الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مطاردة الأوهام.. إلى متى

 

 

مطاردة الأوهام.. إلى متى؟

 

طال انتظار الفلسطینیین للدولة الموعودة وطال تشبثهم بالحلم الذى من أجله قدموا التنازلات والدماء، لکن هل کان على الفلسطینیین أن ینتظروا کل هذا الوقت حتى یتأکدوا أن السلام المرتقب مع الجانب الإسرائیلى لم یکن إلا سرابا وأن رؤیة بوش له لم تکن إلا تمطیطا للوعود وذرا للرماد على العیون.

فالوعد الأمریکى بالتوصل إلى اتفاق سلام نهائى قبل نهایة هذا العام أى قبل رحیل إدارة الرئیس جورج بوش لم یتحقق وأصبح من المستحیل المراهنة علیه. لذلک کان محمود عباس رئیس السلطة الفلسطینیة واضحا فى تصریحاته الأخیرة فى لقائه الذى یحمل طابعا تودیعیّا مع أولمرت وهو بذلک یلغى کل أمل فى توصّل إدارة بوش الحالیة إلى تحقیق وعودها للجانب الفلسطینی.

فقد أشار أبو مازن إلى صعوبة الموقف وقال "سنطلب أن تقوم الإدارة الأمریکیة الجدیدة بدعم عملیة السلام مباشرة بعد انتخابها"، وهذا التصریح فیه إشارة واضحة إلى أن کل الآمال التى کانت معقودة على الطرف الأمریکى کى یدفع عملیة السلام ویصل إلى اتفاق نهائى بین الإسرائیلیین والفلسطینیین قد تبخرت وأصبح الحدیث منصبا على إمکانیة أن تکون الإدارة الأمریکیة الجدیدة أکثر تفهما للموقف الفلسطینى وللرؤیة الفلسطینیة للسلام.

والسؤال هنا الذى یطرحه العدید من المتتبعین للمشهد الفلسطینى هو: هل کان على حکومة محمود عباس أن تنتظر کل هذا الوقت کى تصل إلى نتیجة أن رؤیة بوش لا یمکن أن تتحقق؟

هل کان على الفلسطینیین أن یقدموا کل تلک التنازلات من مفاوضات مشروطة وسقف مطالب لا یحقق الحد الأدنى من الحقوق الفلسطینیة کى یصلوا إلى سلام موعود لم یتحقق؟

ففى حین کان الجانب الفلسطینى یحاول مجاراة الضغط الأمریکى والرؤیة "البوشیة" والشروط الإسرائیلیة التى ألغت من برنامجها الحق الفلسطینی، کانت إسرائیل تدک المنازل وتقتل الأبریاء وتوسع مستوطناتها بقضم العدید من الأراضى الفلسطینیة وکان بوش یلجم الغضب الفلسطینى بوعده المرتقب وبتحقیق السلام الموعود حتى تتمکن الدولة العبریة من الوصول إلى أهدافها وینتشى الفلسطینیون بوعد بوش وسلامه المنتظر.

وبعد هذه التجربة فى المفاوضات بین الوعد الأمریکى والصلف الإسرائیلى هل تعى حکومة عباس وکل الفصائل الفلسطینیة أن المراهنة على الأجنبى فى حل قضایا مصیریة مثل القدس واللاجئین والمستوطنات والحدود والمیاه هى مراهنة خاسرة بالأساس وعلیهم الشروع فى إرساء رؤیة فلسطینیة وطنیة موحدة تعید ترتیب الأولویات وتتحرک بمقاربة سیاسیة جدیدة تربک الداخل الإسرائیلی؟

أما الجرى وراء الحکومات الأمریکیة المتعاقبة فإنه لن یؤسس إلا لوهم جدید.

( بقلم عبد الفتاح العربی )

ن/25

 

 


| رمز الموضوع: 141201







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)