الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

إسرائیل وانعدام العمق الإستراتیجی...فکیف تهدید ایران!؟

عانت إسرائیل منذ قیامها على أنقاض الشعب الفلسطینی أزمة فی العمق الاستراتیجی، إذ أنها تفتقد أصلاً لعوامل وجودها، لکونها صغیرة من حیث المساحة ولذا فکل أماکنها ومنشآتها الإستراتیجیة مهددة.
انعدام إسرائیل وافتقارها للعمق الاستراتیجی، المشار إلیه ، جعلها دائماً قلقة تراودها الشکوک وعدم الثقة ، ولهذا اتبعت سیاسة الطرف الضعیف دائماً فی جمیع المعادلات السیاسیة والعسکریة وحتى فی شؤون الحیاة الأخرى، طبقت نظریة "الهجوم خیر وسیلة للدفاع"، حیث لوحظ أن جل الحروب فی المنطقة افتعلتها هی، لا بل وصل بها الأمر لإحتلال أجزاء من دول عربیة أخرى کمصر وسوریا ولبنان ، کل ذلک فی محاولة لإیجاد خطوط دفاع بعیدة عن منشآتها وعمقها الاستراتیجی.
هذه النظریة یبدو أنها أصبحت عدیمة الجدوى فی هذا الزمان، فإسرائیل الیوم مکشوفة ولا یجرؤ أحد من قادتها على الادعاء بوجود عمق استراتیجی إسرائیلی آمن، فهذا الأمر أصبح من مخلفات القرن العشرین الماضی؛ فالمطارات والمؤسسات الحکومیة والمصرفیة والمراکز العسکریة والموانئ والتجمعات السکانیة وغیرها، غدت هدفاً لأی طرف تحاول إسرائیل فتح جبهة معه!
انعدام العمق الاستراتیجی لإسرائیل ، کان معروفاً على المستوى الاستراتیجی منذ قیامها، کما أشیر، غیر انه بدا واضحاً على المستوى العملی خلال حرب الخلیج الثانیة فی مطلع العام 1991، عندما أمطرت إسرائیل بالصواریخ العراقیة، لکنه رسخ لیصبح أمراً واقعاً وحقیقة واقعة خلال العدوان الإسرائیلی على لبنان فی عام 2006 وتمکّن المقاومة اللبنانیة من ضرب العمق الإسرائیلی وإصابتها لأهداف محددة ، کما تقول، وحساسة من المنشآت والمواقع الإسرائیلیة.
هذا الواقع أدرکه المسؤولون فی إسرائیل تمام الإدراک واستخلصوا منه العبر، وبالذات خطورة هذا الأمر ومدى تهدیده الحقیقی للشعب الإسرائیلی ولوجود الدولة وأماکنها الحساسة والإستراتیجیة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها.
لکن أمراً واحدا یستغربه المراقبون، ألا وهو التهدیدات الإسرائیلیة بضرب إیران ، وتجاهلها لما ذکر أعلاه ، وخاصة امتلاک إیران دونما شک ، کما یرون ، لأسلحة سواء کانت صواریخ بعیدة المدى أو حتى طائرات وغواصات قادرة على الوصول للعمق الإسرائیلی ، وبالتالی تهدید التجمعات السکنیة الکبیرة والمنشآت العسکریة والمدنیة على اختلافها، مما سیؤثر لا محالة على أمن ووجود هذه الدولة!
إذن إن أقدمت تل أبیب على تنفیذ مخططها بشن عدوان على إیران ، فلا شک أنها تکون قد تجاهلت واقعها الاستراتیجی وضحّت بالکثیر، فی حین أن المنطق یرفض ذلک ، وکما قال المثل "من کان بیته من زجاج لا یرمی الناس بالحجارة"؛فإسرائیل کیان بلا عمق استراتیجی فلماذا تغامر اذا !!

مرکز الدراسات المعاصرة  

م/


| رمز الموضوع: 141172







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)