أمیرکا تصفع عباس فی ذکرى وعد بلفور
* بقلم – علی جمیل
یتلقى الخونة والعملاء على طوال الدهر صفعات موجعة لیست فقط من أبناء جلدتهم واشقائهم وانما من قبل اولئک الذین یلهثون تبعا لتنفیذ سیاساتهم عمیا وصما وبکما ولکن مشیئة الباری عزوجل أن تکون الصفعات الأخیرة أکثر ألما ووجعا وفضیحة من الصفعات الداخلیة .
وهذه المرة وفی الذکرى التسعین لاطلاق "وعد بلفور" المشؤوم الذی أطلقه الاستعمار العجوز الخبیث بناءا على توصیة أرسلها السیاسی المحافظ والصهیونی المسیحی وزیر الخارجیة البریطانی آنذاک "آرثر جیمس بلفور" الى اللورد "لیونیل وولتر دی روتشیلد" یشیر فیها إلى تأیید الحکومة البریطانیة لإنشاء "وطن قومی للیهود" فی فلسطین متمنیا إحاطة "الاتحاد الصهیونی" علماً بهذا التصریح ، تلک التوصیة المعروفة بـوعد من لا یملک لمن لا یستحق وذلک بناءا على المقولة المزیفة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"! .
وفی الیوم الثانی من نوفمبر / تشرین الثانی عام 1917 صدر قرار "وعد بلفور" لتقر بریطانیا بضمان تأسیسها لدولة صهیونیة على أرض فلسطین بکل ما یتاح لها من وسیلة وهو ما یذکره التأریخ طیلة العقود التسعة الماضیة من عمر هذا الوعد المشؤوم.
وتزامنا مع الذکرى التسعین لهذا الوعد الغادر وجهت الأدارة الأمیرکیة وعلى لسان وزیرة خارجیتها "هیلاری کلینتون" صفعة جدیدة تلقاها رئیس السلطة الفلسطینیة محمود عباس بوجهه بشدة موجعة نیابة عن سائر اشقائه من الحکام العرب الذی یسمون أنفسهم ب"محور الاعتدال العربی" حیث سیظل صداها یدوی على طول العصور القادمة لتکون درسا للأجیال کی تعرف نتیجة الخیانة والتساوم والمساومة على حقوق الشعوب المشروعة خاصة الشعب الفلسطینی المظلوم .
وزیرة الخارجیة الأمیرکیة "هیلاری کلینتون" صرحت عقب لقائها "نتنیاهو" فی القدس المحتلة یوم الأثنین قائلة :"نرید أن نرى الطرفین یبدآن المفاوضات فی اقرب وقت ممکن" معتبرة الاسـتیطان محـق مـن الناحـیـة التاریخیـة وطلب تجمیده أمرغیر مسبوق ، جاءت هذه التصریحات بعد الرسالة الشفویة التحذیریة التی حملتها "کلینتون" من الرئیس الأمیرکی "اوباما" لعباس خلال لقائهما فی أبو ظبی قبل أیام ، وحمٌلت أبو مازن مسؤولیة إفشال الجهود الأمیرکیة الرامیة إلى استئناف المفاوضات، وتوصیه بالقول.. "أن لا یکون معول هدم لجهود استئناف المفاوضات بذریعة ایقاف الاستیطان وعلیه أن یقدم یتنازلا أکثر، لأن الجانب الاسرائیلی لیس بإمکانه أن یُقدم المزید من التنازلات!!".
نصر سیاسی کبیر آخر منحته ادارة "اوباما" الذی یعول علیها العرب "المعتدلون" خاصة عباس الى "نتنیاهو" بتخلیها عن شرط تجمید الاستیطان فی الضفة الغربیة المحتلة، الذی وضعته بنفسها، لاستئناف مفاوضات السلام، لیستحیل الى ضربة قاسیة للسلطة الفلسطینیة ومن یدعمها من الخونة والتساومیین والسذج .
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS