هواجس الحرب المحتملة
هواجس الحرب المحتملة
لا یستطیع الکیان الصهیونى الا ان یعیش على وقائع انه سیقدم على حرب جدیدة فى المنطقة، فهذا الکیان، یعلم ان جمهوره لم یعد بالمستوى الذى کان علیه قبل عدوان تموز الفاشل على لبنان، وان جیشه اصیب بنکسة تحتاج الى انتصار جدید، والا فهى النهایة.
وباعتبار ان هذا الامر، یسکن هواجس القادة فى الکیان الصهیونی، مدنیین وعسکریین، فإنهم لن یتخلوا عن تهدیداتهم بالحرب فى کل مناسبة، فما بالک بالمناسبات الانتخابیة التى لا ینجح فیها الا الأقدر على القتل، وشن العدوان؟.
المناورات الاسرائیلیة فى هضبة الجولان، تندرج تحت اطار هذا المفهوم، اذ یقول وزیر الحرب باراک، انها لیست صدفة، ولا هى تدریبات روتینیة، وانما هى جزء من استعدادات لمواجهة حرب محتملة، لکن اقواله تلک، تخفى عجزا بات من الصعب اصلاحه خاصة داخل الجیش، وبعکس باراک، فإن احد القادة الکبار فى الجیش الصهیونی، یصلى کى لا تفاجأ اسرائیل بحرب جدیدة، خاصة على جبهتها الشمالیة.
یکتب اللواء الاحتیاط فى الجیش الاسرائیلى یعقوب عمیدرور مقالا فى صحیفة صهیونیة، وتحت عنوان "حزب الله یتعاظم" یعتبر فیه ان هناک خیارین فى وجه حزب الله، إما السکوت امام قوته المتعاظمة او الحرب وهى التى لیس باستطاعة اسرائیل خوضها فى هذه المرحلة، مشیرا الى عواقب اى حرب ضد حزب الله فى ظل تنامى قوته العسکریة والتغطیة السیاسیة لمقاومته، مضیفا "ان علینا ان نصلى لکى لا تندلع الحرب معه بشکل مفاجئ!
مقالة الکاتب، تتزامن مع البیان الذى نالت من خلاله الحکومة اللبنانیة الثقة، والذى تضمن حق المقاومة فى الوجود، ولم یقترب من سلاح حزب الله، مما یدفع اللواء العسکرى الى الاعتراف بضعف الکیان الصهیونى بقوله:
ینبغى قول الحقیقة المریرة وفهمها: الحکومة الاسرائیلیة فشلت تماما فى خطوات انهاء الحرب فى لبنان، فالوهم القاضى بأنه یوجد سبیل سیاسى للوصول الى انجازات ثبت عدم صحته، قلة المکاسب التى ما تزال لدولة اسرائیل من الحرب تنبع جمیعها من استخدام القوة العسکریة، سلاح الجو فى هذه الحالة، بینما الخطوة السیاسیة لم تجلب سوى ثمار فجة. "انجازات" اسرائیل فى الامم المتحدة تسمح لحزب الله بالتعاظم أکثر حتى مما قبل الحرب.
ان حزب الله یتعاظم، عسکریا وسیاسیا، فى ثلاثة مجالات، فقد بنى قوته العسکریة الى مستوى ما قبل الحرب بل واکثر من ذلک، ولا سیما فى مجال السلاح الصاروخى الثقیل وبعید المدى. التنازل الوحید من جانب الحرکة رمزى فى اساسه: فهو یمتنع عن اقامة استحکامات قریبة ولا یرفع علمه على الحدود. لهذا الانجاز توجد اهمیة هامشیة فقط.
حزب الله جدد شرعیته فى الساحة السیاسیة اللبنانیة حیث أنه اصبح عضوا محترما فى الحکومة مع قدرة فیتو ومع اعتراف بکونه حامى لبنان بشکل رسمی، هذا الاعتراف سیسمح له بالعمل ضد اسرائیل بمزید من الحریة بحسب الکاتب.
لا یدور الحدیث فقط عن انجاز سیاسى داخلى بل عن شیء اکثر من ذلک – یتعلق بفهم العالم ومحافل القوة فى لبنان انه لیس هناک من یقف حیال الحزب فى المواضیع الهامة له، الان واضح للجمیع ان الغرب الدیمقراطى لم یعد ذا صلة بما یجرى فى لبنان.
حدیث باراک، وحدیث اللواء المضاد، لا یعنى ان اسرائیل لا تحضر لحرب جدیدة، فتوجهاتها باتجاه العدوان واضحة تماما، وعلیه، لا یجب الثقة بما یقال عادة فى العلن، اسرائیل، لن تعیش دون حروبها التى یجب ان یتم اشعالها بین الفینى والاخرى، ولعل تضخیم قوة الخصم، تکون عادة تمهیدا لضربه!!
( بقلم الکاتب و الباحث الفلسطینی زکریا شاهین )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS