نهایة الهیمنة الأمیرکیة قریبة

نهایة الهیمنة الأمیرکیة قریبة

کشف تقریر امیرکى عن مؤشرات قال انها تهدد سطوة الولایات المتحدة الامیرکیة وسیطرتها على المستوى الدولى فى السنوات القادمة.

وذکرت صحیفة "واشنطن بوست" ان محللین فى أجهزة الاستخبارات الأمیرکیة یتوقعون تراجع النفوذ الأمیرکى فى العقود المقبلة.

وجاء هذا التوقع فى نسخة غیر نهائیة لتقریر "غلوبل ترندس 2025" الذى یعده کبار المحللین فى أجهزة الاستخبارات الأمیرکیة على رأسهم کبیر المحللین توماس فینغار، الذى أجرى مراجعةً للتقریر فى خطاب ألقاه فى مؤتمر للاختصاصیین فى مجال الاستخبارات فى مدینة أورلندو.

ویتضمن التقریر تقییما لتأثیر الأحداث العالمیة على الولایات المتحدة فى الـ15 إلى 17 عاما المقبلة ویتم إعداده للرئیس الأمیرکى المقبل.

وقد أظهر تراجعا فى الهیمنة الأمیرکیة فى العقود المقبلة فى ظل التغیرات التى تطرأ على العالم نتیجة للعولمة والتغییر المناخى والأزمات الإقلیمیة نتیجة الشح فى الغذاء والمیاه والطاقة.

ویکشف فینغار ان العنصر الأساسى للهیمنة الأمیرکیة أى القوة العسکریة سیصبح الرصید "الأقل أهمیة" فى المستقبل فى عالم یشهد المزید من التنافس یوما بعد یوم.

والسبب وراء ذلک یعود بحسب التقریر إلى أن "لا أحد سیقوم بمهاجمتنا "أمیرکا" بقوة تقلیدیة ضخمة".

وحسب المحللین فإن الولایات المتحدة التى تملک قوة عسکریة تستطیع بها الإطاحة بالدول فرادى غیر أن هذه القوة لا تستجیب لرغبتها فى السیطرة بالقوة العسکریة الصرفة على العالم.

ویوضح فینغار "ان الولایات المتحدة ستبقى القوة المتفوقة ولکن الهیمنة الأمیرکیة ستتقلص إلى حد کبیر" وأضاف انه یتوقع تآکل القیادة الأمیرکیة بشکل سریع على الأصعدة السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة.

ویقول عدد من المحللین ان تمسک الولایات المتحدة بسیاسة القوة العسکریة لتغطیة الضعف الاقتصادى المتراکم سیراکم من حالة الضعف التى تعیشها بعد ان سجلت قواتها العسکریة نفسها تراجعا مخیفا نتیجة دخولها فى حروب متعددة ومنهکة.

لذلک فرغم الحدیث عن قدرات الولایات المتحدة فى السیطرة العالمیة والهیمنة على مقدرات العالم فإن الواقع الحالى یؤکد انها فى حالة تراجع مطرد فیما یتعلق بالسیطرة والتحکم خاصة فى المجال الاقتصادى وبالتالى السیاسى والثقافی.

ویشیر فینغار إلى ان الولایات المتحدة لن تکون الکیان الوحید الذى سیفقد نفوذه، إذ توقع أن یتراجع تأثیر الأمم المتحدة والبنک الدولى وغیرهما من المنظمات التى ساعدت على تعزیز الاستقرار السیاسى والاقتصادى منذ الحرب العالمیة الثانیة.

وبحسب التقریر، فإن واشنطن لن تکون فى السنوات المقبلة فى موقع إملاء شکل الهیکلیات العالمیة الجدیدة، ولن تضطلع أیة دولة أخرى بهذا الدور.

وقال فینغار ان التوجه المتوقع نحو عالم لا یعتمد بشکل رئیسى على الولایات المتحدة، سیحصل فى وقت ستواجه فیه الأرض أزمة بیئیة متنامیة یتسبب بها التغییر المناخی.

وکانت وزارة الدفاع الأمیرکیة قد أصدرت فى عام 2002 مذکرة تصف فیها کیف ستتمکن من السیطرة على العدید من الدول التى تصنفها معادیة فى نفس الوقت، وهى دول تبدأ بالعراق ثم سوریا مرورا بلبنان والصومال والسودان، وتنتهى بإیران، وذلک وفقا لمذکرات الأمین العام السابق لحلف شمال الأطلسی، الجنرال المتقاعد ویسلى کلارک.

ویعتقد عدد من الخبراء ان الولایات المتحدة وصلت الى حد القناعة بأنها لا تستطیع حکم العالم عسکریا وأن قوتها محدودة بعد فشلها فى العراق وأفغانستان، واضطرارها إلى التراجع والانکفاء فى أمیرکا اللاتینیة وشرقى آسیا.

وهى تحاول التعویض على حالة الضعف هذه بالعمل على إعادة بناء استراتیجیتها العسکریة فى هجومها على العالم، بإقحام دول أوروبا الغربیة، عبر توسیع نطاق عمل حلف الأطلسی، ودفع حلفائها إلى زیادة إنفاقهم العسکری، وبناء أحلاف عسکریة جدیدة، مثل حلف الیابان- أسترالیا، فى جنوب شرق آسیا واستدراج الهند للدخول فى هذه الأحلاف، لمجابهة القدرات الصینیة الصاعدة وحلف شانغهاى الذى یضم عددا من الدول أهمها روسیا والصین.

( بقلم حبیب براهمی )

ن/25