فلسطین- ست حقائق کبیرة
فلسطین- ست حقائق کبیرة...؟!!!
تصوروا الى ای مستوى ینحدر المشهد الفلسطینی...!
- مجزرة على شاطىء غزة ضد مقاتلی "حماس" جراء تفجیرات شیطانیة اجرامیة مبیتة اقترفتها ایاد بالتاکید لیست ایاد فلسطینیة نظیفة، وهی تفجیرات لا تخدم سوى الاحتلال بکل المقاییس...!.
- ثم اختطافات واعتقالات وتعذیب بالجملة للقیادات الکبیرة والمخضرمة وللکوادر الوطنیة المناضلة لدى کل طرف من الطرفین...!
- ثم حرب اعلامیة تشهیریة شرسة یخون کل طرف فیها الآخر على نحو لا یصدق..!
- والمؤشرات لا تبشر بخیر بل توحی بتکرس هذا المشهد الفلسطینی المأساوی...!
طالب الدکتور محمد الهندی القیادی فی حرکة الجهاد الإسلامی بـ"الإفراج الفوری عن کل المعتقلین السیاسیین فی الضفة الغربیة وعن المعتقلین فی قطاع غزة الذین لیس لهم علاقة بالتفجیر على شاطئ غزة، وان یتم التزام الإجراءات القانونیة فی عملیات الاعتقال والتوقیف والملاحقات وأن یتوقف إغلاق المؤسسات" (سما / 2008/7/31)، ودعا الهندی إلى "أن تکون الأزمة الحالیة مدخلاً ودافعا لحوار وطنی حقیقی جاد ومسؤول یؤسس لترمیم البیت الفلسطینی واستعادة وحدته، مؤکدا فی الوقت ذاته أن استمرار الانقسام وإدارة الظهر لدعوات الحوار یؤسس لمزید من النزاع والفرقة ویجعل من استعادة وحدة الشعب الفلسطینی أکثر صعوبة مع مضی الوقت، وفی ظل غیاب أی إرادة عربیة للمساعدة یصبح من واجب کل مسئول فلسطینی أن یدفع فی اتجاه استعادة الوحدة وتقدیم التنازلات هنا وهناک".
فهل ننتظر یا ترى استجابة لدعوة الهندی هذه من الاطراف المختلفة ...؟!
کان الباحث الاسرائیلی المعروف میرون بنفنستی کتب فی "هآرتس" ( 2007-10-11 ) یقول: "ان إسرائیل نجحت فی تحطیم المجتمع الفلسطینی الى أجزاء والفلسطینیون یساعدون فی تکریس هذه الظاهرة، وعلیه فهم لیسوا بحاجة الى نلسون ماندیلا وانما الى جوسبا غریبالدی یظهر من بین صفوفهم ویوحدهم".
فهل هناک اصعب واقسى من هکذا انحدار فلسطینی ...!
تحملنا معطیات هذا المشهد الى ما کنا کتبنا وعنه وحذرنا دائما منه...!
فربما لم یدر فی خلد آبائنا واجدادنا الذین حملوا رایات النضال والجهاد والتضحیات على امتداد القرن الماضی ان تصل الاوضاع الفلسطینیة فی مواجهة المشروع الصهیونی الاستعماری الاستیطانی الاقتلاعی الالغائی الجارف، الى ما وصلت الیه الیوم ونحن ما زلنا امام الذکرى الستین للنکبة واقامة الدولة الصهیونیة من جهة اولى، وفی ظل الحملة الحربیة الاحتلالیة الشاملة ضد الشعب الفلسطینی فی غزة والضفة على حد سواء من جهة ثانیة...!
وربما لم یأت حتى فی حسابات وکوابیس و احلام الاجیال المتعاقبة من ابناء الشعب الفلسطینی ان تدب الفوضى الشاملة، وان تتهدد الصراعات والخلافات الفلسطینیة الداخلیة المشروع الوطنی التحرری الفلسطینی برمته، حتى قبل ان یتم تحریر شبر واحد من ارض الوطن، بل وفی ظل جحیم الاجتیاحات والاغتیالات والمجازر الصهیونیة المفتوحة....؟!
التجارب النضالیة والتحرریة التاریخیة للشعوب الاخرى تفید ان تلک الشعوب لم تکن لتقطف تحریراوطانها من الاحتلالات الا بعد نجاحها اولا فی تشکیل جبهات واسعة عریضة ووحدة وطنیة متماسکة...!
یبدو ان درس البدیهیات النضالیة التحرریة لم یلتقط فلسطینیا مع بالغ الأسف حتى الیوم ...؟!!!
هناک جملة حقائق کبیر صارخة تحث الفلسطینیین على اعتماد لغة الحوار والتفاهم والوفاق والتوافق الوطنی کلغة وحیدة لحل الصراعات والخلافات المحتدمة:
- الحقیقة الکبیرة الاولى الماثلة امام الجمیع ان فلسطین تواجه فی هذه المرحلة اجتیاحا صهیونیا بلدوزریا تجریفیا هو الاخطر منذ النکبة یستهدف النیل من الحقوق والتطلعات والاهداف الوطنیة الفلسطینیة الى ابد الآبدین، بل ان الهجوم الصهیونی تمادى مؤخرا الى درجة مطالبة وزیرة الخارجیة الاسرائیلیة بشطب حتى مصطلح النکبة من القرارات والمواثیق الاممیة...!
- والحقیقة الساطعة الثانیة انه لیس واردا فی استراتیجیات الدولة الصهیونیة لا تکتیکیا ولا استراتیجیا ای اعتبار او احترام اوندیة لا مع السلطة فی الضفة، ولا مع الحکومة فی غزة....!
- والحقیقة الکبیرة الثالثة ان تلک المخططات والخرائط الاحتلالیة لا تشتمل عملیا - کما یرید الاحتلال -الا على هیاکل سلطة تقوم بدور الوکیل الامنی للاحتلال والشاویش داخل المعتقلات – الغیتوات- الفلسطینیة...!
- والحقیقة الکبیرة الرابعة ان الدولة الفلسطینیة الموعودة - دولة خریطة الطریق ما تزال على الورق وفی الخریطة فقط ولکنها مع وقف التنفیذ، وان اعلنت فی ای وقت من الاوقات فی المستقبل فانها لن تکون سوى دولة خریطة الطریق، وربما وهذا الارجح دولة خطة "الانفصال والتجمیع او الانطواء" ای دولة شارون وستکون مقطوعة الرأس والاطراف، وستکون بمضامین ومواصفات الخریطة...ای دولة فلسطینیة مستقلة بسیادة اسرائیلیة او امریکیة – سیان – کاملة ....؟!!
- والحقیقة الکبیرة الخامسة ان هناک فی هذه المرحلة تفاهما وتعاونا وتحالفا ما بین الادارتین الامریکیة والاسرائیلیة والاجندة السیاسیة الامنیة الامریکیة فی فلسطین والعراق وعلى امتداد مساحة العرب هی الاجندة الاسرائیلیة ذاتها ...!
- والحقیقة السادسة الاکبر والانصع ان مشروع الاحتلال یجری تطبیقه على الارض الفلسطینیة على مدار الساعة دون الالتفات الى الفلسطینیین والعرب او الى المجتمع الدولی، وان الاحتلال یسابق الزمن فی بناء وتکریس حقائق الامر الواقع الاستیطانی التهویدی فی القدس وانحاء الضفة من جهة، فی الوقت الذی یواصل فیه اقصاء الفلسطینیین رئاسة وحکومة وشریکا وشعبا له قضیة وووجود وحقوق راسخة ...!
لکل هذه الحقائق الکبیرة الخطیرة وغیرها الکثیر، فانه لمن بالغ الدهشة والغرابة الاستنکاریة ان نتابع الصراعات والخلافات والمداهمات والاختطافات الفلسطینیة – الفلسطینیة فی الوقت الذی تحتاج فیه المصالح الوطنیة الفلسطینیة العلیا کل الحاجة الى تفاهم ووفاق وطنی عریض فی مواجهة مشروع الاحتلال ....؟!!!
- فلماذا تدب وتتصاعد وتتفاقم کل هذه الخلافات والصراعات الفلسطینیة الداخلیة فی هذه المرحلة التی تعتبر الاصعب والاشد خطورة على القضیة فی ظل هجوم البلدوزر ....؟!
- ولصالح من ....؟!
- ولماذا ینشغلون بالحسابت الداخلیة بدلا من الانشغال بالاحتلال وجرائمه ...؟!
- وایة مغانم سیاسیة اوغیرها وعلى ای سلطة یتنازعون وعلى ایة صلاحیات لا یملکونها بالاصل...؟!
- فمن یتحمل المسؤؤولیة الوطنیة والتاریخیة فی نهایة الامر ...؟!
- ولماذا لا یستفیق الجمیع هناک لادراک المخاطر المرعبة المتربصة بالقضیة والحقوق والجمیع ...؟!
- ولماذا لا یرتقی الجمیع الى مستوى نبض الشارع الوطنی والاهداف الوطنیة العلیا ...؟!
الجمیع یقرأ مخططات وخرائط الاحتلال والجمیع یتابع تحرکاته باستکانة مرعبة ...!
الغریب ان الحرکة الوطنیة الفلسطینیة هی الاطول والاهم والاوسع خبرة ودرایة فی تاریخ المنطقة والقیادات التاریخیة الفلسطینیة لکل الفصائل کبیرة مخضرمة مجربة وهی الاکثر والاعمق تجارب وخبرة من غیرها... ورغم کل ذلک نراها تنجرف فی الآونة الاخیرة وراء التجاذبات والصراعات والاعتقالات والاختطافات التی من شأنها ان هی استمرت ان تودی بالجمیع الى التدمیر الذاتی بدلا من التفاهم والوفاق الوطنی.......؟!! ولکن لصالح مشروع الاحتلال وتکریسه بدلا من مواجهته وتفکیکه ....؟!!!
الاحتلال یراقب ویتابع ویتربص واصابعه تلعب فی کل مکان، وبلدوزر الاحتلال والارهاب والتهوید یهدر بلا توقف، ومبضع الاحتلال یعمل فی الجسم الفلسطینی على مدار الساعة...!
الا تشکل هذه الحقائق المرعبة قاسما وجامعا بین کافة القوى والفصائل الفلسطینیة لتقف وراء خطة واجندة سیاسیة واحدة تؤجل الصراعات والمواجهات والاختطافات البینیة الخطیرة الى ما بعد اقامة الدولة السیادیة على الارض....؟!!!
ولذلک نؤکد: مؤسف ومخجل وعار ان تغدو فلسطین بین نکبتین: نکبة صهیونیة مستمرة منذ نحو ستة عقود کاملة، ونکبة فلسطینیة اقسى وابشع واشد مرارة على شعب وقضیة فلسطین ....!
( بقلم الکاتب والباحث المتخصص فی الشؤون الإسرائیلیة نواف الزرو )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS