من أطلق سراح الأسرى؟
من أطلق سراح الأسرى؟
إسرائیل تطلق سراح مئتی أسیر فلسطینی. هکذا حقا!
فمن هو القوة الفعلیة وراء إطلاق سراحهم بالفعل؟
من دون تردد: حزب الله.
من دون حزب الله لم یکن لیطلق سراح هؤلاء.
فبعد أن أرغم إسرائیل هذا الحزب على إطلاق سراح الأسرى اللبنانیین، وإطلاق سراح جثث الشهداء، تدحرجت الفکرة التی انطلقت على ألسنة کل الناس: إسرائیل لا تعرف إلا لغة القوة والمساومة العنیدة. المفاوضات لا تنفع معها. هی لا تعرف شیئا اسمه المفاوضات والإقناع. تعرف فقط لغة مثل لغة حزب الله؛ لغة القوة.
هذه هی الفکرة الجهنمیة هی التی أرغمت إسرائیل على إطلاق سراح الأسرى، ولیس مهارات المفاوض الفلسطینی. وبهذا المعنى، فإن حزب الله هو من أطلق سراحهم، ولیس أی مفاوض فلسطینی. کما أن حزب الله هو من أطلق، فی نهایة الأمر، سراح الأسرى الأردنیین ولیس الحکومة الأردنیة.
فکرة أن إسرائیل لا تفهم إلا لغة القوة کانت فکرة خطرة على إسرائیل، وعلى السلطة الفلسطینیة بالقدر ذاته. فهی تدفع نحو المواجهة، وتبطل الأساس الذی یقوم علیه سیاسة السلطة الفلسطینیة، والذی یتمثل بالمفاوضات ولا شیء غیر المفاوضات.
علیه، فالنار التی أشعلها حزب الله هی التی أطلقت السجناء.
ویظنون فی إسرائیل، وفی السلطة أیضا، أن إطلاق دفعة من الأسرى یمکن أن ینتج ریحا معاکسة تطفئ منطق حزب الله، منطق المواجهة. هکذا یظنون. لکن النتائج قد تکون معاکسة. إنها على الأقل معاکسة عندی أنا. فأنا أرى أن حزب الله هو من أطلق سراح الأسرى ولیس غیره.
لیس إطلاق مئتی سجین بادرة حسن نیة من إسرائیل، بل محاولة لإطفاء النار التی أشعلها حزب الله. ناره هی التی أرغمت حکومة إسرائیل أن تبدی حسن نوایاها، وأن تجعلها کهدیة لعباس ورایس.
ولدی تحفظ على کلمة أسرى التی یحبها الفلسطینیون.
هؤلاء لیسوا أسرى. فی أی حرب أسر أعضاء المجلس التشریعی وغیرهم؟ هل أسروا حقا؟ لا، لقد خطفوا من بیوتهم. أغلب الأسرى مخطوفون، وخطفهم جریمة حرب.
هؤلاء لیسوا أسرى. لم تکن هناک حرب لیؤسروا فیها. هؤلاء مدنیون اعتقلتهم قوة احتلال غاشمة. لذا یجب أن ترفع قضیتهم فی الأمم المتحدة. فمعتقلهم مجرم حرب لیس إلا.
( بقلم الکاتب والروائی الفلسطینی زکریا محمد من رام الله )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS