حماس 4 اعوام بعد دخول الحکومة الفلسطینییة
مهدی عزیزی
تمر هذه الایام الذکری الـ 22 علی انطلاق حرکة المقاومة الاسلامیة حماس و تکون بهذا قد دخلت هذه الحرکة مرحلة جدیدة من النضال و المقاومة ضد الاحتلال الصهیونی و بالنسبة للمرحلة السیاسیة التی خاضتها حماس و فوزها فی انتخابات المجلس التشریعی عام 2006 مضت اربعة اعوام علی هذه الانتخابات و تعتبر انطلاقة و محطة سیاسیة جدیدة فی عمر هذه الحرکة المناضلة ضد الاحتلال.
و یبرز هنا سؤال حول مدی نجاح حماس فی الجمع بین السیاسة و المقاومة و النقاط البارزة فی هذین العنوانین الذین دخلا اطار حیاة هذه الحرکة المناضلة و ما هی مکتسبات هذین المشروعین فی الداخل الفلسطینی و المنطقة و علی مستوی العالم و هل کان دخول حماس نادی السیاسة خطأ استراتیجیا کما یقول البعض ام انه غیر ذلک و النتائج لا تؤید هذا ؟
و طرح کثیر من المحللین و السیاسیین اسئلة کثیرة من منها :
هل یمکن دخول حماس فی أروقة السیاسة ان یضعف مشروع المقاومة الذی تتبناه حماس ؟
الم یکن من الأفضل إستمرار حماس فی مشروع المقاومة دون دخولها أروقة السیاسة ؟
و هل من الممکن بعد دخول حماس اللعبة السیاسیة ان تصل الی نتیجة من شأنها ان تکون ستراتیجیة للخروج بفلسطین من الأزمة الحقیقیة التی تقع فیها حالیا ام لا ؟ .
و فی الواقع ان کافة المحللین و السیاسیین کانت له رؤیته وعقیدة خاصة حول هذه الأسئلة و ینظرون الیها من نظرة خاصة بهم و من زوایا مختلفة .
و البعض یقول ان خوض حماس المعرکة السیاسیة کان خطأ بسبب ان هذا یمکن ان یستنزف قدراتها و یکون عائقاً امام تصدی هذه الحرکة لمشاریع الاحتلال الصهیونی و یحتمل ان تواجه هذه الحرکة عراقیل و صعوبات عدیدة فی مجال إستمرارها فی مناهضة المشروع الصهیونی فی فلسطین .
کما کان لفئة اخری اعتقاد آخر و هو ان دخول حرکة المقاومة الاسلامیة حماس فی السیاسة لم یکن صحیحاً و السبب الذی یطرحه منتسبوا هذه الفئة هو ان المشروع السیاسی الذی ترید حماس ان تتزعمه و هو من الاساس غیر شرعی لأنه مبتنی علی ما یعرف بمعاهدة " اوسلو "
و بعد الانتهاء من هذه الانتقادات التی توجّه لحماس من قبل منتقدیها بسبب دخولها المشروع السیاسی و الملاحظات التی تطرح فی هذا الجانب یرى فریق آخر من المحللین و السیاسیین ان دخول هذه الحرکة لنادی المعرکة السیاسییة کان صائبا و یعتبر خطوة ناجحة فی مراحل حیاة حرکة المقاومة الاسلامیة حماس و لیس فقط لأن الحرکة لم تضعف فی مسیرتها الجهادیة و مقاومتها و تصدیها للمشروع التوسعی الصهیونی إنما کانت ناجحة و موفقة فی الساحتین السیاسیة و مشروع المقاومة و النتائج التی تحققت عملیاً تشیر الی هذا و تثبته علی أرض الواقع .
و یمکن القول ان اول محطة کسبتها حرکة حماس و حققت فیها نجاحاً کبیراً هی محطة الانتخابات التشریعییة و فوز هذه الحرکة و إنتخاب اسماعیل هنیة احد رموز حماس لرئاسة الحکومة الفلسطینییة التشریعیة و حدث هذا فی وقت کانت الدول الغربیة و وسائل اعلام هذه الدول تروج الی ان حرکة حماس هی مجرد تنظیم عسکری و ارهابی و لا تتجاوز ابعاده و اطاره فی هذه المرحلة . فی حین نرى ان المعرکة التی کسبتها حماس فی فوزها فی الانتخابات الفلسطینیة اثبت للعالم أجمع ان الحقیقة غیر ذلک و ان هذه الحرکة تتمتع بشعبیة کبیرة لدى الشارع الفلسطینی و بعبارة اخری کان انتخاب حماس من قبل الشارع الفلسطینی لتولی المشروع الفلسطینی بمثابة تأیید شعبی کبیر فی الضفة و غزة لمشروع المقاومة و استمرار هذا المشروع .
من جهة ثانیة کانت الدول الغربیة تشیع دائما ان حرکة المقاومة الاسلامیة حماس انها حرکة ارهابیة و لا یمکن التفاوض معها من اجل الوصول الی ایة فرصة لحل القضیة الفلسطینییة بینما استطاعت هذه الحرکة ان تقلب المعادلة و تغییرها بشکل کامل و ذلک بعد قبول الاطراف الغربیة و الدولیة بعقد جولات الحوار و التفاوض مع حماس و قبول هذه الحرکة بعتبارها طرف اساسی فی ای حل حول القضیة الفلسطینیة .
و تعتبر هذه الحرکة اول حرکة مقاومة فی العالم السنی التی تمکنت ان تهزم جیش الاحتلال الصهیونی بعد التجربة التی استلهمتها هذه الحرکة من الفوز الاستراتیجی الذی حققته حرکة المقاومة الاسلامیة فی لبنان .
و تعتبر النتیجة التی کسبتها حماس فی انتصارها علی العدو الصهیونی فی حرب غزة الاخیرة افضل دلیل علی نجاح حماس فی المشروع السیاسی و مشروع المقاومة و الجمع بین هذین المشروعین .
و من اهم النقاط التی حققتها حماس بعد ثلاثة اعوام مضت علی دخول هذه الحرکة فی المعرکة السیاسیة هی أنها تمکنت من إفشال جمیع المکاید و الخطط الغربیة التی وضعت من أجل عرقلة نجاح حماس فی المشروع السیاسی و لیس فقط لم تنجح هذه المکائد فی صد حماس من الوصول الی طموحاتها السیاسیة بل جعلت الشارع الفلسطینی یلتف حولها اکثر مما کانت علیه قبل خوضها المشروع السیاسی و الدلیل على ذلک هو تحمل الشارع الفلسطینی جمیع ما واجه من تحریمات إقتصادیة و حصار و ارهاب من قبل الکیان الصهیونی و تجویع هذا الشعب من قبل هذا الکیان المحتل للاراضی الفلسطینییة .
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS