الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مهمة صعبة للمتحاورین الفلسطینیین

رأی صحیفة" القدس العربی"

تدفقت مئات من الشخصیات الفلسطینیة من الاراضی المحتلة ودول الشتات الى القاهرة امس للمشارکة فی لقاءات المصالحة واللجان المخصصة لتشکیل حکومة وحدة وطنیة، بعضها یتبع للفصائل والبعض الآخر یشارک تحت لافتة المستقلین.

المهام الملقاة على عاتق المتحاورین صعبة للغایة، وما یزیدها صعوبة الآمال العریضة المعلقة علیهم ولقاءاتهم من قبل ابناء الشعب الفلسطینی الذین ملّوا من حالة الانقسام والتناحر وافرازاتها المخجلة، وبشکل خاص الحملات الاعلامیة المتبادلة.

الوصفة الاساسیة لتحقیق النجاح المأمول تتمثل فی استعداد الطرفین الرئیسیین، ای 'فتح' و'حماس' لتقدیم تنازلات تؤدی الى الخروج من المأزق الحالی، من حیث تجاوز جمیع الخلافات، او معظمها، ووضع استراتیجیة واضحة للعمل المشترک یلتزم بها الجمیع.

التصریحات التی صدرت عن المسؤولین فی حرکتی 'فتح' و'حماس' تؤکد استعدادهما لتقدیم هذه التنازلات، ولکن ما زال من غیر المعروف ما اذا کانت هذه الروح التفاؤلیة ستستمر اثناء تناول القضایا الاساسیة موضع الخلاف، مثل تشکیل حکومة التوافق، واعادة بناء اجهزة الامن على اسس مهنیة، وتحدید موعد الانتخابات الرئاسیة والتشریعیة المقبلة.

الواقع على الارض یبدو شدید التعقید على عکس کل ما تحاول طرحه التصریحات المتفائلة هذه. فهناک حکومة فی رام الله وأخرى فی قطاع غزة، وقوات أمن تابعة لهما فی المنطقتین، علاوة على جیش جرار من الموظفین، غالبیتهم الساحقة من 'فتح' فی الضفة الغربیة، ومن 'حماس' فی قطاع غزة، بالاضافة الى سفراء وسفارات تخضع بالکامل لسلطة 'فتح' وتضم عناصر تابعة لها.

ولعل کیفیة تشکیل حکومة التوافق هی المهمة التی ربما تستغرق جدلاً طویلاً بسبب الهوة بین موقفی الطرفین تجاهها، فحرکة 'فتح' تریدها من التکنوقراط بعیداً عن الفصائلیة، وبرئاسة شخصیة مستقلة قریبة منها، وحرکة 'حماس' لا تعارض ذلک، شریطة ان تکون الحکومة برئاسة أحد المقربین منها باعتبارها تملک الأغلبیة فی المجلس التشریعی.

الادارة الأمریکیة الجدیدة تراقب هذه التطورات عن کثب، ولکنها تلوح ببعض شروطها للاعتراف بأی حکومة جدیدة، أبرزها ان یکون السید سلام فیاض رئیس حکومة تصریف الأعمال على رأسها.

هذه الشروط الأمریکیة اذا صحت فإنها تعنی تدخلاً أمریکیاً سافراً فی شأن فلسطینی داخلی، ربما یؤدی إلى نسف الحوار من أساسه والعودة بالأطراف الفلسطینیة المختلفة إلى نقطة الصفر مجدداً.

وتظل هناک نقطة على درجة کبیرة من الأهمیة بحاجة إلى التوقف عندها ملیاً، وهی تلک المتعلقة بالاستراتیجیة التی یمکن ان تسیر على دربها، أی حکومة توافق، فهل سیتم تبنی خیار المقاومة أم خیار المفاوضات؟

من الصعب اطلاق أحکام مسبقة حول فرص نجاح هذا الحوار من عدمها. لکن ما یمکن قوله ان الأیام العشرة المحددة لاکماله قد لا تکون کافیة، ولذلک علینا أن نتوقع تمدیداً مفتوحاً، مما یعنی ان السید سلام فیاض سیظل رئیساً للوزراء لأشهر قادمة.

م/.24


| رمز الموضوع: 141230







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)