواصلت الحرب على ما یوصف بالإرهاب سنوات أخرى فهذا یعنی أن الملایین مرشحون حسب مبدأ بوش أن یرتقوا إلى تلک القائمة، وبالتالی وباختصار فإن الحرب على ما یوصف بالإرهاب غدت حربا لتفریخ المسلحین والمقاومین والإرهابیین حسب التعبیر الأمیرکی، ونحن نرى کصحافیین أن مناطق القبائل الباکستانیة عشیة الحادی عشر من أیلول 2001 لم یکن فیها حرکة طالبان ولا أعداد طالبانیة بهذا الشکل، ولم تکن سلطة الدولة الباکستانیة انهارت فیها بهذا الشکل ، ولم نکن نرى عملیات انتحاریة ضد الجیش الباکستانی، کل ذلک حصل بفضل جهود بوش، وبالتالی یصح ما قاله أحدهم بأن من غباء السیاسة الأمیرکیة أنه إذا ما أرادت حل مشکلة فإنها تخلق مشکلتین .
والحبل على الجرار، وکل بوش وقائمة جدیدة ... وأنتم بخیر ....
( للکاتب الصحفی أحمد موفق زیدان )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS