الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اسرائیل والنظام العربی والمصیر الواحد

اسرائیل والنظام العربی والمصیر الواحد

 

 

فی الحرب العالمیة الأولى (1914-1918 ) ورغم صدور وعد بلفور (1912) دخلت معظم الکیانات العربیة فی تحالف مع الغرب المستعمر والمستبد ضد شرکاء العرب فی الإقلیم والدین وتحدیدا ضد الدولة العثمانیة التی کانت ترفع رایة الإسلام وتدافع عنها وبعد إنقضاء عدة عقود على نهایة تلک الحرب أصبح جلیا الخطأ الجسیم الذی ارتکبه قادة العرب آنذاک فبرغم تجاوزات العثمانیین الکثیرة ما کان یجب ان ینحو قادة العرب آنذاک باتجاه کسرالعظم مع حلفائهم الأتراک وما کان لهم أن یدخلوا فی حلف غیر مقدس مع أعداء الأمة البریطانیین (مطلقو وعد بلفور) و مع الفرنسیین أی مع اولئک الأغراب القادمین من خلف البحار حیث مکنوهم من إطاحة الدولة العثمانیة ومن الإستیلاء على ترکتها فاقتسمها اولئک الاغراب ثم أعملوا بها مقص سایکس بیکو فجزؤوا ما کان موحدا وأعلنوا انتدابهم على العراق وبلاد الشام ومصر ثم دعموا أنظمة عربیة قائمة موالیة لهم أو ولّو حکم الکیانات المتشظیة لأسرعربیة متنفذة ومتعطشة للسلطة فوالتهم وناصرتهم ضد الأتراک ومقابل هذا الکرم الغربی لم تتردد تلک الأسر فی تنفیذ ما طلب منها لدعم قیام کیان اسرائیلی مصطنع فوق جثث أبناء فلسطین وفوق التراب الفلسطینی المقدس الذی بارک الله به وحوله .

وفی الحرب العالمیة الثانیة (1939-1945) استمر سریان التحالف المشین بین العرب والغرب وقد مهد انتصار القوى الإستعماریة بها وعلى رأسها بریطانیا وفرنسا وأمیرکا لقیام دولة اسرائیل عام 1948 تنفیذا لوعد بلفور الذی صدر قبیل الحرب العالمیة الأولى وأیضا تنفیذا للخطط الناتجة عن اتفاقیة سایکس – بیکو التی وقعها البریطانی مارک سایکس والفرنسی فرانسوا بیکو عام 1916ت . أن تسلسل تلک الأحداث یظهر لنا بوضوح الخطوات التی اتخذتها کل من بریطانیا وفرنسا وأمیرکا فیما بعد من أجل الهیمنة على المنطقة ومن أجل إقامة الکیان الإسرائیلی ونلخصها بالتالی:

 

- وضع الکیانات العربیة المُجزّءة والناتجة عن اتفاقیة سایکس-بیکو تحت الإنتدابین الفرنسی و البریطانی

 

- التحالف مع الأسر العربیة المتنفذه الحاکمة أو المتطلعة للحکم

 

- التمهید بذلک للسیطرة على المنطقة وخیراتها

 

- التمهید لإقامة الکیان الإسرائیلی من أجل إدامة السیطرة المنشودة

 

لا بد للقاریء أن یلمس نوع العلاقة القائمة بین نشوء دولة اسرائیل وبین نشوء کیانات عربیة هزیلة بقیادة أنظمة عربیة افرزتها أو قوتها اتفاقیة سایکس-بیکو , لقد تحالفت أطراف ثلاثة فی منطقتنا وهی الاستعمار البریطانی -الفرنسی القادم الینا من الغرب مع الکیان الاسرائیلی المصطنع الذی زرعه فی قلب امتنا هذا الغرب ومع الأنظمة العربیة الحاکمة المدعومة من الغرب نفسه , انها أطراف ثلاثه لا نظلم أحدا منهم إن قلنا ان الشیطان رابعهم .

جمع الماضی بین انظمتنا وبین اسرائیل ونخص بالذکر الدول المجاورة لفلسطین, لقد جمعهم من صنع شکل ومسببات النشوء والتکوین حیث أراد لهم حاضرا واحدا ومستقبلا واحدا فباتوا جسدا واحدا إذا ما انهار عضو منه تداعت له بقیة الأعضاء فی السهر والحمّى وإذا ما انهار أحدهم توالت انهیاراتهم کما الدومینو , تدرک الأطراف الثلاثة أو الأربعة المذکورة طبیعة مصیرهم المشترک وهم یبذلون مساعیهم بلا کلل من أجل المحافظة على منظومتهم کاملة لأن زوال أحد الأطراف یقود بالضرورة الى زوال الأطراف الأخرى ولیس بظالم من یقول أن حمایة اسرائیل بات هدفا مؤکدا لمعظم الأنظمة العربیة التی یعیش أحرار العرب مکرهین تحت ظلها.

(بقلم الکاتب و الباحث عمر عبد الهادی )

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141213







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)