الثلثاء 15 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

الغرب یغطی على موقف مصر من غزة

رأى کاتب بریطانی أن منع السلطات المصریة لقافلة شریان الحیاة الأخیرة من دخول قطاع غزة "عرى تماما مشارکة الحکومة المصریة فی جریمة الحصار الذی تقوده الولایات المتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعی على ملیون ونصف ملیون من سکانها".

وقال الکاتب سیوماس مایلن فی مقال بصحیفة غاردیان البریطانیة، إنه إذا أضرب مواطن فی الکیان الصهیونی عمره 85 عاما عن الطعام دعما لأناس محاصرین بجزء آخر من العالم وضرب محتجون معظمهم غربیون وقمعوا بواسطة الشرطة فإننا حتما سنسمع بکل شیء عن ذلک.

وأضاف " ولکن لأن ذلک حصل فی مصر المدعومة بواسطة الغرب ولیس فی إیران، ولأن المحتجین یساندون الفلسطینیین فی غزة ولیس طالبان على سبیل المثال، فإن معظم الناس فی أوروبا وأمیرکا الشمالیة لا یعلمون شیئا عن ذلک".

وأشار الکاتب إلى أنه طیلة الأسبوعین الماضیین ظلت مجموعتان من مئات النشطاء فی صراع مع الشرطة والمسؤولین المصریین من أجل العبور إلى قطاع غزة لإظهار تضامنهم مع مواطنیها المحاصرین بمناسبة الذکرى الأولى للاعتداء الإسرائیلی المدمر على غزة.

وأوضح أنه تم أخیرا السماح لجورج غلاوی و150  سیارة من قافلته المکونة من مائتی سیارة محملة بالأدویة والمساعدات الطبیة بالدخول إلى غزة بعد أن منعت وتم التعرض لها والتحرش بها مرارا من قبل الأمن المصری بما فی ذلک الاعتداء العنیف فی میناء العریش مساء الثلاثاء والذی أدى إلى جرح العشرات بالرغم من مشارکة نائب بریطانی وعشرة نواب أتراک بالقافلة.

وتناول مایلن التظاهرات الفلسطینیة التی حدثت الأربعاء على الجانب الفلسطینی من معبر رفح احتجاجا على منع القافلة من الدخول، والتی أدت إلى صدامات مع قوات الأمن المصریة وقتل خلالها جندی مصری وأصیب عشرات الفلسطینیین.

وقال الکاتب إنه رغم أن هذه المواجهات تم تجاهلها بالغرب لکنها کانت حدثا رئیسیا لأجهزة الإعلام بالشرق الأوسط أضر بمصر، وفی الوقت الذی قالت فیه الحکومة المصریة إنها ببساطة تدعم سیادتها الوطنیة، فإن قصة البطولة هذه عرت تماما مشارکتها فی جریمة الحصار الذی تقوده الولایات المتحدة وأوروبا على غزة والعقاب الجماعی على ملیون ونصف ملیون من سکانها.

وأوضح أن إسرائیل المتزعم الرئیسی لعملیة الحصار تسیطر فقط على ثلاثة جوانب من القطاع، وبدون مصر التی تسیطر على الجانب الرابع من القطاع، فإن الحصار سیکون غیر فعال.

وأضاف مایلن أن النظام المصری بسبب عدم احتماله تلک الأنفاق التی أنقذت الغزیین من التسول التام، فإنه یقوم الآن ببناء "جدار العار" کما یسمیه العدید من المصریین، تحت إشراف أمیرکی لصیق من أجل إکمال عملیة حصار غزة.

وعزا ذلک جزئیا إلى "خوف دیکتاتور مصر المسن حسنی مبارک من التلوث الذی یمکن أن یأتی من قبل حکومة حماس المنتخبة فی غزة والتی یمکن أن یفوز حلفاؤها الأیدیولوجیون جماعة الإخوان المسلمون إذا أجریت انتخابات حرة فی مصر".

وأشار الکاتب إلى أن هناک عاملین آخرین یبدو أنهما حاسمان فی إقناع مصر بالخضوع للضغط الأمیرکی والإسرائیلی وإغلاق الباب أمام فلسطینیی غزة ومناصریهم، الأول هو تهدید واشنطن بقطع المعونات عن مصر إذا لم توقف تهریب الأسلحة والمواد الأخرى إلى غزة.

أما العامل الثانی –یقول الکاتب- فهو الحاجة إلى قبول الولایات المتحدة مسألة خلافة جمال مبارک لوالده فی رئاسة البلاد. وأشار الکاتب إلى أن الحکومة المصریة باعت حمایة سیادتها أراضیها مقابل استمرار الدعم المالی الأجنبی واستمرار دورها الاستبدادی، مضحیة بدورها التاریخی فی زعامة العرب فی عملیة السلام.

وأکد الکاتب أن تبنی واحتضان الغرب للأنظمة القمعیة مثل النظام المصری إضافة إلى الدعم اللا محدود لاحتلال إسرائیل للأراضی الفلسطینیة، هو قلب المأساة فی الشرق الأوسط والعالم الإسلامی.

وأشار إلى أن عقودا من الدعم المتعطش للنفط للأنظمة المستبدة من إیران إلى عمان ومصر والسعودیة إضافة إلى فشل القومیة العربیة فی إکمال عملیة تخلیص المنطقة من الاستعمار، أدت بدایة إلى صعود الإسلامیین ومن ثم  انفجار الإرهاب على طریقة تنظیم القاعدة منذ أکثر من عقد مضى.

وأوضح الکاتب أنه بدلا من أن تتجه الولایات المتحدة إلى معالجة أسباب العداء للسیطرة الأجنبیة على المنطقة، فإنها قامت بالمزید من عملیات توسیع الوجود الأجنبی ونفذت العدید من التدخلات المدمرة کغزو العراق والحرب بأفغانستان وغیرها.

وختم بالقول إنه بدلا من تقلیل الدعم الغربی للدیکتاتوریات وعملیات الاحتلال التی تؤدی للمزید من إرهاب تنظیم القاعدة وترکیز موارده على دعم قوات الأمن لمواجهته، فإن الولایات المتحدة وحلفاءها اندفعت بعناد إلى تکرار وتوسیع الفظاعات التی أوقدت شرارتها هی بالمقام الأول معتبرا ذلک "وصفة لحرب ضد الإرهاب بلا نهایة".

ن/25

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141308







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)