برقیة عزاء بحفید الریّس حسنی

الکاتب أحمد السعید   

أحمد السعید - تعازینا یا سیادة الرئیس.. إن قال لک أحد عظم الله أجرکم فلا تعتقله بشبهة أنه اخونجی.. فغالبیة شعبک من المؤمنین وان لم یکن لهؤلاء نصیب فی الحکم أو التقرب منک.
سمعت أن طائرة رئاسیة خاصة نقلت حفیدک الى فرنسا بینما تُمنع عربة إطفاء وإنقاذ جلبها متبرعون بریطانیون ومنهم النائب جورج غالاوی من دخول غزة والعمل على رفع الأنقاض من فوق جثث أطفالها.. هل تعلم أن هؤلاء الانجلیز قد فقدو الأمل بإدخال العربة وأعادوها الى لیبیا مؤقتا؟؟ 
 وفی الیوم الذی عادت طائرتک الرئاسیة بحفیدک بعد أن قضى الله التعجیل بأجله, یتم منع وفد طبی من دخول غزة؟ ماذا لو مُنع الأطباء عن حفیدک وهو فی شدة المرض یا سیادة الرئیس؟
ولمَ قبلتم بنقله الى فرنسا؟ أما أخبروک أن أحسن الفرق الطبیة الاجنبیة یتم احتجازها حالیا خارج معبر رفح المغلق غیر بعید عن مکان اجازتک الدائمة فی شرم الشیخ
هل أخبرک رئیس مخابراتک أنه فی الوقت الذی تدفن فیه أنت حفیدک, یقوم الفلسطینون بدفن الطفل ربحی جندیة الذی یصغر حفیدک بعامین والذی مات أمس بعد طول عناء من المرض والوهن
هل تعلم أنه کان یتبول دماً منذ أذار الماضی دون أن یقوى الاطباء على تشخیص مرضه أو أن یسمح له بالسفر للعلاج؟؟؟
ربما کان ألم رحیل الولد أخف وطأة من مرارة شعور أب بقلة ذات الحیلة.. وهو یرى جسد ابنه الضعیف یذبل شیئا فشیئا.. بینما یقوم الأمن بحراسة أقفال المعبر المغلق تنفیذا لأوامرکم ؟
لم یطلب أحد استعارة طائرتک الرئاسیة لنقل الطفل ربحی... بل کان أهله سیکتفون بنقله على حمار عبر معبر رفح فیما لو سمح ذلک البغل الذی یغلق المعبر لهم بالوصول الى الجانب الاخر من السجن الغزّی؟
فراق الحبیب مؤلم یا سیادة الریّس!! لکنه لا یعادل شعور من امتزجت لدیه لوعة فقدان الولد بالمرارة من ظلم الأخوة والقرف من سیادتکم
 وعظّم الله أجرکم