رؤیة تحلیلة ........فی ذکری العدوان على غزة
رؤیة تحلیلة ........فی ذکری العدوان على غزة .
بقلم أمنیة سالم
على خلفیة العدوان السافر الإسرائیلی على قطاع غزة ، والمشهورة عند الإسرائیلین بعملیة الرصاص المصبوب ، وربما سمیت بهذه التسمیة لأن السماء کانت تصب رصاص إسرائیلی بکافه إشکاله وأنواعه المحرمة دولیاً وعلى کافه الأهداف المدنیة والعسکریة أی على کل شبر فی القطاع ، وفی ظل الذکری السنویة لتلک المذبحة الجدیدة التی تضاف لمجموع المذابح الإسرائیلیة للفلسطینین عبر التاریخ الأسود للصهیونیة ونشأة دولة الأحتلال ، تعددت الأنتقادت الدولیة الرسمیة والغیررسمیة (الشعبیة ) لهذا العدوان السافر الذی راح ضحیته أکثر من 1400 شهید أغلبهم من النساء والأطفال ، وکانت حصیلة الضحایا هی من الضحایا المدنین وعشرات قلیلة من العسکریین والمقاومة ، والتعامل الوحشی والغیر شرعی المخالف لکل الأتفاقیات والقوانین والأعراف والمواثیق الدولیة من جانب القوات الإسرائیلیة التی تعاملت وکأنها فی حرب متوازنة مع دولة عدو ، متناسی العالم أن الحرب دارت بین دولة إسرائیل التی تعد من أکبر الدول فی الأنتاج العسکری ، کما أنها على درجة عالیة من التقنیات والتنکولوجیا العسکریة ، علاوة علی الدعم العسکری والمادی سواء کان معلن أو غیر معلن من الحلیف الأول الولایات المتحدة الإمریکیة ، ناهیک عن الدعم الدبلوماسی والسیاسی من الولایات المتحدة والغرب بأسره ، کل هذا ضد قطاع فقیر بأس محاصر یعانی نقص المواد الغذائیة والأدویة والخدمات وأهمها الکهرباء والمیاه ، وهل یُعقل أن یُحاسب قطاع بأس یضم أکثر من ملیون ونصف من المدنین العزل بسبب حرکة مقاومة سیطرت علی القطاع ، أی قانون دولی أو عرف أو میثاق یُحاسب المدنین والنساء والأطفال والشیوخ بذنب جماعة مقاومة ؟
لکن اذا اردنا التحلیل
فأنظر سیدی القاری کیف دار الأمر :
الأمر بدء منذ أن نجحت حرکة حماس فی الأنتخابات التشریعیة التی تمت فی قطاع غزة ، وسیطرت حماس على القطاع ، وتعاظم الشرخ والشقاق الفلسطینی حتى صارت حرکة فتح تسطیر علی الضفة الغربیة ، وحماس على قطاع غزة ، وصرنا بصدد دولتین فلسطنیتین ، ومنذ ذلک الحین وبدءت إسرائیل تبیت النیة لعملیة عسکریة ثقیلة الثمن ، للقضاء علی حرکة المقاومة حماس فی القطاع ، ومما لاشک فیه أن هذا الأستعداد والتجهیز کان برعایة أمریکیة التی کانت فی ذاک الوقت یسیطر علیها الرئیس جورج بوش الأبن ،- رئیس الدمار الشامل فی منطقة الشرق الأوسط الذی أُحتلت فی عهده العراق ، وتدهور الأوضاع فی افغاستان وباکستان والسودان وفلسطین ولبنان -، حتی جاء الوقت المناسب وحاءت حجة غیر منطقیة بالطبع ولکنها أهی شعار تقوم علی أساسه العملیة العسکریة المبیته ، الأ وهو أسر الجندی الإسرائیلی جلعاد شلیط ، وأستمرار قذف الصاوریخ من قبل حرکة المقاومة الإسلامیة حماس على إسرائیل ، وقامت المذبحة ، وانا لا أعترف أنها حرباً فی رأی الشخصی لأن الحرب تقوم بین دولتین أو أکثر لکن هذا لایعتبر غیر عدوان من قبل دولة أحتلال علی قطاع أسیر مسجون .
أذن
أسباب العدوان الأخیر على غزة ( عملیة الرصاص المصبوب ) الحقیقة ( الغیر مباشرة ) :-
1- القضاء علی حرکة المقاومة الإسلامیة حماس
2- التأکید على قوة إسرائیل ، وقدراتها الفائقة علی الردع ، وترهیب الفلسطینین ، ولذلک استخدمت کافة الأسلحة المحرمة ، ولما یسلم شبر من القذف الإسرائیلی ، بل أنها کانت تعرقل دخول المواد الغذائیة والادویة والأطباء ، کما أنها قصفت المستشفیات وعرقلة حرکة عربات الأسعاف ، کما تعرضت للأطباء والهلال الأحمر ، لتؤکد للفلسطینین أنه لامنجی لکم الأ رضائی ، فینقلبوا علی حماس خلاصاً من الموت والعذاب الذی یلقوه ( والجدیر بالذکر لایعنی ذلک أنی أتفق تمام مع حرکة حماس ، أنما هو تحلیل للموقف وللسیاسیات الإسرائیلیة )
أما الأسباب المعلنة فهی کانت :-
1- عودة الجندی الأسیر جلعاد شلیط
2- الرد علی الصورایخ التی تقذفها حماس علی إسرائیل .
وماذا کانت النتائج................؟
1- لا أنکسر الشعب الفلسطینی ، ولا تم أذلاله ، بل علی العکس خرج من العدوان أکثر کراهیة للظلم ، متمسک أکثر بحقوقه وأرضه ، وغیر مستسلم لأملات إسرائیل .
2- هذا العدوان السافر أدى إلى إحیاء القضیة الفلسطینیة من جدید ، واکتسبت تعاطفاً دولی جماهیری أکثر بکثیر من أی مراحل عبر تاریخ القضیر الفلسطینیة .
3- ظلت المقاومة برجالها فی منتهی السلامة ، ولم تخسر الا النذر القلیل من رجالها وقادتها .
4- بدلاً من أن تحقق إسرائیل نظریة الردع والقوة المفرطة ، ظهرت إسرائیل أمام العالم بأسره بصورتها القبیحة الوحشیة ، ولقبت بقتالت الأطفال ( الا یعید تلک التسمیة الذهن للتسمیة الإسلامیة لهم بقتالت الأنبیاء )
5- أصبح القادة الإسرائیلیة ( قادة العدوان على غزة حکومة یهود إولمرت ) مطلبون کمجرمین حرب ، ومتخوفین من السفر والخروج خارج إسرائیل .
6- أصبحت حماس بعد العدوان وخروجها سلیمة وبقائها، واستمرار التفاف الجماهیر الفلسطینیة حولها قوة لایمکن تجاهلها أبداً فی أی عملیة للتفاوض الدولی ، وربما أتضح ذلک من خلال أستقبال بعض الدول لاسیما ترکیا لقادة حماس للتفاوض مع إسرائیل .
7- ناهیک عن الخسائر الإسرائیلیة الباهظة التی تکبدتها غراء عدوانها علی غزة ، وهذا ماأثر بالسلب هذا العام علی أقتصادها ، فأثار غضب الرأی العام الإسرائیلی ضد قادتهم الذین کبدوهم نفقات عالیة وفرضوا علیهم ضرائب باهظة ، لتغطیة نفقات العدوان ، واعدین بالقضاء علی حماس ، والصورایخ التی تهددهم ، وصُدم الرأی العام الإسرائیلی أنه لا أنتهت حماس ولا تم اذلال الشعب الفلسطینی وکسر جماح أمنیاته فی المطالبة بحقوقه الشرعیة ، فثاروا علی قادتهم
فأصبحت إسرائیل فی أزمات داخلیة وخارجیة من جراء العدوان .
لکن أهم النتائج وللأسف أنها النتجیة المؤسفة الوحیدة
هی أن القضیة الفلسطینیة قد سنح لها هذا العدوان اکبر فرصة ممکن تستغل ، لدفع مسیرة القضیة لصالح العرب ، لکن للأسف الأنقسام العربی أدی لضیاع الفرصة ، ولم یتمکن العرب من أستغلال أی مکاسب سیاسیة من خلال هذا العدوان ، سوى نظرات العطف العالمیة ، وید المعونات من منظمات المجتمع المدنی العالمی .
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS