الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الثورة الاسلامیة فی ذکراها الثلاثین

الثورة الاسلامیة حققت انجازات هائلة على الاصعدة الداخلیة والاقلیمیة والدولیة.

فقبل انتصار الثورة الاسلامیة کان النظام الملکی السابق قد جعل من ایران قاعدة للاستخبارات الصهیونیة والامیرکیة تخطط ضد مصالح الامة الاسلامیة والعربیة حیث عملاء الموساد وال سی آی ایه والذی کان یبلغ عددهم اکثر من عشرة الاف کانوا یتجسسون على الدول العربیة المجاورة لایران.

وکان الشاه المخلوع بمثابة شرطی اقلیمی للکیان الصهیونی والدول الغربیة یعمل لصالح الغرب على حساب الامة الاسلامیة.

فعندما بدأت حرب حزیران عام 1967تحالف الشاه الایرانی المخلوع مع الکیان الصهیونی وزود هذا الکیان بکمیات هائلة من النفط وحدث ما حدث فی حرب حزیران کما انه فی حرب رمضان عام 1973ورغم ان الدول العربیة قامت بقطع امدادات النفط الى الدول الغربیة وامیرکا دأب النظام الملکی السابق على تزوید اسرائیل وامیرکا بالنفط.

ولکن بعد انتصار الثورة الاسلامیة اصبحت ایران ضمن الدول المعادیة للکیان الصهیونی ووضعت تحریر القدس ضمن مبادئ الثورة وکانت اول دولة استبدلت السفارة الاسرائیلیة بالسفارة الفلسطینیة خلافا لبعض الدول العربیة التی رفعت العلم الاسرائیلی فی عواصمها.

هذه المواقف دفعت امیرکا والکیان الصهیونی وبعض الدول العربیة الى ان تشعر بأن الثورة الاسلامیة اتت بخطاب سیاسی جدید یتلاءم ومتطلبات الشعوب التی تقع تحت الهیمنة الامیرکیة ویتعارض ومصالح هذه الانظمة.

لذلک بدأت هذه الانظمة بحیاکة شتى المؤامرات ضد الثورة الاسلامیة ابتداءا من الهجوم العسکری الامیرکی على منطقة طبس عام 1979 وتشجیع صدام على شن هجوم ضد ایران وفرض حظر اقتصادی وضرب الطائرة المدنیة الایرانیة فی میاه الخلیج الفارسی الذی اودى بحیاة 280 من رکاب الطائرة الایرانیة.

ولکن ایران استطاعت ان تجتاز کل هذه الصعوبات حیث وضعت استراتیجیة دقیقة للوصول الى قمة التقدم والازدهار بحیث باتت محط انظار الشعوب المستضعفة فی العالم.

فکل الشعوب المستضعفة اصبحت تراقب عن کثب ما یحدث فی ایران وترى ان طموحها وآمالها تکمن فی تأسیس نظام اسلامی على نمط الجمهوریة الاسلامیة.

فمن هذا المنطلق کانت کل الحرکات الاسلامیة التی انطلقت منذ عام 1979 فی شتى الدول الاسلامیة ومنها الانتفاضة الاسلامیة فی فلسطین انبثقت من خطاب الثورة الاسلامیة ودینامیکیتها فی تحریک الشعوب المضطهدة وایقاظها من سباتها.

هذا الخطاب لاقى تجاوبا لدى الشعوب العربیة والاسلامیة حیث انه بدأ یشکل خطرا على الانظمة العربیة والمتخاذلة وکل الهجمة الاعلامیة الشرسة ضد مبادئ الثورة الاسلامیة تأتی بتمویل ودعم من هذه الانظمة التی باتت تخشى على حکمها الهش من خطر الانهیار.

وأما فیما یتعلق بأفکار مؤسس الجمهوریة الاسلامیة الامام الخمینی "رض" فلا شک ان هذه الافکار کانت ومازالت مستوحاة من ثورة الامام الحسین علیه السلام وترتکز على اسس اسلامیة مبنیة على ضرورة تحریر الانسان من الظلم والاضطهاد والعبودیة وتکریم الانسان على اساس انه خلیفة الله فی الارض.

هذه الافکار انطلقت من تلک الاعتبارات والقیم الدینیة التی انتشرت فی العالم بعد بزوغ فجر الاسلام ولکنها سرعان ما اندثرت بعدما توفی النبی الکریم "ص" ولکن الامام الخمینی الراحل احیا هذه القیم الدینیة ووضع منهجا جدیدا فی الحکم الدینی یواکب کل متطلبات العصر الحدیث.

فهذه الافکار تعطی الحق لکل الشعوب فی العالم ان تصبح متحررة من الاستعمار الخارجی وتبنی حکومات مستقلة بعیدا عن التعصبات العرقیة سیما وان الشعوب المسلمة وجدت ضالتها فی الجمهوریة الاسلامیة باعتبارها اسست افضل حکم منهجی فی العالم.

فیجب القول ان افکار الامام الخمینی اصبحت منشورا عالمیا لیس لدى الشعوب الاسلامیة فحسب بل لکل الشعوب المضطهدة بغض النظر عن انتمائها الطائفی والدینی وهذه الافکار خرجت عن نطاقها المحلی واصبحت منتشرة فی ارجاء العالم.

لذا علینا القول ونحن على اعتاب الذکرى الثلاثین لانتصار الثورة الاسلامیة ان هذه الثورة حققت الکثیر ولبت طموحات الشعوب المسلمة اذ ان کل الانجازات العلمیة التی تحققت بعد انتصار هذه الثورة المجیدة کانت حکرا على الغرب ولکن ایران بفضل شعبها المثابر استطاعت ان تحقق انجازات علمیة فی مجال الطب والصناعات الثقیلة والنوویة السلمیة وصناعات تکنولوجیا النانو وهذا لم یکن لیتحقق لو لم یعتمد الشعب الایرانی على ذکائه وکفاءته الذاتیة.

 

حسن هانی زاده – صحفی ایرانی

 

 


| رمز الموضوع: 141222







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)