الإرهاب فی دمشق..بصمات إسرائیلیة أمریکیة
الإرهاب فی دمشق..بصمات إسرائیلیة أمریکیة
لماذا بعد نجاح السیاسة السوریة؟
لأول مرة منذ سنوات تلجأ قوى الظلام لاستهداف المدنیین بهذه الطریقة ویسقط هذا العدد من القتلى بدمشق فی عملیة وصفها وزیر الداخلیة السوری بالعمل الإرهابی المتعمد. والذی یعرف المنطقة التی وقع بها الانفجار لابد أن یستنتج أن العمل البشع تم بطریقة مدروسة وأنه استهدف أکثر من قتل المدنیین الأبریاء. إنه عمل مدان بکل المعاییر ولن ینجو فاعلوه من العقاب.
منذ نجحت سوریا فی فک الحصار الأمریکی الظالم وبدأت تسجیل النقاط فی علاقاتها الخارجیة على حساب السیاسة الأمریکیة والإسرائیلیة فی المنطقة والعالم کان التساؤل یدور حول کیفیة الرد المتوقع على هذا النجاح وماذا ستفعل الإدارة الأمریکیة والصهاینة إزاء ذلک فی ظل فهم جدید ومتوازن من قبل المجتمع الدولی وأوروبا خصوصاً للمواقف والسیاسة السوریة فی معالجة العدید من قضایا وشئون المنطقة ونظرتها لعملیة السلام فی الشرق الأوسط.
والیوم وبرغم عدم توفر أدلة یقینیة حول منفذی العملیة الإجرامیة یمکننا القول بأن هذه العملیة لن تکون بعیدة عن أصابع إسرائیل وحلیفتها الکبرى ولا مستفید من هکذا عمل سوى هؤلاء.
إن أسباباً کثیرة تجعلنا نرجح اتهام إسرائیل وأمریکا وعملائهما، ففی سوابق إرهابیة تم استهداف شخصیات من المقاومة الفلسطینیة أو اللبنانیة بعملیات تفخیخ وتفجیر عن بعد وکان واضحاً من أسلوب وطریقة التنفیذ أن الفاعل هی دوائر المخابرات الإسرائیلیة. وثانیاً أن العدو الإسرائیلی لا یخفی استهدافه وتهدیداته بملاحقة بعض رموز المقاومة فی أی مکان فی العالم.
وثالثاً أن کل الطرق لإعادة حصار سوریا ودورها المحوری فی المنطقة مغلقة أو فی طریقها للإغلاق وأنه لا سبیل لإیقاف نجاحاتها الخارجیة سوى بإرباک داخلی متوهم حسب الأسلوب الأمریکی المعروف ، ومن هنا ترجیحنا للید الإسرائیلیة الأمریکیة فی خلفیة هذا العمل الإرهابی قبیل عید الفطر وبعد أن أحیا الناس بکثافة لیلة القدر المبارکة فی المساجد السوریة.
أما المؤشر الرابع على ما نقول فقد أتى على لسان عملاء أمریکا فی أکثر من بلد وخصوصاً العراق حین کانوا یقولون فی الرد على عملیات المقاومة التی تتهم سوریة عادة بمساندتها والوقوف وراءها بأن هذه العملیات ' الإرهابیة ' ستنتقل إلى بلدان الجوار ولن یسلم من یساندها من آثارها وکان واضحاً أن سوریة أحد المستهدفین، بل المستهدف الرئیسی من هکذا تهدیدات وإشارات. وبغض النظر عمن قام بتنفیذ الجریمة ومن یقف وراءه فان المؤکد أنه لن ینجو من العقاب وأن استهداف أرواح المدنیین الأبریاء لیس له أی تبریر أو تسویغ وسیکون کل الشعب السوری وکل مواطن عربی فی مواجهة هؤلاء القتلة والمجرمین، وستبقى سوریة عصیة على الکسر والتخویف.
(بقلم زیاد ابوشاویش )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS