لماذا نقود عداء امریکا واسرائیل ضد ایران
لماذا نقود عداء امریکا واسرائیل ضد ایران؟
لا یستطیع أحد أن یشکک فی انتصارات حزب الله على اسرائیل خلال السنوات الأخیرة، وربما یعتقد البعض أنها انتصارات مرحلیة أو انتصارات سیاسیة ، المهم أن حزب الله قد أجبر الیهود على سحب قواتهم العسکریة من لبنان، واستسلمت اسرائیل منفذة مطالبه بتبادل الأسرى کما یرید، وکذلک انتصار تموز 2006، وأخیرا قیام اسرائیل بتسلیم الأسرى اللبنانیین والعرب ورفات بعض الشهداء من المقاومین لحزب الله مقابل الأسیرین الإسرائیلیین ورفات بعض الإسرائیلیین، ومن ثم أصبح حزب الله ـ رضینا أم أبینا - القوة الکبرى ـ رغم أنه لیس بدولة ـ التی تعترف اسرائیل بقوتها المهددة لها، وبأنه هی العدو الأکبر لها . تحققت کل هذه الإنتصارات، التی ینبغی أن تسر کل مسلم و عربی على وجه الأرض، الا أن الإعلام العربی الرسمی قد نجح الى حد کبیر فی وأد فرحة الشعوب العربیة والإسلامیة بتلک الانتصارات، کل هذا لأن المنتصر ینتمی للمذهب الشیعی ـ ولم یخفِ الاعلام العربی الرسمی عداءه لهذا المذهب کعدائه للیهود أو أشد منهم، ولم یتعامل مع هذه الانتصارات بالقدر اللائق لها رغم الاخفاقات والإنکسارات التی مُنی بها العرب منذ عام النکبة وحتى الآن، طبعا باستثناء انتصار تشرین الاول /أکتوبر 1973، هذا الأمر الذی أثار کثیرا من الملاحظات والاستفسارات التی یجب الوقوف أمامها وأهمها :
1- اذا افترضنا جدلا أن الشیعة هم أعداء للسنة، فلا ینبغی أن ننسى أن اسرائیل هی العدو الأکبر للسنة وللشیعة معا، بل ولجمیع المسلمین، وبالتالی فعلى جمیع المسلمین أن یوجهوا کل أسلحتهم صوب العدو الأکبر .
2 ـ هذا ما استطاع فعله حزب الله-على قدر جهده وامکانیاته، فماذا فعل الآخرون ممن یزعمون أنهم من أهل السنة والجماعة فی مواجهة اسرائیل، وهم على رأس السلطة والحکم، ولدیهم أموال غزیرة وأسلحة متطورة وامکانیات هائلة؟ .
3 ـ على الأقل لماذا لانقتنع ولو مرحلیا بمبدأ 'عدوی عدو صدیقی'؟ فاذا کان حزب الله أو ایران من الأعداء الحقیقیین لاسرائیل، فلماذا لانساعدهما ضدها، أو حتى لانقف ضدهما، حتى یتم القضاء على اسرائیل، وحینها یکون لنا حدیث آخر .
4 ـ لماذا یتم الترکیز على الخلافات بین المذهب الشیعی والمذهب السنی الآن، والآن بالذات، وبمثل هذا الأسلوب الذی یثیر الفتنة؟ فالواضح أنه یرجح التفریق أکثر من محاولة التقریب، ولماذا لایتم الاتفاق على الحد الأدنى من المبادئ؟.
5 ـ ألیس من بیننا ـ نحن أهل السنّة ـ أناس یقعون فی أخطاء عقیدیة خطیرة ینبغی أن یصححها الدعاة والفقهاء والعلماء، وعلى سبیل المثال ما یفعله متطرفو الطرق الصوفیة فی الموالد وأمام الأضرحة ومقابر الصالحین من أفعال قد تخرج الإنسان من اسلامه!!! وهل تحرک أحد لمحاربة هذه الإنحرافات و البدع المصاحبة لها؟.
6 ـ اذا کنا نحن أهل السنة غیر مقتنعین بما یفعله حزب الله أو ایران ضد اسرائیل، أو نعتقد بأنه عداء شکلی ولیس حقیقیا، فماذا أعددنا نحن لمواجهة اسرائیل مستقبلا ولو بعد مائة سنة؟ .
7 ـ لماذا هذا العداء العربی الواضح ضد المفاعل النووی فی ایران ـ الداعم الفعلی لحزب الله- والذی لایقابله عداء جاد ومفعل ضد المفاعل النووی الإسرائیلی، وهو المهدد الحقیقی لنا، ومجاملة لأمریکا والدول الأوروبیة فاننا نتحدث عنه على استحیاء، ونقف صامتین ضد حصار ایران، والذی یمکن أن ینتهی الى حرب ضروس مدمرة لیس لها ضحایا الا الشعوب العربیة والإسلامیة .
8 ـ هؤلاء هم الشیعة ومنهم حزب الله وایران، فلنترکهم قلیلا، ولکن تعالوا الى المجاهدین فی فلسطین وعلى رأسهم حرکة حماس التی ترکناها وأهل غزة فی حصار لا انسانی، ومذابح اسرائیلیة لاتنقطع.... انهم سنة ولیسوا شیعة، غض الطرف عن هذا ... أهل السنّة فی العراق ماذا فعلنا لهم لوقف المذابح التی یتعرضون لها من القوات الأمریکیة ومن أذنابهم من العراقیین العملاء الخونة؟ والأفغان وهم سنّة.. ماذا قدمنا لهم؟... ترکناهم ومازلنا نترکهم یتآکلون فی مواجهة الهجمات الصلیبیة المستمرة، ونحن صامتون ونزعم أننا أهل سنة!!!. والسودان یعیش وحیدا ضد التمزیق والتقسیم، والمسلمون فیه أهل سنة نعم انهم أهل سنة!!!، والشیشان وجبهة مورو الإسلامیة فی الفلبین و المسلمون فی البوسنة والهرسک، وغیرهم الکثیر من المظلومین والمنتهکة حقوقهم ولم نفعل من أجلهم شیئا .
9 ـ لم یتشدق حسن نصر الله فی خطبه المدویة بأنه شیعی ـ وله کل الحق فی ذلک ـ ولکنه فی کل کلماته یؤکد وبصدق أنه وطنی لبنانی عربی مسلم مع کل المسلمین شیعة وسنة، فلماذا التشکیک فی انتصاراته؟ ولصالح من هذا التشکیک؟ .
10 ـ بالفعل ان هناک اختلافات شکلیة وجوهریة بین المذهبین الشیعی والسنى، وینبغی أن تُطرح على بساط البحث والمناقشة، بین قادة وزعماء المسلمین من کل أرجاء المعمورة، لیس لمجرد التقریب فحسب، ولکن لحسم کل هذه الخلافات ان استطاعوا، وان بدا ذلک مستحیلا، فعلى الأقل أن یحترم کل منا رأى الآخر، ولنتعاون فیما اتفقنا علیه ولیعذر بعضنا بعضا فیما اختلفنا فیه، بدلا من أن یوجه کل منا أسلحته فی وجه الطرف الآخر، والا سنقول قریبا ولیس بعیدا: انما أُکلت یوم أُکل الثور الأبیض .
( بقلم محمد شوکت الملط )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS