الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الحصار على العرب من العراق إلى غزة

الحصار على العرب من العراق إلى غزة

 

فی الحقیقة إننا لم نستغرب ولم نصب بالصدمة أو المفاجأة عندما قامت مجموعة من المتضامنین الأجانب بالتوجه فی قاربین صغیرین باتجاه قطاع غزة المحاصر فی محاولة منهم سواء للفت انتباه العالم إلى ما یسببه الحصار من قتل للأبریاء من الأطفال والنساء فی قطاع غزة أو فی محاولة منهم لفک الحصار برغم أننا نعتقد بان هذین القاربین لا یمکنهما کسر هذا الحصار المفروض على ملیون ونصف الملیون فلسطینی إذا ما بقی وصولهما إلى شواطئ القطاع کحالة معزولة وغیر متبوعة بعشرات القوارب والسفن المحملة بمئات وربما آلاف المتضامنین عدا عن الکثیر من المواد الأساسیة من شتى الأصناف وخاصة الطبیة والغذائیة التی یحتاجها أهالی القطاع بشکل کبیر.

 لا شک أن الخطوة التی قامت بها هذه المجموعة من "الناس" تدلل على مقدار من الشجاعة والإیمان بقضیة آمنوا بها بشکل حقیقی وکبیر کما أنها تدلل على أن من تتوفر لدیه النیة والإرادة یمکنه أن یحقق ما یمکن أن یبدو فی لحظة ما غیر ممکن التحقیق، وهی تدلل کذلک على أن مثل هذه الخطوة وبرغم رمزیتها إلا أنها تخیف دولة الکیان المحتل وهذا ربما ما جعله یوافق على مرور أو عبور القاربین فی خطوة ربما کانت معاکسة لأغلب التوقعات التی راهنت على أن إسرائیل لن تسمح، وباعتقادنا أن الموافقة جاءت على خلفیة عدم الظهور أمام العالم  والمنظمات الإنسانیة وکأن إسرائیل دولة عدوانیة وترفض حتى مثل هذه الخطوة الرمزیة، ولان الرفض کان یعنی الکثیر بالنسبة للرأی العام الغربی الذی ینظر إلى دولة الاحتلال على أنها الدولة الأکثر دیمقراطیة فی المنطقة.

الحقیقة إن ما أردنا أن نقوله فی هذا الموضوع هو انه وعلى مدى السنوات الماضیة تعرض أکثر من بلد عربی للحصار وکان من أشدها ظلما وأکثرها جورا وفتکا ذاک الحصار الذی تم فرضه على العراق بعد أن توجه الرئیس العراقی الراحل صدام حسین جنوبا باتجاه الکویت، حیث تم فرض الحصار على العراق کما یعلم الجمیع وکان أن قضى بسبب ذالک الحصار وبحسب کل التقدیرات ما یزید على الملیون من أبناء العراق معظمهم من الأطفال عدا عن کل الآثار السلبیة الأخرى نتیجة الحصار والتی امتدت لتشمل کل جوانب الحیاة سواء الاقتصادیة أو الاجتماعیة أو الصحیة والتعلیمیة والثقافیة.

ما حصل وانه وخلال ذلک الحصار فانه کان ینفذ بأید عربیة وکانت الدول العربیة "الشقیقة" هی التی تنفذ الحصار وبطریقة فیها الکثیر من الظلم والجور والقسوة والتشدد ولا ارغب هنا فی سرد الکثیر من القصص المأساویة التی کنت شاهدا علیها وعایشتها خلال سنوات الحصار الکافر المفروض على أبناء الرافدین، وظل البلد تحت الحصار حتى تم غزوه فاحتلاله من قبل الولایات المتحدة الامیرکیة ومن تحالف معها من عرب وعجم، ولکن م نرید قوه هنا هو أن من حاول کسر الحصار على العراق لم یکونوا أشقاؤه من العرب، وان من حاول ذلک کان الأجنبی.

وفی هذا الإطار لا بد من أن نتذکر الحصار الذی تم فرضه على الدولة العربیة الأخرى التی هی لیبیا وظل الحصار مفروضا على هذا البلد وکان أیضا ینفذ بأید عربیة إلى أن قرر القادة الأفارقة کسر الحصار وبدأ هؤلاء بالتوجه إلى لیبیا دون استئذان أو موافقة من الأمم المتحدة أو مجلس الأمن، وربما کان هذا احد الأسباب الرئیسیة فی أن یتوجه الرئیس اللیبی نحو القارة الإفریقیة، وأن یقول بأنه ینتمی إلى تلک القارة ولیس إلى الأمة العربیة، المثیر فی هذا الأمر بان أحدا من القادة العرب لم یجرؤ على کسر الحصار کما فعل القادة الأفارقة، ومن کان یرید التوجه إلى لیبیا لم یکن لیفعل إلا بعد أن یأخذ موافقة مجلس الأمن فی مظهر فیه الکثیر من الخنوع والذل والمهانة.

کسر الحصار على العراق لم یقم به إی رئیس عربی وإنما قام به الرئیس الفنزویلی شافیز وفی عز الأزمة بین العراق والولایات المتحدة، وکسر الحصار کذلک على لیبیا لم یبادر به أی رئیس عربی، وها نحن أمام حصار آخر یتم کسره من قبل أناس غیر عرب ولا یدینون بالإسلام فی اغلبهم ومنهم راهبة تبلغ من العمر واحد وثمانین عاما، ومن هنا قلنا فی البدایة بأننا لا نشعر بالصدمة لأن من بادر بما بادر به تجاه قطاع غزة هم من الأجانب، السؤال الذی یحیرنا هنا هو هل فقد العربی الشعور بالکرامة والعزة والنخوة التی کثیرا ما نتغنى بها وتتردد فی أشعارنا وأدبیاتنا؟ أم ترى یمکن القول بان هذا الذی کنا نتعلم عن الشهامة والنخوة کان فعلا من الماضی وکذبة کبیرة مرت على عقولنا وأنها صفات لم تکن وإن کانت فهی لم تعد من صفات هذه الأمة؟، فی هذا السیاق أتذکر أو استرجع هنا ما قاله العقید القذافی فی قمة دمشق عندما خاطب زملاءه من القادة العرب وهو یقول لهم بنبرة ربما کان فیها الکثیر من السخریة والازدراء إن أمة العرب تعیش على هامش التاریخ والجغرافیا وعدم القدرة على الفعل، وهنا نزید بالقول بان هذه الأمة أصبحت تعیش على هامش الضمیر والکرامة والنخوة والشهامة التی طالما تغنینا بها.

( بقلم الکاتب والباحث  الفلسطینی  من بیت لحم رشید شاهین )

 ن/25

 


| رمز الموضوع: 141168







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)