الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

شعب الشیطان المختار(7)

 

شعب الشیطان المختار(7)

کتب البروفیسورعبد الستار قاسم فی مقال استلمته وکالة قدسنا :

 

تقرأ فی کل الأدیان حول الرب فتجده لینا متسامحا غفورا، ودون أن یخلو الأمر من وعید هادف یدفع المعاندین نحو تلیین القلوب ومن ثم إلى الإیمان. تجد الرب فی مختلف الأدیان واهبا للنعم، لطیفا بالعباد، واعدا بالخیر، هادیا للطریق الصحیح، الخ؛ لکن رب بنی إسرائیل، کما هو وارد فی کتبهم المقدسة، یختلف إلى حد کبیر، إلى درجة أنه سوداوی سادی مقیت یحب الأذى ویتلذذ بعذاب الآخرین. هذا أمر واضح فی مختلف أسفار التوراة التی بین أیدیهم، لکنه ساطع الوضوح فیما یتعلق بمصر والمصریین. فیما یلی القصة:

أراد موسى أن یخرج بقومه من مصر لأنهم کانوا عبیدا تحت إمرة فرعون وشعبه، ولم یکن فرعون یسمح لهم بالخروج. قال موسى بأنه یعمل بأمر الرب وأن الرب فی النهایة سیهب لنجدته. تحدى فرعون موسى، وتواعدا من أجل مبارزة "سحریة" بین موسى وسحرة الفراعنة. عزز الرب موسى بأخیه هارون الذی تولى أمر العصا السحریة التی زودهما بها الرب. "طرح هارون عصاه أمام فرعون وأمام عبیده فصارت ثعبانا، فدعا فرعون أیضا الحکماء والسحرة ففعل عرافو مصر أیضا بسحرهم کذلک. طرحوا کل واحد عصاه فصارت العصی ثعابین، ولکن عصا هارون ابتلعت عصیهم." (خروج، 7: 11-12) النتیجة أن فرعون لم یؤمن، ولم یسمح لقوم موسى بالرحیل.

غضب الرب وقرر أن یحول کل ماء مصر إلى دم، وطلب من موسى ضرب الماء بعصاه لکی تصبح مصر بدون ماء. "رفع العصا وضرب الماء الذی فی النهر أمام فرعون وأمام عیون عبیده فتحول کل الماء الذی فی النهر دما، ومات السمک الذی فی النهر وأنتن النهر، فلم یقدر المصریون أن یشربوا ماء من النهر، وکان الدم فی کل أرض مصر، وفعل عرافو مصر کذلک بسحرهم." (خروج، 7: 20-21). بقی قلب فرعون غلیظا ولم یؤمن.

المشهد التالی هو غزو أرض مصر بالضفادع. أنذر موسى فرعون بأن الرب سیصعد الضفادع على کل أرض مصر إن لم یأذن له وقومه بالرحیل، لکن فرعون لم یستمع. "فقال الرب لموسى "قل لهارون مدّ یدک بعصاک على الأنهار والسواقی والآجام وأصعد الضفادع على أرض مصر. فمد هارون یده على میاه مصر فصعدت الضفادع وغطت أرض مصر. وفعل کذلک العرافون بسحرهم وأصعدوا الضفادع على أرض مصر." (خروج، 8: 6). رجا فرعون موسى وهارون مثلما فعل فی المرة السابقة أن یصلیا للرب من أجل أن تذهب الضفادع واعدا إیاهما بأن یفعل وفق رغبتهما بالخروج. دعا موسى وهارون الرب فماتت الضفادع التی فی البیوت، وأنتنت مصر، ولم تعد ضفادع جدیدة تصعد على الأرض. لکن قلب فرعون بقی غلیظا ونطث بوعده.

أتى بعد ذلک مشهد البعوض. غزا الرب أرض مصر بالبعوض بعدما ضرب هارون الأرض بعصاه، تحول التراب إلى بعوض وامتلأت به البیوت والشوارع. دعا موسى وهارون الرب لیکشف البعوض عن أرض مصر بعد رجاء فرعون، لکنه أیضا لم یؤمن.

جاء دور الذباب، الذی تقول عنه التوراة الذبان. امتلأت أرض مصر بالذبان، ولم یعد أحد قادرا على اتقاء شر هذه الحشرة البغیضة. ذات الأمر تکرر من رجاء فرعون إلى تلبیة الرب لدعاء موسى وهارون، إلى غلاظة قلب فرعون.

قرر الرب بعد ذلک قتل مواشی المصریین والبهائم والدواب. أرسل الرب وباء ثقیلا أصاب المواشی والخیل والحمیر والجمال فماتت، أما مواشی بنی إسرائیل ودوابهم فلم یمت منها رأس واحد.

لم یؤمن فرعون، فقرر الرب إرسال غبار یؤدی إلى ظهور دمامل على أبدان الناس والحیوانات. والغریب أن التوراة تقول بأن البثور أصابت بهائم المصریین التی من المفروض أنها جمیعها ماتت فی المشهد العذابی الذی سبق. جاء بعد ذلک دور البَرَد. أرسل الرب بردا أصاب الناس والمزروعات التی فی الحقول، وحول مصر إلى أرض جدباء.

هنا یتوقف الرب ویعمل على إظهار السبب الذی یجعله یعذب المصریین بهذه الطریقة. إنه یقول إنه هو الذی یجعل قلب فرعون غلیظا لکی یمارس قدراته الربانیة. یقول: "ثم قال الرب لموسى ادخل إلى فرعون فإنی أغلظت قلبه وقلوب عبیده لکی أصنع آیاتی هذه بینهم. ولکی تخبر فی مسامع ابنک وابن ابنک بما فعلته فی مصر وبآیاتی التی صنعتها بینهم. فتعلمون أنی أنا الرب." (خروج، 10: 1) یبدو ان الرب لا یملک وسائل إقناع الآخرین بقدراته إلا بالتنکیل بهم والتعذیب المتواصل القاسی الذی یشمل کل الناس ولیس الظالمین فقط، وهو یستعمل قدراته لیمنع الناس من الإیمان لأنهم لو آمنوا لما کانت أمامه فرصة لإثبات قدراته على التعذیب.

جاء دور الجراد بعد ذلک. أرسل الرب جرادا على أرض مصر لم یترک أثرا لباقی نبات أخضر. أمحلت مصر تماما وأجدبت. بعد ذلک جاء الظلام فاظلمت أرض مصر ولم یعد أحد غیر قوم موسى قادرا على رؤیة شیء فی اللیل أو النهار.

جاء بعد ذلک موت أبکار الناس والحیونات. جعل الرب مأتما فی کل بیت لأنه أمات فی کل أسرة بکرها سواء من الأولاد أو الحیوانات. هذا هو المشهد النهائی الذی ألهى فرعون وعبیده وفتح المجال أمام موسى وقومه للخروج فارین من أرض مصر بعدما مکثوا فیها 430 سنة، وفق التوراة. خرج موسى وقومه، وانشق البحر الذی عاد ثانیة وأغرق فرعون وجنوده.

الملاحظ أن عذاب الرب شامل هنا ولم یکن یقتصر على فرعون ومن یؤیدونه. أذاق الرب کل الناس کل العذاب بکل مشاهده المتواصلة. ویبدو أن الرب قد عدم وسائل إثبات قدراته بالطرق السلمیة وفضل أن یوقع بمصر أقسى أنواع العذاب. کان بالإمکان أن یهیء فرصة لموسى وقومه للخروج، وأن یقوم بضرب فرعون ومن والاه. الأمور أبسط بکثیر من کل هذا الوصف السادی المرعب لممارسات یتم الادعاء أنها ربانیة. بالتأکید هذه هی أخلاق هؤلاء الصهاینة المجرمین، ولا یمکن أن تمت إلى الذات الإلهیة بصلة.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141160







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)