التغییر على الطریقة الانکلیزیة

 بقلم الأستاذ / أحمد السعدی

قام الانکلیز وعلى مدى قرون من الزمن باستعمار الدول الأخرى لتأمین منافعهم الشخصیة ودلیل اسمترارهم وسعیهم وراء الحروب والتدخل فی الأمور الداخلیة للدول هو السعی على عدم وقوع مثل هذه الازمات فی بریطانیا، وبوصول هذه الازمات، فإن حکومة براون الحالیة فی طریقها للسقوط.

الف) على نطاق الساحة الداخلیة الانکلیزیة :

کوردن بروان استطاع أن یصل إلى رئاسة الوزراء على حساب تونی بلیر رئیس الوزراء الأسبق بحجة أن سیاسة بلیر ساهمت فی شکل کبیر بإیجاد المشکلات الاقتصادیة التی تواجهها بریطانیا وأنه ـ براون ـ وهو الذی وُصف برجل الاقتصاد الحدیدی قادر على إیجاد الحلول لهذه المشکلات. لکن الذی جرى کان على العکس تماما. فقد أعلن مرکز التحقیقات الاقتصادیة والتجاریة فی لندن أن بریطانیا لم تواجه مثل هذه الأزمة الاقتصادیة منذ عام 1931 م .

ب ) على الساحة العالمیة :

 واجهت بریطانیا مشکلات خارجیة بالاضافة الى مشکلاتها الداخلیة وذلک لمساندتها أمریکا فی حربها على العراق وأفغانستان وتکبدت الکثیر من الخسائر البشریة والمادیة و قامت بخدش صورتها أمام العالم ظناً منها وهی تلعب دوراً جدیدا فی الشرق الأوسط ـ أهم مستعمراتها القدیمة ـ بانها ستسدی خدمة کبیرة لصالح مواطنیها بعودتها بزیّ الاستعمار الجدید للمنطقة .

نشیر هنا الى سیاسة بریطانیا فی بعض الملفات الساخنة :

1 – الملف العراقی :

قام الانکلیز الى جانب امریکا باحتلال العراق عام 2003م وتمرکز الانکلیز بالمناطق الجنوبیة ـ التی یحسبها تحت حمایته من أیام الانتداب ـ وبسبب المقاومة الشعبیة والأزمات الاقتصادیة المتزایدة وارتفاع تکالیف فاتورة الحرب اضطر الجیش الانکلیزی وعلى لسان الجنرال آندی سالمون لإعلان خطة للإنسحاب من العراق فی 31/5/2009.

2 – الملف الأفغانی :

دخلت القوات البریطانیة أفغانستان عام 2001 بجوار الولایات المتحدة الامریکیة وبمرور 8 سنوات على الاحتلال وعدم قدرة امریکا وبریطانیا تحقیق اهدافهم وذلک للمقاومة التی تقوم ضدهم وبسبب الخسائر الکبیرة التی یتکبدوها أعلنت بریطانیا عن بقائها فی افغانستان بحجة توفیر الامن لها وعن زیادة عدد أفراد الجیش الذی هناک و ان هذه هی استراتیجیتها فی افغانستان .

3 – الملف الإیرانی :

کان للندن فی السنوات الاخیرة الماضیة مواقف غیر مسؤولة بالنسبة للملف النووی الإیرانی وفی الشهور الاخیرة باتت بوجهین بحیث تصرح سیاسیا بانها تسعى لتحسین الرابطة بإیران ولکن أفعالها لا تدل على ذلک بتاتاًً ونستطیع أن نذکر فی هذا الاطار الخدعة التی قام بها الانکلیز بإعلانهم أن هناک مفاوضات مباشرة بینهم وبین إیران لبحث ملف الأمن فی العراق و الشرق الأوسط  وقیام السفیر الإیرانی فی العراق بتکذیب هذا الخبر ونفیه نفیاً قاطعاً.

4 – ملف الصلح فی الشرق الأوسط :

تقوم بریطانیا بلعب دور جدید فی منطقة الشرق الأوسط وذلک لتحسین صورتها التی خدشت فهی مثلاً بالنسبة لحزب الله تظهر وانها تمیل الى التفاوض معه فی حین انها ارسلت القنابل الهیدروجینیة من مطار لندن أثناء الحرب للکیان الصهیونی وامدته بالأسلحة وأما بالنسبة لحماس فوضعها کوضع حزب الله حیث ارسلت بریطانیا وفد للمباحثات معها فی دمشق والتقى رئیس مکتبها السیاسی باسم البرلمان الاوروبی وبرئاسة (کلر شورت) عضو برلمانی عن حزب العمال الانکلیزی وفی نفس الوقت هی التی تساعد فی محاصرة غزة وتعدّ حرکة حماس حرکة ارهابیة لأنها حرکة مقاومة .

فی النتیجة نستطیع القول بأن التغییر الذی یرید أن یأتی به الانکلیز الى منطقتنا هو تغییر على الطریقة الانکلیزیة  بمعنى المحافظة على منافعه وضرب الاسلام وحمایة الکیان الصهیونی باسلوب جدید ولیس کما عهدناه ایام الاحتلال المباشر انما هذه المرة سیکون فی حلّة جدیدة وبحجة نشر الدیمقراطیة فی المنطقة.  وهی ینطبق علیها قول :

یعطیک من طرف اللسان حلاوة                      ویروغ بک کما تروغ الثعالب