جبهتان فی ما یسمى بالتسویة
یتمسّـک کل من الجانبین العربی و الصهیونی بموقفه من أی سلام مع الکیان المحتل ، فیما تجتمع واشنطن مع السلطة الفلسطینیة و تل أبیب ، لیتداخل ملف السلام الإسرائیلی ـ الفلسطینی مع ملف الانقسام الفلسطینی ـ الفلسطینی والسلام فی المنطقة ککل.
یرى الجنرال الإسرائیلی دانی روتشیلد الذی عمل منسّـقاً عاماً لأنشطة حکومة الکیان الصهیونی فی الأراضی المحتلّة، أنه یجب السماح للفلسطینیین بأن یتّخذوا من القدس الشرقیة عاصمة لهم.
لکن التفکیر فی السماح للفلسطینیین بإقامة دولة فی مکان انتقل للعیش فیه 200 ألف مستوطن صهیونی منذ حرب عام 1967، عندما استولت القوّات الإسرائیلیة على القدس الشرقیة من الأردن، هو تدنیس للمقدّسات.
إلاّ أن روتشیلد، وهو واحد من بین 1200 ضابط استخبارات سابق فی الکیان الصهیونی فی مجلس السلام والأمن، وکان یتحدّث فی مؤسّسة «أمیرکا الجدیدة»، لم یکن خائفاً من ارتدادات جیوسیاسیة لاقتراحه.
بالنسبة الى روتشیلد، فإن الحکومات، بما فیها حکومته، تعانی ضیق الرؤیة، فالجمیع یرى ضوءاً فی نهایة النفق، ولکن یبدو أن قلّة تدرک أن هذا الضوء یمکن أن یکون الطرف الذی یبحث عن ناجین.
وأوضح روتشیلد أن «الأسلمة تهدّد الأنظمة العلمانیة فی الشرق الأوسط ، والمتطرّفون یتحرّکون داخل الفجوات» التی تسبّب بها قصر النظر فی الحکومات نفسها، بما فی ذلک إسرائیل، والقادة السیاسیون الإسرائیلیون هم أکثر انشغالاً بانتخاباتهم المقبلة من توسیع آفاقهم لحاجات السلام فی المنطقة على مدى العقد المقبل.
ورأى أن على مصر إیجاد فرص عمل إضافیة لملیون شخص کل تسعة أشهر. واتّهم الرئیس المصری حسنی مبارک، المستأثر بمقالید السلطة منذ اغتیال الرئیس أنور السادات فی العام 1981، وتولّیه منصب نائب الرئیس لمدة سبع سنوات قبل ذلک، بالسماح ببساطة لجماعة الإخوان المسلمین بإحکام قبضتها على مستقبل مصر.
واستدرک الجنرال السابق فی الاستخبارات العسکریة «لن یحصل ذلک غداً ولکن هذا الاتجاه لا لبس فیه، وهو حتمی».
ورأى أیضاً أن الفشل فی توقّع المستقبل یعنی أن إسرائیل تغض النظر حالیاً عن حقیقة أنه فی عام 2022، سیصبح السکان بین البحر الأبیض المتوسط ونهر الأردن نصفهم من الیهود والنصف الآخر من العرب، فـ50% من الفلسطینیین الیوم هم دون سن الـ13.
وأسلمة العالم العربی تعنی ، من وجهة نظر روتشیلد، أن مئات الآلاف من الیهود سیقتلعون من المستوطنات فی الضفة الغربیة ویعودون إلى العیش فی إسرائیل.
والجنرال، عندما یتسلّم المسؤولیة عن کامل الضفة الغربیة، سیرى 30 ألفاً من أصل 300 ألف مستوطن، یقاومون جسدیّاً أی محاولة من جانب الجیش الإسرائیلی لإخلائهم. فبین 70 و100 ألف (معظمهم مواطنون أمیرکیون)، انتقلوا إلى الضفة الغربیة «لأسباب أیدیولوجیة» لأنهم یعتقدون أنها جزء من أرض إسرائیل القدیمة.
وخلص روتشیلد إلى أن الحکومة الإسرائیلیة «یجب أن تستوعب حوالى 200 ألف مستوطن، وهو جهد مادی یتطلّب سنتین إلى ثلاث سنوات»، لکنه اعترف قائلاً «لست متفائلاً بأن یحدث هذا الأمر». ولکن إذا تلقّى الجیش والشرطة الأمر بإجلائهم «فسیفعلون ذلک». وأضاف «یمکننا البکاء على الماضی والاقتباس من الآن إلى الأبد، ولکن القضیة الحقیقیة هی أین أرید أن أکون بعد عشرة أعوام؟».
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS