الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کیف تم احیاء النکبة الفلسطینیة بامریکا اللاتینیة؟

وکالة أنباء قدسنا /

جادالله صفا

النکبة لیست مناسبة عابرة للوقوف امامها لالقاء الخطب وکتابة المقالات، وانما هی مناسبة  للتاکید بها على مواصلة النضال من اجل الدفاع عن الحقوق والثوابت الفلسطینیة، وتاکیدا على حق الشعب الفلسطینی بالعودة الى ارضه ووطنه ودیاره التی شرد منها، وباعتبار هذا الحق حقا مقدسا ولیس حقا للتفاوض او المساومة.

 

البرازیل، تشیلی، فنزویلا، ثلاث دول بامریکا اللاتینیة بکل دولة سفارة فلسطینیة لها میزات خاصة، فسفارة فلسطین بفنزویلا هی سفارة جدیدة تم افتتاحها بتاریخ 27/04 ای قبل اقل من شهر، اما بسنتیاغو فالسفیرة الفلسطینیة جاءتها من مدینة بیرزیت، من فلسطین، دخلت سجون الاحتلال الصهیونی نتیجة لمواقفها الوطنیة، ولها تاریخ مشهود له بالنقاوة والنزاهة،  اما السفیر الفلسطینی بالبرازیل فهو متواجد بامریکا اللاتینیة والوسطى منذ ما یزید على خمسة وثلاثین عاما، کان ببدایة التسعینات یعتبر الموظف الثانی بالسفارة، والان عاد الیها بعد اربعة عشرة عاما کسفیر بعد ان خدم بکولومبیا وکوبا کسفیرا لفلسطین.

 

تشیلی استقبلت مجموعة من اللاجئین لم تستقبلهم دولا عربیة صدیقة وشقیقة، ووفرت لهم الامن والامان، کذلک البرازیل استقبلت عددا من اللاجئین رغم ان الصوت البرازیلی بالجمعیة العامة للامم المتحدة هو الذی شرّع مأساة شعب فلسطین، وشرّع الوجود الصهیونی على الارض الفلسطینیة، اما فنزویلا فمواقفها منذ وصول هوغو  تشافیز الى رئاسة الدولة، بلا شک منحازة الى الحق العربی بشکل عام والحق الفلسطینی بشکل خاص، وتوّج هذا الموقف بطرد السفیر الصهیونی وقطع العلاقات الدبلوماسیة مع هذا الکیان ردا على مجازره البربریة  اثناء العدوان الصهیونی على القطاع وفتح سفارة لفلسطین.

 

تشیلی شهدت ثلاث نشاطات بمناسبة النکبة، حیث شارکت السفیرة الفلسطینیة بالنشاط المرکزی الذی اقیم بالنادی الفلسطینی بالعاصمة سنتیاغو، وهذه المشارکة کانت تعنی الکثیر،  التأکید على حق الشعب الفلسطینی بالعودة الى ارضه ووطنه، والتأکید على وحدة الشعب الفلسطینی ووحدة ارضه ونضاله، اما النشاطات الاخرى فکانت عبارة عن تسمیة ساحة باحدى المدن التشیلیة باسم فلسطین وتسمیة شارع باسم القدس على اعتبار ان القدس عاصمة الثقافة العربیة.

 

اما فنزویلا، فکانت ذکرى النکبة حاضرة وموجودة بقوة، من خلال مهرجانین بالمناسبة وعرض فیلما عن النکبة، تغیب عنها السفیر الفلسطینی رغم دعوته، مبررا هذا الغیاب بانه لم یقدم بعد اوراق اعتماده کسفیر فلسطین للحکومة الفنزویلیة، فلا اعتقد ان هذا المبرر هو السبب، فالموقف الفنزویلی اتجاه القضیة الفلسطینیة موقف متقدم مقارنة مع مواقف دول اخرى بالقارة وحتى من مواقف دول عربیة، وکان اکثر متقدما حتى على مواقف للسلطة الفلسطینیة اثناء العدوان الصهیونی على غزة، فمشارکة سعادة السفیر بالتاکید لن تغضب حکومة فنزویلا لمشارکته بنشاط النکبة قبل تقدیم اوراق اعتماده، فالحقیقة قد تکون غیر ذلک، لمعرفة النوایا الحقیقیة للسفیر الفلسطینی ودورالسفارة الفلسطینیة وتمثیلها، اذا هی سفارة منظمة التحریر الفلسطینیة التی تمثل الشعب الفلسطینی بکافة اماکن تواجده، ام سفارة تابعة للسلطة الفلسطینیة.

 

هناک معلومات من مصادر موثوقة تقول بان السفارة الفلسطینیة التی تم افتتاحها بالعاصمة الفنزویلیة کاراکاس هی سفارة تابعة للسلطة الفلسطینیة، ولیست لمنظمة التحریر الفلسطینیة، وتقول المصادر ان التوجه العام لدى السلطة هو اتباع السفارات الفلسطینیة بدول العالم الى السلطة الفلسطینیة برام الله، وتجریدها من مسؤولیات منظمة التحریر الفلسطینیة، فهذا التوجه بالتأکید لا یصب بمصلحة القضیة الفلسطینیة، ویهدد وحدة الشعب الفلسطینی وانجازاته، وهذا یقود الى تخلی الهیئات المسؤولة والقیادیة عن جزء من القضیة الفلسطینیة من برنامجها، وحصر الموضوع باراضی الضفة والقطاع وجماهیرها، فالتصاریح الصادرة عن قیادات باللجنة التنفیذیة على راسها ابو مازن والعدید من من حوله، بالموافقة على حل الدولتین، تؤکد بلا شک اقدام السلطة على اتخاذ خطوات فعلیة وجدیة لتثبیت ای حل بهذا الاتجاه، والتی هی بالاساس سیاسة تفریطیة وتنازلیة.

 

وهنا تکثر علامات الاستفهام حول السفارة وتمثیلها والسفیر وادائه بالبرازیل، فمتابعة حرکة السفیر وتوجه السفارة،  تاخذ المراقب والمتتبع  الى حقیقة ان الموقف العام للسفارة والسفیر لا تصب باتجاه التمسک والدفاع عن حق العودة للشعب الفلسطینی الى الدیار التی طردوا منها عام 1948،  فالسفارة والعاملین بها لم یتذکروا هذه التاریخ الاسود بتاریخ الشعب الفلسطینی، وبقوا معتکفین بمقر السفارة، فالنکبة الفلسطینیة تذکرتها فقط لجنتین برازیلیتین للتضامن مع الشعب الفلسطینی، حیث اقمن نشاطین بکل من مدینة ساوبولو واخر بمدینة فلوریانابولیس، والسفارة ببرازیلیا لم تکلف نفسها اصدار بیان بهذا المناسبة، علاوة على الموقف السلبی للسفارة الفلسطینیة وادائها اتجاه اللاجئین الفلسطینین، وهذا یضع العدید من علامات الاستفهام حول دورها، فمنذ اللحظة الاولى  لوصول اللاجئین الى البرازیل، لم تکلف السفارة نفسها بتلفون، وما زالت تتجاهل موضوعة اللاجئین ومأساتهم ومعاناتهم بشکل یضمن حقوقهم ومطالبهم باعتبارهم اصحاب حق، کانهم جاؤوا من کوکب اخر، والادهى ان تحمل اللاجئین مسؤولیة معاناتهم، فهذا التراجع یضع امام الجالیة الفلسطینیة وقواها تحدیات ومسؤولیات لتدافع عن انتمائها الوطنی والسیاسی، فالقضیة الفلسطینیة لیست من خلال جمع شمل لابناء الضفة الغربیة وقطاع غزة، وانما هی قضیة عودة الى حیفا قبل رام الله والى البریة – قضاء الرملة قبل العودة الى یطا – قضاء الخلیل.

 

هل حقیقة نحن امام وضع جدید بعد کل ما سبق؟ وهل منظمة التحریر الفلسطینیة بدات بالتخلی والتراجع عن مسؤولیاتها الوطنیة اتجاه الشعب الفلسطینی؟ فاذا کانت الحالة هکذا، فما هو المطلوب منا کفلسطینین مقیمین بهذه القارة؟ وهل ستکون سفاراتنا وسفرائنا عبارة عن ادوات لتثبیت هذا  الواقع الجدید تماشیا مع السیاسة التفریطیة والتنازلیة التی تسیر بها قیادة رام الله والبقیة من قیادة المنظمة،  باعتبارهما الاطراف التی تتمسک بمراکز القرار المعترف بهما اسرائیلیا ودولیا؟ اسئلة مشروعة والمستقبل هو الذی سیجیب علیها، ولکن هل نحن کفلسطینین علینا ان نستسلم لهذا الواقع ام نواجهة؟ ولکن کیف؟  

 

 

 


| رمز الموضوع: 141247







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)