لصالح من یلتقی عمر سلیمان لیبرمان؟
رشید شاهین
قام وزیر المخابرات المصری اللواء عمر سلیمان بزیارة إلى دولة الاحتلال التقى خلالها برئیس وزرائها بنیامین نتنیاهو وکذلک وزیر الجیش ایهود باراک بالإضافة إلى وزیر الخارجیة الفاشی افیغدور لیبرمان کما قام بتوجیه دعوة الى هؤلاء لزیارة جمهوریة مصر العربیة.
منذ أن تم إلقاء القبض على عضو حزب الله سامی شهاب لم تتوقف أبواق الدعایة المصریة من کتاب وإعلامیین مأجورین وفضائیات تدور فی فلک الخنوع العربی من شن الهجوم إثر الهجوم على حزب الله وأمینه العام السید حسن نصر الله، وهی لم تتردد عن القول بان ما قام به شهاب یستهدف الامن القومی المصری بالاضافة الى ما قیل زورا عن نشر المذهب الشیعی بمصر فی محاولة جدیدة لاصباغ القضیة بصبغة طائفیة هی بدون شک تستثیر الکثیر من السذج من الناس الذین قد "یستفزهم" ذلک، لا بل یمکن القول إن لغة الخطاب الإعلامی التی تم استعمالها خلال هذه "الحرب" على حزب الله وامینه العام تدنت إلى مستوى لا یمکن توصیفه سوى بأنه غایة فی الانحطاط والبعد عن الذوق وادب التخاطب.
تلک الأبواق والأقلام المشبوهة لم تتوقف عن الحدیث بشکل ممجوج عن التهدید الذی یشکله سامی شهاب ومجموعته "لکذبة" الأمن القومی المصری، هذا الأمن الذی تم انتهاکه منذ التوقیع على اتفاقیات العار فی کامب دیفد ومنذ أن تم استبعاد سیناء من هذا "الأمن" واعتبارها منطقة محرمة یمنع على النظام فی مصر من إدخال بندقیة أو جندی واحد او حتى رصاصة فارغة إلیها دون إذن أو فی أفضل الأحوال دون التنسیق مع دولة الاحتلال.
فجاة وبعد کل هذا التنظیر عن الامن القومی المصری نجد السید عمر سلیمان یحط فی تل ابیب بشکل غیر متوقع فیما معظم دول العالم وکل الدول العربیة "تتحفظ" على موضوع التعامل مع حکومة اسرائیل الیمینیة المتطرفة بقیادة نتنیاهو وعلى الاخص وزیر خارجیته الفاشی افیغدور لیبرمان الذی یعلم السید سلیمان وسیده حسنی مبارک بانه لم یتردد فی الدعوة الى تدمیر السد العالی کما ان تصریحاته بحق السید حسنی مبارک بلغت من الوقاحة مبلغا لا نعتقد بان احدا لم یسمعها وکان اکثر من مسؤول مصری صرح بان مصر لن تتعامل مع هذا الفاشی الا اذا اعتذر عما قاله بحق مصر ورئیسها.
الاقلام المأجورة هی ذاتها التی کانت دوما تصطف فی خندق الهجوم والتهجم على العرب والعروبة منذ توقیع وما قبل توقیع اتفاقیة کامب دیفد وهی ذات الاقلام التی لم نسمعها ولو مرة واحدة تدافع عن الامن القومی المصری عندما کانت تقوم اسرائیل بارسال جواسیسها "رزافاتا ووحدانا" للتجسس على امن مصر وهی لم تقم "بالردح" عندما کانت ولا تزال "اسرائیل" تمعن فی تخریب الاقتصاد المصری من خلال کل الاسالیب المعلومة والمعروفة وغیر المعروفة وهی ذاتها التی تمارس النفاق والکذب والخداع فی محاولة منها للتقرب من "السید الرئیس" تزلفا وهی ابعد ما تکون عن الدفاع عن مصر وامنها القومی.
الزیارة التی قام بها السید عمر سلیمان لا یمکن ان تکون فی صالح لا الامن القومی المصری ولا الامن القومی العربی، وهی زیارة تسهم الى حد کبیر فی تلمیع الحکومة الیمینیة المتطرفة بقیادة نتنیاهو عدا عن تلمیع صورة الفاشی لیبرمان وهی بالتاکید دعوة علنیة للغرب والعرب على السواء ولجیمع الساسة الذین قد یکون لدیهم موقف من التعامل مع هذا الفاشی على الاقل- هذا لو افترضنا ان هناک میلا او استعدادا للتعامل مع نتنیاهو-، وهی بالضرورة کسر لما کان یمکن ان یکون حصارا على التعامل مع حکومة اعلنت بدون تردد انها لا تعترف بالحقوق الوطنیة للشعب الفلسطینی وان الحل یکمن فی اقامة دولة للفلسطینیین فی الاردن، وهی الحکومة التی تتنکر لکل القوانین والاعراف الدولیة، وهی التی اعلنت انها غیر مستعدة للتعامل مع المبادرة العربیة وکان آخر ما صدر فی هذا السیاق عن الفاشی لیبرمان نفسه.
من هنا فاننا نستغرب ان یقوم السید سلیمان بمثل هذه الزیارة لتل ابیب ونستغرب هذا التوقیت لمثل هذا الزیارة کما اننا نستغرب صمت من ادعوا انهم یدافعون عن مصر وامنها القومی عندما تم القاء القبض على سامی شهاب، ترى الا یرون بالدعوة التی وجهها سلیمان للیبرمان الذی هدد بقصف السد العالی تهدیدا لامن مصر القومی، او لیس من المعیب ان تستقبل مصر مثل هذا الفاشی فی الوقت الذی یتحفظ "العالم" على التعامل معه.
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS