وأراد میخائیل ساکاشفیلی أن یقدم خدماته وینجوا برأسه
وأراد میخائیل ساکاشفیلی أن یقدم خدماته وینجوا برأسه
غریب أمر الرئیس الجو رجی میخائیل ساکاشفیلی, وهو یتحامق ویتغابى کسیده قاطن البیت الأبیض.
یتحرش بروسیا, ویعمل جاهدا لتخریب علاقات جورجیا مع جیرانها, ویسعى جاهدا لتبقى دوما بحالة متوترة.
لا یهمنا تاریخ ولادة ساکاشفیلی بتاریخ 26/12/1967م. ولا دراسته وتخرجه وتدربه فی نیویورک لیکون محامیا من نیویورک. ولا حصوله على الجنسیة الأمیرکیة. ولا وصداقاته الوثیقة بکثیر من محافظی وصقور إدارة الرئیس جورج بوش ولیبرالیها الجدد المتصهینیین. ولا حتى علاقته الممیزة مع السمراء الفاتنة غوندالیزا حین کانت تشغل منصب مستشارة الرئیس بوش لشؤون الأمن القومی. ولا أیضا تفضیله الزواج من الهولندیة ساندرا إلیزابیث رولوفس عام 1995م على بنات جورجیا. فهذه أمور شخصیة به, ولا علاقة لأحد غیره فیها.
إنما ما یهمنا الدجل والنفاق السیاسی, والمکر والخداع والسلوک العدوانی والإرهاب ونزعة العدوان والإجرام والازدواجیة, والذین هم الصفات المشترکة لکافة اللیبرالیین الجدد المتصهینیین والمحافظین الجدد.والذین منهم میخائیل ساکاشفیلی. بحیث باتوا کبالونات منفوخة بالکراهیة والعدوانیة للإنسانیة وشعوبهم وکل دین سماوی.
ولو دقق القارئ تصرفات الرئیس ورجل القانون ساکاشفیلی, لوجد أنه لیس سوى إرهابی صهیونی:
فساکاشفیلی یعتبر أن الحرب فی العراق تمثل خط الدفاع الأول فی الحرب على الإرهاب. وشارک بقوات قوامها أکثر من ألفی جندی لتکون الثالثة بعد القوات الأمیرکیة والبریطانیة فی العراق.
ویعلن على الدوام,أنه لن یسمح لإیران أن تحقق مآربها. فإسرائیل هی من تهمه ولیس جورجیا.
ویعتبر أن ما یصیب أو یلحق بإسرائیل من أذى, یلحق ویصیب جورجیا أیضا. ویقسم الأیامین المغلظة, بأن المکان الوحید الذی یشعر فیه أنه فی وطنه إنما هو دولة إسرائیل.
وهو من دخل البرلمان عام 2003م وبیدیه وردة تعبیرا عن الثورة الوردیة التی صدرتها الادارة الأمیرکیة إلى جورجیا. وکان یردد شعارات السلام والحریة والدیمقراطیة. ولکنه حین أصبح رئیسا لجورجیا , أستبدل الوردة بالمدفع, والسلام بالحرب,و أستبدل الحریة والدیمقراطیة بالدیکتاتوریة.
عینه الرئیس أدوا رد شیفارنادزة وزیرا للعدل کونه محامیا, إلا انه سرعان ما انقلب علیه, وفبرک مع الادارة الأمریکیة تهمة تزویر شیفارنادزة للانتخابات. وأعیدت الانتخابات بالمعاییر والمقاییس الأمیرکیة المفصلة خصیصا على قیاس عملائها ولیبرالییها.فحصد منها رئاسة جمهوریة جورجیا. ومن یوم تقلده لمنصب الرئاسة, وهو یزور الانتخابات والنتائج على مزاجه. وتحول إلى مستبد وطاغیة.
وثق تحالفاته وعلاقاته بالإدارات الأمیرکیة وإسرائیل. وتطوع لیضع جورجیا فی خدمة مصالح الولایات المتحدة الأمریکیة وإسرائیل. وراض ٍ وعن قناعة أن یکون بمثابة مخلب قط لهما.
قمع بوحشیة المظاهرات المعارضة له عام 2007م, وسحق ثورة القراص الجورجیة بوحشیة. ومع ذلک یحظى بدعم وتأیید وحب الادارة الأمیرکیة. وترى فی نظامه, تجلی الدیمقراطیة بأبهى صورها.
ویسعى لتکون جورجیا عضوا فی حلف الأطلسی. وبوش یضغط على ألمانیا وفرنسا فی هذا المنحى. ویطالبهم بقبولها فی الحلف على جناح السرعة,لربطها بمعاهدات هیمنة و وصایة. لیسرح ویمرح فیها حلف الأطلسی بحریة, قبل أن یسقط الجورجیین ساکاشفیلی , ویهرب إلى المکان الذی منه أتى.
وراح یعوض عن فشله السیاسی والاقتصادی, وتنکره لما وعد به الجورجیین, بوضعهم فی حالة الخوف والقلق والرعب. من خلال تحرشه بجیرانه, واحتلاله بعض مدن أوستینا الجنوبیة وأبخازیا. وتوتیر الأجواء بین جورجیا وجیرانها بأسالیب قذرة, والزج بجورجیا بأتون نار حرب مدمرة.
غزا أوستینا الجنوبیة وأحتلها,ضاربا بعرض الحائط جمیع تمنیات دول العالم وروسیا علیه بأن یدع أوستینا وشانها. وأن لا یندفع خلف أحلامه المریضة, کی لا یعرض المنطقة والأمن الدولی للخطر. وکل ظنه أن الولایات المتحدة الأمریکیة ودول أوروبا ستهرع لمساعدته ودعمه إن حاولت روسیا الإعتراض أو الاحتجاج على احتلاله لأوستینا وأبخازیا. إلا أن الرد الروسی السریع أخذ بهم وبعمیلهم ساکاشفیلی على حین غرة . فلم یجد الأوروبیین أمامهم إلا التحرک للوساطة . بینما لجا الرئیس جورج بوش وإدارته, لدعم ومساعدة ساکاشفیلی بالثرثرة والکلام الفارغ والتصریحات الخطابیة فقط.
و حقد ساکاشفیلی للصین ولشعوب العالم, دفعه لیفسد لیلة أفتتاح أولمبیاد بکین, ویتخذ من لیله موعدا لعدوانه.حین قصفت قواته بکثافة ووحشیة عاصمة ومدن وقرى أوستینا لساعتین, قبل إعلانه الحرب على أوستینا, واحتلال قواته لعاصمتها تسخینفالی,وقیامها بارتکاب مجازر حرب ضد سکانها العزل.
وإعلان ساکاشفیلی الحرب على اوستینا هو إقرار واعتراف منه بأن أوستینا جمهوریة مستقلة. وهذا دلیل على غباء وجهل هذا الرئیس بکل شیء. وهو رجل القانون الذی لا یجوز أن یرتکب هذه الغلطة.
وعدوان ساکاشفیلی على أوستینا, إنما هدف منه مساعدة الرئیس جورج بوش وحزبه الجمهوری, بقطف نصر خاطف یخدمهم فی الانتخابات الأمریکیة القادمة إن کان لمنصب الرئاسة الأمریکیة, أو لعضویة مجلسی الکونغرس. وهذا تدخل فظ منه بالشؤون الداخلیة الأمریکیة. رغم أنه کحامل الجنسیة الأمریکیة, وأحد اللیبرالیین والمحافظین الجدد, یجد لزاما علیه دعم الحزب الجمهوری الذی یمیل إلیه. وقد ظهر ذلک جلیا من خلال دعم جون ماکین لساکاشفیلی اللامحدود وتندیده بروسیا, وطلبه مساعدة ساکاشفیلی على الأقل کونه مواطن أمیرکی. بینما أنتقد اوباما تصرفه رغم تندیده هو الآخر بروسیا.
وساکاشفیلی ظن أنه بعدوانه واحتلاله لبلاد جیرانه سینقذ نظامه من السقوط بالتزامن مع سقوط جورج بوش. فعمد إلى خلط الأوراق بعدوانه عله یخرج کمنتصر وبطل قومی. فخاب وبات سقوطه حتمیا وعلى الرغم من تحمل الروس لجنونه وحماقته وشذوذه وتخرصاته, وتعاملهم معه بحکمة وأناة ورزانة ورویة وطول صبر وبعد نظر. ولجوء روسیا إلى مجلس الأمن الدولی, بتقدیمها شکوى على عدوان ساکاشفیلی على أوستینا وتدمیره عاصمتها تسخینفالی. وجریمته بقتل جنود حفظ السلام الروس المنتدبین بقرار من مجلس الأمن الدولی للحفاظ على الأمن فی القوقاز. إلا أن المجلس بضغط وعرقلة من الادارة الأمریکیة ومندوبها المرقط بجنسیتیه الأفغانیة والأمریکیة, لم یوافق على بحث الشکوى, مما أضطرها لاتخاذ قرار بحمایة قواتها وأمنها وجیرانها وأوستینا من مجلس أمنها القومی.
وروسیا أرادت أن تصفع ساکاشفیلی بقسوة. لترتعد مفاصل إدارة بوش وبعض الدول التی استقلت عن الاتحاد السوفیتی من هول الصفعة.لأنها تعرف أن ما قام به ساکاشفیلی, إنما بوحی من إدارة الرئیس جورج بوش . وأن من أهدافه أیضا دعم انتخاب المرشح جون ماکین. وکذلک اختبار وجس نبض روسیا لمعرفة ردات فعلها , من ارتماء البعض فی حضن الناتو ونصب منظومة الدفاع الصاروخی.
وساکاشفیلی وإسرائیل اتفقا على جعل جورجیا معسکر تجمع لعناصر اللوبی الإسرائیلی لتنشیط تواجدهم فی منطقة القوقاز.بإعادة بعض من هاجر إلى إسرائیل من تلک المناطق, وتزویدهم بالأموال والقدرات والخبرات . بحیث یؤهلهم للعبور إلى باقی الدول والاستیلاء على مقدراتها والتحکم بقیاداتها, لإخضاعها لدائرة النفوذ الأمریکی والإسرائیلی. ولذلک تم إرسال کبار الضباط, و عناصر من الجیش و المخابرات, وبعض کبار رجال الأعمال الصهاینة من الیهود. لتشکیل وتنظیم وتدریب وتسلیح فرق للمرتزقة کشرکات أمنیة فی جورجیا. لتکون جورجیا قاعدة متقدمة لإسرائیل فی القوقاز ,بحیث یؤهلها التسلل إلى أسیا وأوروبا وإیران وترکیا وجیران جورجیا بیسر وسهولة للتحکم بمواقفهم ومواقف الاتحاد الأوروبی وحلف الناتو وروسیا, وتهدید أمن کل من یعارض صهیینة وأمرکة العالم. حتى أن ساکاشفیلی عین وزیرین إسرائیلیین فی حکومته . هما وزیر الدفاع دافید کزراشفیلی الذی عین عام 2006م, ووزیر المقاطعات الجنوبیة تیمور یعقوبو شیفیلی, إضافة لآلاف المستشارین.
ورد روسیا الحاسم على عدوان ساکاشفیلی .دفع بموقف الاتحاد الأوروبی لیأخذ ثلاثة اتجاهات:اتجاه تقوده فرنسا, ویطالب بإنسحاب کل من القوات الجیورجیة والروسیة إلى مواقعها السابقة قبل العدوان الجورجی. والرئیس الفرنسی سارکوزی أعلن بان هنالک التزاما أوروبیا وروسیا بضمان واحترام سیادة جورجیا. وهذا دحض لما یدعیه ساکاشفیلی. واتجاه تقوده إیطالیا عبر عنه وزیر خارجیة إیطالیا حین أعلن بان بلاده لن تنضوی فی أی تحالف لحمایة جورجیا. إضافة إلى أن بلجیکا اعتبرت ساکاشفیلی المسئول عن المعارک نتیجة تدخله العسکری غیر المبرر. واتجاه تقوده بریطانیا وبولندا, ویدعو للتدخل لحمایة عدوان ساکاشفیلی. وهو ما وضع حلف الناتو بموقف العاجز عن إتخاذ أی قرار.
وبعد تصدی روسیا لعدوانه ومعاقبتها لجورجیا. راح کل من الرئیس میخائیل ساکاشفیلی والرئیس جورج بوش ونائبه وبعض رموز إدارته یصیحون على أثرها کمخبولین فقدوا عقلوهم , وبات کلامهم ثرثرة بثرثرة یناقض بعضه بعضا, وأشبه بصراخ زعران الحارة. وفیه إدانة لهم ثابتة وواضحة.
وکثیر من دول الاتحاد الأوروبی وبخت وأنبت ساکاشفیلی , واعتبرته المسئول عن الحرب , وانه هو المعتدی. حتى أن وزیر الخارجیة الفرنسی اعتبر أن الاتحاد الأوروبی هو من تقع علیه مهمة تسویته لأن واشنطن طرفا فیه نوعا ما. ودبلوماسی أوروبی رفیع المستوى وصف تصور ساکاشفیلی بإمکانیة استعادة أراضی بالقوة العسکریة الجورجیة دلیل على أنها حسابات شخص مغفل.
وحتى الادارة الأمریکیة التی فقدت صوابها بسبب هزیمة ساکاشفیلی, وراحت تهدد وتتوعد وتندد بروسیا, وتهددها بالحصار والمعاقبة.سربت هی الأخرى على صفحات الواشنطن بوست خبرا مفاده :أن السیدة رایس نصحت ساکاشفیلی بالتروی وعدم اللجوء للعدوان أو الحرب على أوسیتیا وأبخازیا.
ولو قارن المرء بین مواقف البعض من الأنظمة والحکومات والأمم المتحدة والإدارة الأمیرکیة الحالیة من جورجیا ومواقفهم السابقة من حروب الخلیج الثلاث لهاله حجم الازدواجیة فی المواقف,والکم الهائل فی النفاق والمکر والخداع وازدواجیة المواقف وتعدد المعاییر التی لا تحصى ولا تعد.ومنها على سبیل المثال:
وهاهو ساکاشفیلی یطالب حلف الأطلسی بوقاحة قائلا: أدعوا حلف شمال الأطلسی والأمم المتحدة إلى وقف العدوان الروسی.رغم أنه هو من اعتدى على أوستینا الجنوبیة وأبخازیا لیهدد أمن روسیا.
ویعتبر شاکاسفیلی أن الرد الروسی على عدوانه, أشبه بهجوم الاتحاد السوفییتی على أفغانستان والذی کان حینها طفلا صغیرا لا یعرف من أمره شیئا. وکأنه یناشد بذلک تنظیم القاعدة لیقدم إلیه المساعدة.
ویتهم قائد حلف الأطلسی روسیا بالاستخدام المفرط للقوة فی أوستینا الجنوبیة وانتهاک وحدة أراضی جورجیا. متجاهلا بمکر الاستخدام المفرط للقوة الذی لیس له من مثیل من قبل إسرائیل والإدارة الأمریکیة فی الضفة وقطاع غزة منذ أکثر من أربعین عاما, وعلى العراق منذ عشرون عاما.
والرئیس جورج بوش یعتبر الرد الروسی غیر مقبول, ویعلن وقوفه مع المعتدی ساکاشفیلی.متجاهلا شن أبیه الحرب على العراق عام 1991م لنفس السبب . وأن ما تفعله روسیا لتحریر أوسیتیا وأبخازیا على اعتبارها جارة, هو نفس ما فعله أبیه لتحریر الکویت رغم أن بلاده لیست للکویت والعراق بجار.
والرئیس جورج بوش والرئیس سارکوزی والمستشارة میرکل اتفقوا بسرعة على ضرورة وقف إطلاق نار غیر مشروط, وعلى ضرورة احترام الأراضی الجورجیة, ودون أن یشیروا إلى ضرورة أنسحاب القوات الجورجیة المعتدیة. بینما لم نجد لهذا الموقف من أثر أثناء الحرب العراقیة الإیرانیة, أو حین أحتل العراق الکویت, أو حین غزا و أحتل الرئیس جورج بوش العراق. حین لم تسارع دولهم للدعوة لإیقاف نار غیر مشروط ,واحترام أراضی هذه الدول .وإنما سارعوا لتحمیل العراق کامل المسئولیة, وفرض جمیع العقوبات بحقه وبکل أصنافها. وکذلک لم نجد لهذا الموقف من أثر حین اعتدى بوش على العراق بذرائع کاذبة عام 2003م. رغم أن التدخل الروسی ضروری وشرعی ومبرر,لأنه تنفیذ لمعاهدة تحالف مع دول الاتحاد السوفییتی السابق, بینما غزو العراق غیر شرعی.
وقوف الولایات المتحدة وبعض الدول الأوروبیة مع المعتدی والجانی والإرهابی ساکاشفیلی, وإدانتهم لروسیا وأوسیتیا وأبخازیا رغم أنهم الضحیة والمحنى علیهم. وبنفس الأسلوب والموقف الذی یقفونه مع الجانی الإسرائیلی والأمیرکی ضد الضحایا من الشعب العربی فی فلسطین ولبنان والعراق.
وروسیا لم تتدخل إلا دفاعا عن النفس وعن المواطنین الروس فی أستونیا, بعد أن قتل ساکاشفیلی أکثر من 2000جندی روسی من جنود قوة السلام الدولیة ودمر عاصمة أوستینا وقراها حیث قتل الألوف من مواطنیها. فی حین أعلن جورج w بوش الحرب على العالم بسبب مقتل أقل من هذا العدد بکثیر فی هجوم تنظیم القاعدة على برجین فی نیویورک بتاریخ 11/9/20001م, ومازالت هذه الحرب مستعرة.
وحرب ساکاشفیلی على أوستینا کانت حرب إبادة عرقیة, ومع ذلک لم تحرک الشرعیة الدولیة ساکنا. بینما هی توصف بعض الحروب والصراعات على أنها حروب إبادة رغم أنها لیست بحروب إبادة لتحشر أنفها فی التدخل بهذه النزاعات لمآرب وغایات وأهداف أخرى ولصالح الادارة الأمریکیة.
وحمایة روسیا لمواطنیها الروس فی أبخاریا وأوسیتا حق مشروع. بینما تسعى الولایات المتحدة لتمزیق العراق والسودان ودول أخرى إلى دویلات طائفیة وعرقیة لا علاقة أو روابط بینها وبین أمریکا. والمضحک أنهم یرفضون أن تکون أوسیتیا وأبخازیا کیانات مستقلة ,بینما یدعمون کردستان العراق ودارفور وجنوب السودان لکی تکون کیانات مستقلة أخرى.
وهذا الموقف الأمریکی والإسرائیلی المتناغم رغم تناقضه فی مواضع أخرى, یلتقی مع أهدافهما المشترک فی:
* تشجیع روح الانفصال ومنطق التجزئة والتشرذم فی دول العالم لیسهل أمرکة هذه الدول.
* تنمیة ورعایة الخلافات والمشاکل بین کل دولة وجیرانها, لمنع تحقیق الوحدة أو الاتحاد, أو حتى التعاون والبناء والعیش المشترک, بحیث تبقى الدول ضعیفة وواهنة , ورهینة أوضاعها الداخلیة وعلاقاتها المتوترة مع جیرانها. بحیث یسهل على الادارة الأمریکیة توقیع معاهدات لفرض الهیمنة علیها, وجعل أراضیها قواعد للولایات المتحدة الأمریکیة وحلف الأطلسی.
* السیطرة على مناطق النفط وطرق إمداداته , لیسهل التحکم بقیادة أوروبا والعالم.
واحتلال ساکاشفیلی لأوستینا تم بضوء أخضر أمریکی , وبتنسیق أمریکی إسرائیلی. فهما من درب وحدات الجیش الجورجی فی جورجیا وإسرائیل والولایات المتحدة الأمریکیة. وأمدوه بالعتاد الحربی المتطور وبشرکات أمنیة ومرتزقة متطورة. وتم التغطیة على توقیته بإعلان کل من الادارة الأمریکیة وجورجیا إجراء مناورات عسکریة مشترکة فی نفس الیوم الذی اختیر للعدوان على أوستینا وذلک بهدف أستفزاز روسیا, واختبار إمکانیة الرد الروسی,قبل توظیف الجمهوریات التی انفصلت عن الاتحاد السوفییتی فی دعم عدوان أمریکی إسرائیلی على إیران..إلا إن النتیجة کانت کارثیة على کل من إدارة جورج بوش وإسرائیل. حیث تبین:
· أن الشرخ بات عمیقا بین ساسة إسرائیلیون لا یریدون زج إسرائیل بأتون حرب مدمرة مع إیران أو نزاعات مع روسیا. وبین جنرالات إسرائیل کباراک وزیر الدفاع ونتنیاهوا وموفاز وغیرهم الذین یریدون خوض هذا الصراع وتدمیر المنشآت النوویة الإیرانیة, ودعم ساکاشفیلی خدمة لإدارة بوش ومنظمة إیباک وزج إسرائیل بهذا الصراع لم تجنی منه سوى عداء روسیا حکومة وشعبا.
وکذلک فاقم الخلاف بین رموز الادارة الأمریکیة. ففی الوقت الذی رفع الرئیس بوش ونائبه تشینی ورایس من أصواتهم بالویل والثبور وعظائم الأمور تجاه روسیا, واستنکار تصرفها وعدوانها على جورجیا. أعلن مسئول فی وزارة الخارجیة الأمریکیة. أن جورجیا تتحمل جزء من المسئولیة عن هذا النزاع. وأکد المسئول المذکور, أنه خلال کل هذه المرحلة دعونا بقوة الحکومة الجورجیة إلى أن تظهر ضبط النفس, وتتفادى بأی ثمن نزاعا وتصعیدا عسکریا مع روسیا, وکنا واضحین جدا.و أوضحنا للروس أنه فی حال إستمرار التصعید غیر المتکافئ والخطیر من الجانب الروسی,فإن ذلک سیترک أثرا کبیرا على المدى الطویل على العلاقات الروسیة الأمیرکیة.
وإسرائیل أرادت أن تحرر ید إدارة الرئیس جورج بوش لتتمکن من التدخل فی جورجیا لیکون مقدمة وتشجیعا لتدخلها ضد إیران .فحسم وزیر الدفاع الأمیرکی وقیادة الأرکان الموقف بأنهم لن یتورطوا بنزاع جدید وإضافی مع روسیا.
وکاد یما واللیکود أرادوا فک طوق الحصار والعزلة عن إیباک وبعض منظمات اللوبی الصهیونی ,بعد أن باتوا لا قیمة ولا وزن لهم فی الانتخابات القادمة. فخابوا. وعمقوا جذور الأزمة فیما بینهم وبین المجتمعین الأمریکی والأوروبی.
مهما حاولت وسائل الإعلام المشبوهة ,أو الممولة من الادارة الأمریکیة أو إسرائیل والصهیونیة, أو من حلفاء الادارة الأمریکیة, طمس الصورة , وتزییف الحقائق , وقلب المفاهیم, وعرضها بصور معکوسة. إلا أن العدوان الأمریکی الذی قاده المتأمرک واللیبرالی الجدید وأحد صقور المحافظین ساکاشقیلی من جورجیا ضد جیرانه وروسیا. یمکن قراءة نتائجه على هذه الصورة, ووفق المنطق التالی الذی یجانب الحق والحقیقة:
هزم ساکاشفیلی هزیمة منکرة. لأنه ظن أن مصالح الادارة الأمریکیة التی یدافع عنها ,ستدفع بالإدارة الأمریکیة ودول حلف الناتو الأوروبیة إلى التدخل لدعم عدوانه, وخاصة أن السیاسة الرائجة حالیا هی سیاسة المصالح الخاصة. ناهیک عن طلبه الانضمام لحلف الناتو, ومحاولاته إضعاف وتمزیق روسیا.
وغباء وحماقة جهل ساکاشفیلی أعمت بصره وبصیرته عن جملة من المصالح للدول:
فأوروبا بحاجة ماسة إلى الطاقة الروسیة والغاز الروسی, ولن تقامر بمصالحها الاقتصادیة.
والولایات المتحدة الأمریکیة التی عادت مجبرة لمظلة الأمم المتحدة نتیجة هزائمها المنکرة, والتزامها بتقریر بیکر, لتشرعن حربها على الإرهاب واحتلالها العراق وأفغانستان , وتستظل بظل الشرعیة , غیر قادرة ولن تجرأ على تجاوز الأمم المتحدة ومجلس الأمن.
والإدارة الأمیرکیة ودول أوروبا وإسرائیل بأمس الحاجة لدعم روسیا بمعالجة الملف النووی الإیرانی. وما من أحد منهم مستعد أن یعادی روسیا بأکثر من الکلام فی هذه المرحلة.
وظنون ساکاشفیلی على أنه قوی طالما هو یرتکز على القوة العظم, لم تکن فی محلها. فهذه القوة باتت بسبب هزائمها فی العراق وفلسطین ولبنا وأفغانستان أشبه بسکین مثلومة.
وحماقة ساکاشفیلی الخیرة, جعلت الشعوب الأوروبیة وکثیر من الحکومات الأوروبیة أکثر حذرا من دخول جورجیا حلف الناتو , وعضویتها فی الاتحاد الأوروبی , لأن هذا معناه أن أوروبا ستجر من جورجیا أو ساکاشفیلی إلى حالة من الحرب مع الروس, وهذا ما یجتنبونه.
وعدوان ساکاشفیلی سیدفع بترکیا وإیران وروسیا لبناء تحالفات تخدم مصالحهم وأمنهم القومی.ودفع بباقی الدول لتتوجس خیفة مما تبیته کل من الادارة الأمریکیة وإسرائیل لبلادهم.
والحرب التی شنها ساکاشفیلی إنما هی تنفیذ لمخطط أمریکی .یهدف تغلغل الولایات المتحدة الأمریکیة وإسرائیل فی خاصرتی وبطن وظهر روسیا فی مناطق القوقاز.من أجل إکمال طوق الحصار علیها, ومن ثم خنقها سیاسیا واقتصادیا وعسکریا وإستراتیجیا.للقضاء على أی دور لها حاضرا أو مستقبلا.
بأختصار شدید: أراد میخائیل ساکاشفیلی أن یقدم خدماته لأسیاده وینجوا برأسه, فهزم وخاب وزاد الطینة بلة.ومن یدری؟ فلربما سیتهم على أنه بعدوانه وهزیمته المنکرة, ساهم فی تحطیم أحلام المرشح جون ماکین والجمهوریین والمحافظین الجدد,وانه بتسرعه وحماقته کان السبب فی إجهاض دور جدید تسعى إلیه إسرائیل!
( بقلم العمید المتقاعد برهان إبراهیم کریم )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS