الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

مرة أخرى.. الحکومة وبرنامج المقاومة (د.رباح مهنا)

 (بقلم / د.رباح مهنا *)
تعقیباً على مقالة السید " عصام شاور" المعنونة بعنوان " هل تخلت الجبهة الشعبیة عن المقاومة ؟؟" والتی نشرت بتاریخ 10/4/2009م" رداً على ما تطرقت إلیه فی مداخلتی فی الندوة السیاسیة التی أقامها مجلس طلبة الجامعة الإسلامیة بغزة بتاریخ 9/4/2009 فإننی أؤکد على التالی:
 
فی البدایة أنا من الذین یؤمنون بضرورة التعقیب ومناقشة أیة آراء تصدر وبشکل خاص عن مسئولین ومحللین سیاسیین وکتّاب، وعادةّ أتابع ما ینشر من ردود فی هذا المجال وأحاول الاستفادة منه مقتنعاً بأن شجرة الحیاة وآراء الناس هی التی تحدد صوابیة هذه الفکرة أو عدمها.
لکنی لاحظت أن السید "عصام شاور" لم یتوخ الموضوعیة فی مقالته بل ووصل إلى استنتاجات خاطئة ویبدو أن هذا الخطأ کان متعمداً... ففی الفقرة الأخیرة مما کتب استنتج أن ما قلته (هو تخلی الجبهة الشعبیة عن المقاومة ورضوخها لشرطین من شروط الرباعیة وهو ( نبذ الإرهاب) و ( الالتزام بالاتفاقیات الموقعة بین المنظمة وإسرائیل ولتوضیح حجم هذا الخطأ الذی ارتکب فی هذا الاستنتاج أذکر السید شاور بأننی فی ذات الندوة قلت " أنه یجب على حکومة التوافق الوطنی المنوی تشکیلها لإنهاء الانقسام ألا تلتزم أو حتى تحترم اتفاقیات أوسلو لأن هذه الاتفاقیات لا تلتزم ولا تحترم حقوق وثوابت شعبنا"، وفی ذات الندوة قلت " أن من یلتزم أو یحترم قد یجد نفسه مضطراً لتطبیق خارطة الطریق وما یعنیه ذلک من تفکیک المقاومة فی قطاع غزة کما یحصل فی الضفة الفلسطینیة".
 
وفی ذات المقال یتحدث السید " شاور" عن ما قاله الرفیق الأمین العام أحمد سعدات وبرنامج الجبهة الشعبیة "الذی یؤکد على تمسک الجبهة بالثوابت الوطنیة والمقاومة کمنهج" وأضیف هنا وأوضح له "أن الجبهة عندما خاضت انتخابات التشریعی أکدت فی برنامجها أنها تخوض هذه الانتخابات على أساس مناهضة أوسلو".
أما ما یطرحه السید "شاور" عن مبادرة الجبهة الشعبیة فی آب /2004 لحمایة الجبهة الداخلیة فهو یؤکد خطأ ما وصل إلیه من استنتاج فی الفقرة الأخیرة مما کتب.
وبعیداً عن لی الحقیقة وتحمیل الجمل والأفکار أکثر مما تحتمل ( بحسن نیة أو بسوء نیة) فإننی أعود وأوضح فکرتی التی ذکرتها فی ندوة الجامعة الإسلامیة " إن حرکة حماس منذ فوزها فی الانتخابات التشریعیة وتکلیفها بتشکیل الحکومة أعلنت بشکل واضح أنها ستعمل على المواءمة بین برنامج المقاومة والتمسک بالثوابت من ناحیة، وممارسة السلطة" وأذکر کاتب المقال بأن الجبهة الشعبیة رغم عدم اتفاقها بالکامل مع برنامج حکومة الأخ إسماعیل هنیة فیما یخص منظمة التحریر الفلسطینیة إلا أنها فی جلسة التشریعی لم تصوت ضد الحکومة وهذا خارج عن أصول العمل البرلمانی، فمن المعروف أن القوى التی لا تشارک فی الحکومات وتختلف مع قضایا أساسیة من برنامجها تصوت ضد هذه الحکومة وبرنامجها لکن الجبهة الشعبیة فی جلسة نیل الثقة قالت " أنها لن تصوت ضد الحکومة حتى لا تکون ضمن القوى الدولیة والإقلیمیة والفلسطینیة التی تحاول الضغط على حرکة حماس لتقدیم التنازلات" وصحیح أیضاً أن حکومة حماس تعرضت لضغوط هائلة دولیة وإقلیمیة وحتى فلسطینیة من أجل إخضاعها، ولکن حماس صمدت حتى الآن ولم تتنازل عن الثوابت، والأصح أیضاً أنها ولأسباب خارجة عن إرادتها لم تتمکن من الحکم وکانت نتیجة ذلک مزیداً من الضغط على الشعب الفلسطینی وذلک لسبب بسیط وهی
" أن الحکومة المشکّلة شکلت ضمن منهج اتفاقیات أوسلو ومن یرید تسییر أمور الناس علیه أن یراعی ذلک وهو معرض للضغط الشدید لتقدیم تنازلات" وکانت النتیجة أن الشعب الفلسطینی ازدادت معاناته وأصبح منهکاً، قد یکون الجواب الجذری لهذه المعضلة هو بالإجابة على سؤال ( هل کانت سلطة أوسلو رافعةَ للمشروع الوطنی أو عبئاً علیه؟).
أقول فی الختام أننی من المؤیدین لصمود حماس فی برنامج التمسک بالمقاومة والثوابت الفلسطینیة، ولکی یتحقق ذلک أرى أن حماس لا تستطیع الاستمرار بالسلطة أو البحث عن أکبر حصة ممکنة لها فی هذه السلطة على قاعدة الجمع بین الشئ ونقیضه أی بین سلطة الحکم الإداری الذاتی من ناحیة، وبین مشروع المقاومة من ناحیة أخرى.
 
* عضو المکتب السیاسی للجبهة الشعبیة مسؤولها فی قطاع غزة.


| رمز الموضوع: 141236







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)