qodsna.ir qodsna.ir

اولمرت یعلن نهایة الحلم الصهیونی

اولمرت یعلن نهایة الحلم الصهیونی

 

یوم الأحد الموافق للرابع عشر من أیلول 2008 هو یوم لا یجب ان یغادر ذاکرتنا ففیه عقدت الحکومة الأسرائیلیة جلسة ترأسها أیهود اولمرت رئیس وزراء العدو وخصصت لبحث مسألة تعویض بعض المستوطنین مقابل إخلاء مستوطناتهم فی الضفة الغربیة  وأدلى اولمرت أثناء الجلسة بتصریحات هامة جدا عکست حجم الهزیمة التی یعیشها الکیان الإسرائیلی وخیبة الأمل التی أصابت الحرکة الصهیونیة العالمیة وقد عبر اولمرت عن الهزیمة وعن خیبة الأمل بجمل مختصرة لکنها بالغة الدلالة وتعکس بوضوح تام الوجع الإسرائیلی بل الوجع الصهیونی الأعم وجاءت أقواله على صیغة اعترافات مباشرة ومؤلمة ولا تترک مجالا للشک بصدقیتها کقوله:

 

- فکرة اسرائل الکبرى ماتت.

 

- حلم أرض اسرائیل الکبرى انتهى الى غیر رجعة.

 

- واهم کل من یعتقد أن فکرة ارض اسرائیل ما زالت قابلة للتنفیذ.

 

- یجب تقاسم الارض مع الذین یعیشون معنا فی إشارة للشعب الفلسطینی.

 

- أخطأنا 40 سنة مع الفلسطینیین وعلینا اقتسام الارض معهم.

 

  و نضیف لما سبق تصریحا هاما آخرادلى به السید جوزیف بایدن المرشح الدیموقراطی لمنصب نائب الرئیس الأمیرکی والذی جاء فیه قوله ان على اسرائیل ان تُعوّد نفسها على ایران نوویة . وعرف عن بایدن انه موغل فی صهیونیته وفی عدائه لایران وللعرب وفی الأسابیع الماضیة صدرعن بایدن تصریحا ملفتا أقر فیه انه مسیحی صهیونی وانه لیس ضروریا ان یکون الصهیونی  یهودیا.

إذا ما أجرینا ربطا بین الإعترافات والتصریحات الخطیرة لکل من اولمرت وبایدن بصفتهما  زعیمین موغلین بصهیونیتهما لأدرکنا على الفور ضخامة المأزق الذی تعیشه الصهیونیة العالمیة ولمسنا شکل الطریق المسدود الذی وصل الیه الفکر الصهیونی الفاشی والعنصری . ولکن لا بد ان نستشعر الأسباب التی جعلت اولمرت یعلن موت الحلم الصهیونی وجعلت بایدن المتطرف یطالب معبودته اسرائیل ان تعتاد على ایران کدولة نوویة , ولعلنا لا نفرط بالتفائل اذ نستنتج ان زعماء اسرائیل وامیرکا المعادین للعرب وللمسلمین تلقّوا هزائم کبیرة فی مواقع کثیرة من بلاد العرب والمسلمین على أیادی الممانعین والمقاومین من أبناء أمتنا العربیة والإسلامیة , فهزم مشروعهم او یکاد فی فلسطین ولبنان وایران والعراق وافغانستان وبدرجة أقل فی الصومال والسودان , ففی فلسطین وهی ساحة الصراع الرئیسیة تلقوا ضربات موجعة جدا من المقاومة الفلسطینیة وضعت حدا لتوسعهم الجغرافی على حساب الأراضی الفلسطینیة المحتلة وقد تجلى هذا الأمر فی انسحاب اسرائیل من قطاع غزة فی العام 2005 وقد تعرضت اسرائیل لضربات اکثر وجعا جاءتها من شمال فلسطین أی من جنوب لبنان وجهها الیها مقاتلی حزب الله  فمنذ انطلاقة الحزب فی العام 1982 لم یتوقف  عن تحقیق الإنتصارات, انتصارا تلو الآخر على الکیان الإسرائیلی الغاصب , وکان انتصار العام 2000 حدثا بارزا أدى لانسحاب اسرائیلی غیر مشروط وشبه کامل من جنوب لبنان أما الإنتصار الأبرز فکان فی صیف العام 2006 حیث الحقت المقاومة اللبنانیة الإسلامیة بإسرائیل هزیمة نکراء قصمت ظهرها وأظهرت لقادتها مدى عقم حلمهم الصهیونی العنصری والفاشی ولا یطلب من المتشککین بهذه الحقیقة سوى الإصغاء لتصریحات اولمرت الأخیرة کی یتیقنوا من صحتها .

 وخلاصة القول اننا ادرکنا هذا النجاح نتیجة لصمود المقاومات الفلسطینیة واللبنانیة والعراقیة والأفغانیة وصمود وثبات المعارضات فی کل من فلسطین ولبنان وصمود ایران واصرارها على إنجاز مشروعها النووی ووقوفها شامخة ومتحدیة لإسرائیل ولأمیرکا والغرب وکذلک صمود سوریا وتمسکها بالحقوق والثوابت العربیة إضافة للدعم الذی تتلقاه المقاومات والمعارضات العربیة والإسلامیة من ایران ومن سوریا . إن تحالف المقاومات والمعارضات العربیة والإسلامیة مع کل من ایران وسوریا الصامدتین والممانعتین اوصل عدونا الى الفشل والیأس لدرجة اعلان قادة الاعداء عن موت الحلم الصهیونی . وللمعتدلین العرب نقول خذوا العبر من أفواه أعداء الأمة واصعدوا على قطار العزة والنصر قبل ان یفوتکم.

( بقلم الباحث والکاتب عمر عبد الهادی )

ن/25


| رمز الموضوع: 141191