الاثنين 14 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

"قلاقل" قلقیلیة (إبراهیم حمّامی)

د. إبراهیم حمّامی


لیسوا بلحدیین
هل تذکرون یوم وصفنا هؤلاء باللحدیین (تحت عنوان بتاریخ)؟ هل تذکرون کیف قامت قیامتهم وشحذوا حناجرهم للهجوم الشخصی المرکز، وکان اصرارنا أنهم لحدیون وأکثر (بتاریخ)؟ الیوم وبعد أن سقطت آخر أقنعتهم نقول أننا ربما ظلمنا لحد عندما شبهنا أوباش شعبنا به، لأنهم فاقوه خسة ونذالة، وباتوا هم مضرب المثل ومرجعه، ولم یعد فی التاریخ القدیم أو الحدیث ما یمکن تشبیههم به، انهم أقذر من عرفت البشریة.

ثوار فتح
وما دمنا نتحدث عن کیف قامت قیامتهم یومها، نستذکر فوعة أخرى لهم، بل لنقل مسرحیة من ضمن المسرحیات المقرفة باسم حرکة فتح، وفتح من هؤلاء الأوغاد براء، یثورون ویزمجرون من أجل منصب أو راتب، یغوصون فی وحل العمالة ثم یستشرفون، ولا أجد أفضل مما کتبه الأستاذ رشید ثابت حین قال "رأینا قادة وعناصر فتح یثورون حین مس عباس بنصیبهم من الکعکة وأوضح أنه بصدد الانقلاب علیهم بتفصیل مؤتمر حرکی على مقاسه ومقاس عصابته فی فتح؛ ورأینا هذه العناصر والقیادات تثور لأن صاحب الکیس وخازن أموال "دایتون" سلام فیاض قرر أن یتخفف من حمله الثقیل فی مداراة الحزب الذی أخذ دوره فی التضاؤل والانحسار، وشکل حکومته العمیلة "على کیفه" ودون الرجوع إلیهم؛ لکننا لم نسمع قیادیا واحدا فی فتح یعترض على عرض "أحمد قریع" السخی للمستوطنین الصهاینة بالتحول إلى "مواطنین فلسطینیین" – الحدیث هنا عن مستوطنی الأرض المحتلة عام 1967 – ولا عن التنازل المتکرر لمحمود عباس عن حق العودة؛ ولم نسمع أحدا منهم یستنکر ظهور تقاریر تتحدث عن استعداد سلطة العملاء للتنازل عن السیادة على الحرم القدسی الشریف ضمن إطار "الانحلال الدائم".

ثمن الحوار
حماس الیوم تدفع ثمن تراخیها وتراجعها عن مواقفها من أجل انجاح الحوار، وشعارها لیس عیباً أن نتنازل من أجل الوحدة وانهاء الانقسام، وحماس قبل غیرها تعرف أنه لا أمل مع من باعوا أنفسهم للشیطان، وأن الوصول لحل معهم مستحیل، وأن قرارهم لیس بیدهم، وبأنهم مشرذمون مذمومون، ومع ذلک قبلت أن تُسقط ضمانها الأوحد وهو اطلاق سراح المعتقلین السیاسیین فی الضفة الغربیة المزدوجة الاحتلال، وبدلاً من ذلک زاد عدد المعتقلین فی مسالخ عبّاس من 400 إلى قرابة الألف، والیوم بدأت مرحلة جدیدة من الملاحقة والمطاردة والتصفیة حمایة للمستوطنین الذین یجوبون الضفة الغربیة فساداً واعتداء، فهل قبلت حماس بهذا الثمن لحوار لا أمل فیه؟ وهل قبلت بأن تخذل أهلنا فی الضفة وتترکهم لمصیرهم الأسود تحت الاحتلالین؟.

لا اعتذار
الدم الفلسطینی خط أحمر، لا للاقتتال والفتنة، ألیست هذه هی الشعارات التی تبجحوا بها قبل وبعد جرائمهم فی غزة وللرد على تطهیر قطاع غزة منهم، رغم أن الدماء الفلسطینیة سُکبت وبغزارة بسببهم وعلى أیادیهم أینما حلوا وحیثما ذهبوا، لیس بالعشرات لکن بمئات الآلاف من الضحایا والجرحى، فی الأردن وفی لبنان وفی فلسطین، والیوم حین تسفک المزید من الدماء ارضاء لأسیادهم فی تل أبیب یخرج ربیبهم لیقول لن نعتذر، ویضیف کبیرهم وکوهینهم سنضرب بید من حدید الخارجین عن القانون، لکن أی قانون یتحدث عنه؟ ترانا لا نرى إلا قانونهم الأوحد الذی أقره الکنیست ویلتزمون به صباح مساء، انهم العملاء بکل وضوح وجلاء.

تکفیر وتخوین
کلما تحدثنا وکشفنا وفضحناهم نعقوا باسطوانتهم المقیتة، تخوین تکفیر اقصاء، وقد سبق وتحدیناهم جمیعاً، صغیرهم وحقیرهم (لا کبیر لدیهم لنقول کبیرهم)، وقلنا اثبتوا ولو لمرة واحدة أننا کفّرنا أو خوّنا! بل زدناهم أنکم من یبتدع تعبیرات الاقصاء والتخوین وعلى ألسنة من تسمونهم قیادات وهم أتباع، سمعناها مراراً وتکراراً: متطرفون، خارجون عن القانون، ارهابیون، متسترون بالدین، انقلابیون، دمویون، قتلة، شیعة وغیرها، وهو الأمر الذی لا یحتمل إلا تفسیر واحد، أنکم تهربون للأمام للتغطیة على روائحکم التی فاحت عفونتها فی کل مکان.

عملاء عملاء
من غرائب القصص الاخباریة التی نسمعها بین فینة وأخرى، أحکام قضائیة ان صحت تسمیتها بذلک فی الضفة الغربیة، أحکام من محاکم خاضعة لعبّاس ومجرمیه، تحکم بالاعدام والأشغال الشاقة المؤبدة على أشخاص متهمون بالتخابر أو الاتصال أو العمالة للاحتلال، وآخرها خبر هذا الیوم یقول: حکمت محکمة بدایة رام الله بإیقاع عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة، على أحد الأشخاص بعد إدانته بارتکاب جریمة الخیانة، حیث  أدانت المدعو "ح. أ" بتهمة الخیانة خلافا لأحکام المادتین 111 و112 لقانون العقوبات رقم 16 لسنة 1960، ولسنا بصدد الحدیث عن المحاکم والأحکام، لکننا نتساءل إذا کان رب البیت یتصل ویتخابر ویقبل ویعانق ویحتضن مجرمی الاحتلال لیل نهار، وأمام العدسات، وفی منازلهم، یتناول طعامهم ویشید بطبخ نسائهم وزوجاتهم، یلتقط الصور التذکاریة، اذا کان الوزراء والخفراء یمارسون التخابر و"التنسیق"، واذا کان الاحتلال یأمر فیصدع هؤلاء، لماذا یعتبر کل ذلک وطنیة ومصلحة وشرف، ویعاقب الصغار ممن یقتفون أثر زعماء الغفلة فی التنسیق والعمالة؟ لماذا لا یحاسب الکبار قبل الصغار؟ لماذا لاتصدر بحقهم الأحکام  فتنصب لهم المشانق أو یطلق علیهم الرصاص؟

لستم عملاء ولا خونة
هذه المرة سجلوها واکتبوها واحصوها عدد وعدة، انکم لستم عملاء أوخونة، ما تفعلونه فاق ذلک بکثیر، العمیل یقبض ثمن عمالته، والخائن یفعل فعلته لأسباب کثیرة منها أنه أسقط أو أن هناک ما یخشى من افتضاحه، أو لعقد نفسیة وکراهة لمجتمعه، أنتم تفعلون ما تفعلون وتجملوه بعبارات الوطنیة والمصلحة العلیا، تمارسون العهر الوطنی لیل نهار وتتنافخون شرفاً، تخونون فی وضح النهار باسم الثوابت الوکنیة، ومرة أخرى اقتبس من الکاتب رشید ثابت ما یلی: "فی فلسطین صارت الخیانة وجهة نظر وطنیة معتبرة؛ فمن فی غیر فلسطین سمى الدس والتجسس على أبطال المقاومة "تنسیقا أمنیا"؟ ومن غیر بعض الفلسطینیین سمى التنازل عن بلاده والاعتراف بدولة الغصب "جزءً من برنامج منظمته للتحریر"؛ وقاتل إخوانه واحترب معهم لیلتزموا به؟! وأین فی غیر فلسطین تدافع العشائر والعائلات عن أبنائها العملاء والمجرمین وتقیم من أجلهم المعارک والمقاتل – والأمثلة أکثر من أن تحصى - وتنکص عن الدفاع عنهم حین یکونون من أبطال المقاومة والجهاد؟! وأین فی غیر فلسطین یذهب نصف طلاب جامعتها الأبرز لإعادة انتخاب ممثلی حزب الدوریات المشترکة مع العدو وحزب إعادة اعتقال الأسرى المحررین وتحت شعارات وطنیة؟"

مثقفون .. اعلامیون
یحاول البعض أن یمسک العصا من المنتصف بدعوى المهنیة، ویعتقد هذا البعض أنه لو ساوى بین الأطراف وحملها ذات المسؤولیة فقد "عداه العیب"، یرى الحقیقة ویشهد الواقعة ثم "یخرجها" اعلامیاً، وذات الشیء تفعله المنابر الاعلامیة، تزید وتنقص على هواها کی تکون "حیادیة"، لا ندری من أین خرجت تلک المدرسة وکیف تطورت حتى باتت شاهد زور، ولم نعرف الاعلام یوماً إلا ناقلاً للحقیقة کما هی دون رتوش أو تجمیل، وهؤلاء المثقفون الاعلامیون "المحایدون" هم شرکاء فیما یجری لأنهم یمارسون السلبیة التی تزید من جریمة المجرم، وتشجعه على ممارسة أفعاله، لم لا وفی نهایة المطاف سیکون کالضحیة فی نظر هؤلاء "المنحازون للباطل" بحجة "المهنیة".

یا نبض الضفة
الضفة تحت احتلالین مریرین، یتافس الاحتلالان على من یکون أکثر دمویة، یتفوقون على بعضهما فی الاختطاف والاعتقال والقتل، الضفة تأن وما من مجیب، ولفصائل ما یسمى بمنظمة التحریر الفلسطینیة والتی بشکلها الحالی لا نعترف بها ولا بوحدانیتها ولا بشرعیتها، إلى الیسار الفلسطینی المطارد فی الضفة والمعتقلة قیاداته، هل تذکرون حین کنتم تنشدون؟ ربما نسیتم بعد أن بتم شهود زور فی لجنة تنفیذیة لمنظمة فاقدة للوطنیة، ربما طمست حصصکم فی المنظمة ورواتبها على ذاکرتکم، نذکرکم بهذا النشید لأحمد قعبورعله یحرک خلایا نائمة فی ذاکرتکم:
الضفة اطفالی سبعة ... أصغرهم یرضع تاریخاً
أوسطهم اسمه جیفارا ... أکبرهم ثائر فی الضفة
یا کل العالم فلتعلم أطفالی یُتْمٌ ... زرعوا الحقل وروداً حمراء
فی سواعدهم حصدوا الخیرا ... اطفالی, وامراتی وانا…
أصرخ…
نصرخ….
فلیمسی وطنی حرا ... فلیرحل محتلی فلیرحل…
فلیمسی وطنی حرا ... فلیرحل محتلی
وطنی مسبیٌ لکن الطلقة ... وحجارة أطفال الضفة
کطلقة …
کالمدفع …..
هل تسمع؟
لینا کانت طفلة تصنع غدها…
لینا سقطت, لکن دمها کان یغنی… کان یغنی… کان یغنی.
للجسد المصلوب الغاضب ... للقدس ویافا وأریحا
للجسد المصلوب الغاضب ... للقدس ویافا وأریحا
للشجر الواقف فی غزة ... للبحر المیت فی الأردن
للجسد المصلوب الغاضب….
یا نبض الضفة لا تهدأ ... أعلنها ثورة
حطم قیدک إجعل لحمک ... جسر العودة…
فلیمسی وطنی حرا ... فلیرحل محتلی فلیرحل…
فلیمسی وطنی حرا ... فلیرحل محتلی

کلنا شرکاء
نعم کلنا شرکاء، شرکاء بصمتنا، شرکاء باقرارنا، شرکاء بالحیادیة المزعومة، شرکاء بمشارکتنا فی المؤسسات اللاوطنیة، شرکاء بخوفنا من تسمیة الأمور بمسمیاتها، شرکاء بخداعنا لأنفسنا ونحن نتحاور مع مجرمین قتلة عملاء، شرکاء لعدم وقوفنا فی وجه الظلم والظلاّم، شرکاء بادارة وجهنا وعیوننا عن الحقائق، شرکاء بمراقبة ما یحدث وکأنه لا یخصنا، شرکاء ونحن نشهد ضیاع حقوقنا باسم المصلحة العلیا، شرکاء بهز رؤوسنا اما بالموافقة أو بالرفض، شرکاء بکل شیء من رؤوسنا حتى أخمص أقدامنا، وان أراد أیاً منا أن یعرف من المسؤول الحقیقی عما جرى ویجری، فالأمر أهون مما تظنون، لینظر کل منا إلى المرآة وسیعرف من المسؤول!
 
لا نامت أعین الجبناء

 

 


| رمز الموضوع: 141257







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)