فشل الفصائل الفلسطینیة
فشل الفصائل الفلسطینیة..!!
کتب الدکتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السیاسیة فی جامعة النجاح الوطنیة- نابلس فی مقال استلمته وکالة قدسنا :
أصدرت بعض الفصائل الفلسطینیة مؤخرا بیانا یدعو إلى تجدید الحوار على الساحة الفلسطینیة علّ وعسى أن تتفکک الأزمة بین "حماس" و"فتح". نأمل أن یلقى بیانها آذانا صاغیة ویعود الفلسطینیون إلى طاولة الحوار.
المتتبع للحوارات الفلسطینیة منذ عام 1968 یرى أن الفصائل الفلسطینیة قد قادت الشعب الفلسطینی من مشکلة داخلیة إلى أخرى، ومن اقتتال دموی إلى آخر، وفی کل حواراتها لم تکن تتوصل إلى اتفاقات أو مواثیق یتم احترامها من قبل الجمیع. کان یجتمع قادة الفصائل بعد کل مشکلة أو دم فلسطینی نازف، یتبادلون القبل، ویظهرون على الشاشات وهم یشددون على حرصهم على الوحدة الوطنیة، ومن ثم یتصورون وأیدیهم متشابکة ومرفوعة إلى أعلى معلنین اتفاقهم.
أقول لکم، وأنا أتحدى إحصائیا: عدد الفلسطینیین الذین سقطوا بالبندقیة الفلسطینیة الفصائلیة أکثر من عدد الإسرائیلیین الذین قتلوا بالبندقیة الفلسطینیة. أنا مسؤول عن هذا الکلام.
تخوض الفصائل الفلسطینیة الحوار الذی یتم الحدیث عنه الآن منذ عام 1996. النتیجة کانت سفک الدماء وتأجیج المشاعر وبث المزید من البغضاء والکراهیة بین أبناء الشعب. المنطق یقول بأن من یفشل یفتح الطریق لآخرین الذین من الممکن أن ینجحوا. أرى أن الفصائل الفلسطینیة، بوضعها الحالی، قد استنفذت ما عندها، وکل محاولاتها لصناعة السلم الأهلی الفلسطینی والتوافق لم تنجح، وأنه أصبح لزاما علیها الآن أن تبحث عن طریق آخر.
أرى أن تفوض الفصائل الفلسطینیة مجموعة من المثقفین والأکادیمیین والمفکرین الفلسطینیین المستقلین الوطنیین للتداول بالشأن الفلسطینی، والتوصل إلى میثاق یحکم العلاقات الداخلیة الفلسطینیة ویرسم تطلعات الشعب الفلسطینی نحو المستقبل. الساحة الفلسطینیة ملیئة بالکفاءات العلمیة والمهنیة والإداریة، وذات المعرفة الاستراتیجیة فی مختلف المجالات، وظنی أنهم أکثر معرفة وعلمیة ومهنیة من قادة الفصائل.
هل لدى الفصائل استعداد للنزول من علیائها لتقبل الشعب الفلسطینی ومثقفیه ومفکریه وعلمائه شرکاء فی صناعة المستقبل. أتمنى على الفصائل الفلسطینیة أن تستمع إلى رأی الشارع والإنسان العادی عساها تأخذ عبرة.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS