الإنتهاء من القضیة الفلسطینیة شیئاً فشیئاَ
الإنتهاء من القضیة الفلسطینیة شیئاً فشیئاَ
قسم التحلیل والتعلیق فی القسم العربی فی وکالة قدسنا
مضت أکثر من ستة عقود ولکن الکیان الصهیونی ومن خلفه الدول العظمى لم یستطیعوا إذابة اللاجئ الفلسطینى فى اماکن اللجوء والشتات والمنافی، رغم کل المصاعب والمعاناة التى کان یمر بها.
منذ اکثر من ستة عقود والفلسطینی، ینقل مفاتیح البیت الذى ترکه معه اینما حل، یسلمه لاولاده بقدسیة الایمان بالحق، یتفقد اوراق ملکیة الارض التى ورثها عن جدود جدوده منذ الاف السنین، یزین جدران بیته التنکى فى المخیم، وبیته المتواضع فى المدن البعیدة التى اجبرته الظروف على السکن بها، بصور البحر الفلسطینی، والسهل الفلسطینی، والفرح الفلسطینى والصخرة المشرفة والاقصى الشریف.
منذ ستة عقود ، یحمل الفلسطینى معه حکایات البرتقال و الزیتون ، یستذکر صوت الحسون الیافاوی، ولا یخاف من موج البحر لأن عکا لا تخشى هدیر البحر، ولا یخشى الغربة لأنه ظل متعلقا بالامل، ولم یتنازل.
حین وجد الفلسطینى بندقیة کان یفتقدها لتمکینه من العودة الى الدیار، قاتل وقدم نفسه واولاده واخوته ورفاقه فى سبیل تحقیق حلم العودة الذى لم یفارقه.
انه الفلسطینی..
فمن یملک حق حرمانه من وطنه، وحق العودة إلیه؟، واذا کانت اسرائیل ومن خلفها القوى العظمى، وبعض العرب الذین یستقبلون اذناب الصهاینة لم تستطع حرمانه من هذا الحق المقدس، فهل العرب فعل ذلک ؟
تصریحات بعض القادة العرب تقول إنها ستفعل . تختلف مفردات العرب حول کیفیة التنازل او السلام او التهدئة او ...، العرب یدعون انهم لا یستطیعون إستیعاب ملایین اللاجئین الفلسطینیین.
هذا الموقف لیس جدیدا، وللک لماذا یستغرب البعض من ذلک ، فالکثیر من القادة العرب ، سبق ان افصحوا عن ذلک فى عدة مناسبات.
فى الخلاصة، یعرف العرب قبل غیرهم، انهم یلهثون خلف وهم وسراب، وانهم ومهما قدموا من تنازلات، لن ینالوا شیئا، وللاسف، و قد اصبح المفاوضون العرب اضحوکة امام شعوبهم.
لکن الثابت، ان احدا لن یستطیع لجم الشعب الفلسطینى وتدجینة ونزع بندقیته وحقه المشروع فى العودة الى وطنه، واذا کانت المرحلة الحالیة، هى مرحلة من اسوأ لحظات التاریخ الفلسطینى والعربی، فإن الثابت، ان فلسطین کانت من قبل ، و الأن ، حاضرة رغم محاولات التصفیة والتفریط، وستبقى بعدهم، ولن ینالوا منها.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS