الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

أولمرت إذ یوبخ عباس على الهواء مباشرة

 

أولمرت إذ یوبخ عباس على الهواء مباشرة

 

فی أبریل الفائت، شنّت إسرائیل حملة شعواء ضد الرئیس الفلسطینی محمود عباس لأنه قرر تکریم خمس أسیرات فلسطینیات ومنحهن أوسمة الشرف، لکفاحهن البطولی فی سبیل الحریة والاستقلال، یومها وصفت لفنی الأمر بالمروّع، واستنکرت دالیا إیتسک المسألة برمتها، أما إیهود أولمرت فقد استشاط غیظا وغضبا، توبیخا وتأنبیا للقیادة الفلسطینیة، التی یقال، والروایة على ذمة الراوی، بأنها تراجعت عن نیتها تکریم الأسیرات فی أجواء احتفالیة، وفی روایة أخرى، أن تکریما مکتوما قد أجری لهن على نطاق ضیق.

أمس، وعلى مسمع العالم برمته، وبّخ أولمرت الرئیس عباس للمرة الثانیة خلال بضعة أشهر، لاستقباله الأسیر المحرر سمیر القنطار فی أثناء زیارته لبیروت، وقد حرص طاقم أولمرت على تسجیل وبث هذا المقطع من المحادثات على الهواء مباشرة، نظرا لما ینطوی علیه من إهانة للفلسطینیین وإذلال لقیادتهم، وکان مؤسفا أن موقف الرئیس عباس، جاء تبریریا ضعیفا، لکأنه یتنصل مما فعل، خصوصا حین ألمح بأن الأمر لم یکن مخططا منه، وأنه جاء هکذا من دون إعداد مسبق، وفی سیاق الأمر الواقع.

إسرائیل التی ترید منا أن نعترف بحقها فی الوجود (لا بوجودها فقط) وکدولة یهودیة (لا کدولة فحسب)، ترید لنا أن نلعن تاریخنا وأن ندین ذاکرتنا، وأن نشتم أسرانا وشهدائنا، فبهذه الطریقة، وبها وحدها، نستحق أن نکون بشرا، و"شرکاء فی السلام" مع قادة الاحتلال وزعماء العنصریة.

وفقا للمسطرة التی یعتمدها القتلة المجربون من أمثال باراک ولیفنی واولمرت، سیطلب إلینا وإلى قادتنا أن نشتم یاسر عرفات وأحمد یاسین وعبد العزیز الرنتیسی وخلیل الوزیر وأبو علی مصطفى وجورج حبش وفتحی الشقاقی وطلعت یعقوب ومحمد نزال والقادة الثلاثة ودلال المغربی وألوف الشهداء الذی رووا بدمائهم جذوة القضیة وأضاءوا شعلتها.

وبذات المسطرة، سیطلب إلینا أن نتعامل مع أحمد سعدات ومروان البرغوثی وحسام خضر وعبد الرحیم ملوح و"ماندیلات فلسطین" بوصفهم قتلة ومجرمین، أو بوصفهم مصابین بجذام الإرهاب، یتعین احتجازهم فی معازل نائیة، بعیدا عن متناول البشر وأماکن سکناهم.

المؤسف حقا، أن القیادة الفلسطینیة التی وضعت نفسها فی هذا السیاق المذل، من دون أن تکون مضطرة أو مجبرة على ذلک أبدا، تتصرف على قاعدة أن لا حول لها ولا قوة، وأن جلّ ما بمقدروها أن تفعله، هو التراجع المؤسف والاستماع المصغی والتعلیق التبریری، على دروس "الثعالب والذائب التی قررت أن تبرز فی ثیاب الواعظین والحملان".

منذ أن تخلت القیادة الفلسطینیة عن "مبدأ التناوب" فی استضافة اللقاءات والاجتماعات، وتحول منزل أولمرت فی القدس، إلى قبلة الحجیج الفلسطینی فی المفاوضات المکثفة، ومن أن استمرأت القیادة الصور التذکاریة الملتقطة فی الزاویة الکریهة إیاها، بین "بیت الدرج" و"سجل التشریفات والتوقیعات" فی المنزل المندرج فی ملفات فساد أولمرت وزوجته، أصبح یتعین علینا أن ننتظر عبارات تأنیبیة وتوبیخیة مهینة من النوع المبتذل الذی استمعنا إلیه بالأمس.

ما من أن أحد من الفلسطینیین تلوثت یداه بدماء الإسرائیلیین بالقدر الذی تلوثت فیه یدا باراک بدماء الفلسطینیین، وما من دبلوماسی فلسطینی تورط فی القتل والاغتیال، مثلما تورطت الضابطة السابقة والمسؤولة عن عملیات الموساد فی أوروبا تسیفی لیفنی، ومع ذلک لا یجد هؤلاء غضاضة فی إلقاء المواعظ والدروس عن السلام ومحاربة الإرهاب و"الملطخة إیدیهم"، لا یتورع هؤلاء فی إعطاء الأوامر الزاجرة والتوبیخات الناهرة لکبار المفاوضین وصغارهم، رحم الله یاسر عرفات.

 ( بقلم عریب الرنتاوی )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 141174







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)