الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

أوسلو: کعکة السم

 

أوسلو: کعکة السم!

 

یواصل السید محمود عباس رئیس السلطة الفلسطینیة حدیثه عن مسیرة التسویة والسلام، ویجتر المسؤول الفلسطینی الکبیر اوهامه الکثیرة، تارة عن الدور الامریکی المأمول، قبل نهایة العام، وشعارات عن الحل النهائی والقضایا المؤجلة، انها اوهام السلطوی الفلسطینی وهو لا یتعب من تکرارها وعلکها فی اللیل وفی النهار، خصوصا، مع الصحافة الصهیونیة والغربیة. وانها "خراربف" عن "خارطة الطریق" التی کانت "شیئا للتسلیة وتمریر الوقت لادارة امریکیة مغادرة المشهد تماما" وعن "رؤیة الرئیس جورج بوش" الذاهب نحو آخرته، وعن مبادرة العرب فی بیروت.  إن السید ابو مازن یدافع عن اتفاقیاته مع العدو، فی ذکرى توقیع اوسلو بواشنطن یوم 13 سبتمبر العام 1993، حتى بعد ان تأکد بالواقع المادی والبرهان، فشل برنامج ونهج التسویة على الطریقة الامریکیة وتأکدت تبعاتها ونتائجها الکارثیة على المشروع الوطنی الفلسطینی حیث اصبح الخطر یتهدد حق العودة وحق تقریر المصیر، لان اوسلو، وقبله مدرید، ادخلا الوحدة الوطنیة الفلسطینیة ووحدة المؤسسة الفلسطینیة، منظمة التحریر، إلى نفق مظلم لم تخرج منه الساحة الفلسطینیة حتى اللحظة الراهنة..

وفی مقابلة صحفیة اجرتها "هآرتس" الاسرائیلیة، یوم الجمعة، 12 سیبتمبر الجاری، یتبرع الاخ ابو مازن بحق عودة اللاجئین الفلسطینیین لصحفی صهیونی وفی ذکرى توقیع اتفاق اوسلو سیئ الصیت والسمعة. ان الرجل لا یرید ان یعترف بفساد القیادة المتنفذة فی منظمة التحریر الفلسطینیة ولاحقا السلطة الفلسطینیة، وفشلها وعجزها عن القیام بدورها ومسؤولیاتها، وانها ساهمت فی تآکل وتدمیر المشروع الوطنی الفلسطینی وحتى  مشروع "الدولة الفلسطینیة" فی الضفة والقطاع والقدس الشرقیة. ان هذه القیادة، تنتظر الفرصة الافضل لشطب حق العودة  فی اتفاق "نهائی" تعقده مع العدو فی الظلام کما تعودت.

ومع انشاء سلطة الحکم الاداری الذاتی فی المناطق، عمدت القیادة الفلسطینیة فی مقاطعة رام الله وعن قصد لعرقلة کل مبادرة نبیلة لاستعادة الوحدة الداخلیة الفلسطینیة وبناء مؤسسات منظمة التحریر وحمایة مشروع المقاومة الشعبیة وحمایة الحقوق والثوابت الوطنیة. بل ومنذ مؤتمر مدرید فی العام 1991 وحتى هذه اللحظة، تسلک القیادة الفلسطینیة نهج التفریط العلنی واغتصاب کل شرعیة، وهی تبحث عن دور لها، وظیفی وشکلی وبائس فی خدمة صناعة تسمى: مسیرة التسویة والسلام.

یحرص "الرئیس" الفلسطینی على اتفاقیاته الکثیرة مع العدو، ویحترمها جدا، ویطالب کل القوى الوطنیة الفلسطینیة بالالتزام الصریح بهذه الاتفاقیات، والاخیرة فعلت ذلک، بعضها بالممارسة واخرى علنا فی اتفاق مکة، وکان الأخیر تنازلا وتراجعا من حرکة "حماس" عن موقفها الوطنی السابق والرافض لاتفاقیات اوسلو. ولکن حتى هذه لم تشفع لهم فی مکة المکرمة، وظل المسؤول الفلسطینی الفاسد على حاله: لا یحترم برامج اجماع وطنیة ولا اتفاقیاته مع الداخل ویضرب کل وثیقة یتم التوصل الیها لاستعادة منظمة التحریر الفلسطینیة بمشارکة حرکتی "حماس" والجهاد الاسلامی وغیرهما من قوى سیاسیة ومجتمعیة.

لقد نجح العدو الصهیونی فی احداث إختراق استراتیجی بتوقیع اتفاق اوسلو وحقق الکیان الصهیونی، کما یقول شمعون بیرز، "الانجاز الاهم" للدولة منذ تأسیسها فی العام 1948. لیس فقط لانه أحال منظمة التحریر الفلسطینیة الى رکام ومکاتب مهجورة ویافطة لا قیمة لها وحسب، بل لانه ایضا حشر القضیة الفلسطینیة فی مزاریب التفاوض المباشر مع العدو وخارج کل شرعیة دولیة، وهو امر لا شک یغتبط له النظام العربی الرسمی ومن له "اوسلوه" الخاص به، فی کامب دیفید وودای عربة وغیرها من هزائم، یسمیها العرب والفلسطینییون: اتفاقیات سلام!

( بقلم الکاتب و الناشط الفلسطینی خالد برکات )

ن/25


| رمز الموضوع: 141186







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
  1. أسير إسرائيلي: إذا أردتم أن تعرفوا عدد الأسرى إسألوا سارة نتنياهو
  2. إصابة 9 جنود إسرائيليين بينهم نائب قائد فرقة وقائد كتيبة في الشجاعية بغزة
  3. في إطار جمعات الغضب.. مدن إيرانية تنظم وقفات تضامنية مع غزة
  4. صنعاء تستهدف "بن غوريون" بصاروخ باليستي فرط صوتي.. وتُهاجم هدفاً في يافا المحتلة
  5. كتائب القسام توقع قوة إسرائيلية في حقل ألغام.. وجنود الاحتلال بين قتيل وجريح
  6. المشّاط للإسرائيليين: لا تراجع عن إسناد غزّة.. الزموا الملاجئ ردّنا سيكون مزلزلاً
  7. الإدارة الأميركية ترضخ.. القوات اليمنية تستفرد بالعدو الصهيوني
  8. انصار الله: إعلان ترامب فشل لنتنياهو
  9. سرايا القدس تسيطر على مُسيرة إسرائيلية شرق مدينة غزة
  10. العدوان الإسرائيلي على مطار صنعاء الدولي.. هجوم استعراضي موجه للداخل الصهيوني
  11. عدوان أمريكي إسرائيلي غاشم على اليمن بعشرات الطائرات
  12. وزير الخارجية الإيراني: الدعم القاتل لإبادة نتنياهو الجماعية في غزة، وشن الحرب نيابةً عنه في اليمن، لم يُحققا شيئاً للشعب الأميركي
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)