الله یرحمک.. یا أمة العرب
الله یرحمک.. یا أمة العرب!
من شروط کامب دیفید عام 1979 التى أخرج بها السادات سیناء من شرق قناة السویس مباشرة حتى حدود قطاع غزة من السیادة المصریة، وتحجیم القوة العسکریة المصریة التى ترابط شرقها مباشرة، أن لا یسمح لأحد تجاوز القناة إلى سیناء بدون تصریح مقابل رسوم یحصل علیها من مدینة الإسماعیلیة وسط غرب القناة!
شرفاء مصر الذین مازالوا أوفیاء لعبد الناصر الذى کانت ثورته من أجل تحریر أبنائها من الاستعمار وعملائه، ومن الإقطاع والاحتکارات الأجنبیة، لیتسنى له تحریر العواصم العربیة من الذین یحکمون بإرهاب المعاهدات المستمرة إلى أن یشیب الغراب!
ومن ثم تحقیق الوحدة العربیة، ولو بوحدة الطوق، کادت تتحقق عام 1958.
هؤلاء الشرفاء اقتدوا به رموز أحرار العالم وأبرزهم شقیقة زوج تونى بلیر الذى ارتضى أن یکون تابعا لبوش الابن فى عدوانه على عراق صدام حسین.. ونظموا حملة مماثلة لحملة السفینتین الخشبیتین الیونانیتین وبرفقتهم 6 شاحنات کبیرة و4 شاحنات صغیرة محملة بالأدویة والاحتیاجات العلاجیة التى تفتقر إلیها مستشفیات القطاع المحاصر، واتجهوا بها لاختراق الحصار اللعین الذى یحتفظ أصحاب السفارتین بمفاتیحه.. ولکنهم صدموا برفض السماح لهم اجتیاز الإسماعیلیة وعبور القناة وسیناء!
هالهم الأمر، وعادوا خائبین مدرکین بأن سیناء مفتوحة للإسرائیلیین بالهویة ورثة السادات وأتباعه الملتزمون بالسلام المذل مع إسرائیل منشغلون بالتوریث منذ 27 عاما وإلى ما یشاء الله! دون حساب لکرامة مصر ولا کرامة حاکمها.
ولا حساب للتاریخ الذى لن یذکر واحدا منهم بأکثر من أنه کان من زمرة الذى هان علیه أن یعمل من أجل مصر، فصاروا کلهم یعملون فى خدمته لإعادتها إلى أسوأ من عهد فاروق بل ومن عهد الخدیوى إسماعیل!
یصعب التصدیق أن سیناء التى کانت على مدى التاریخ قبل قناة السویس وبعد العبور الأسطورى وتدمیر خط بارلیف، الذى تحقق بجیش مصر الذى بذل عبد الناصر جهودا خارقة فى إعادة بنائه وبرفقته نخبة من ضباط مصر العربیة. سیناء هذه کانت جزءا لا یتجزأ من مصر، وغدت بعد استنفاذ مهمة جیش عبد الناصر، بموجب کامب السادات ووریثه الجاثم على صدور شرفاء مصر محرمة على أبنائها، مفتوحة الأبواب لمغتصبى فلسطین دون تأشیرات ولا جوازات سفر، فتکفى الهویة الشخصیة!
الأمرّ من ذلک أن مهمة الشرطة العسکریة التى اقترضتها "إسرائیل" من صاحب مصر، تجاوزت مهمتها منع التسلل عبر الحدود إلى قطاع غزة المحاصر، فغدت مهتمة فى البحث عن "الأنفاق" ولم تخجل مصر مبارک فى إعلانها مؤخرا باکتشاف وتدمیر 140 نفقا على رؤوس من کانوا فى مهمات داخلها!
إذا کان هذا موقف أکبر دولة عربیة، فکیف یکون حال الفتافیت؟ الله یرحمک یا أمة العرب.
( بقلم الدکتور عوده بطرس عوده )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS