الصهیونیة : لا للنووی السلمی الإیرانی و نعم للآخرین !؟
بقلم ماجد الشریف ـ الکاتب والمحلل فی وکالة قدسنا
نرى هذه الایام اخباراً حول التوقیع على عقود بین العواصم الغربیة لبیع منشآت نوویة لبعض بلدان الشرق الاوسط من قبل العواصم الغربیة ، هذا فی الوقت الذی نرى فیه نفس العواصم الغربیة تنتقد الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بسبب نشاطاتها النوویة السلمیة وتبذل محاولات للضغط على طهران .
لا داعی للمقارنة بین طهران والعواصم الشرقیة التی تحاول الحصول على مفاعلات نوویة او سیاسات ایران و البلدان الجارة لها ، تلک العواصم التی أصبحت قاب قوسین او أدنى من النشاط النووی ، الا ان الهدف هو الرد على الاستغراب الذی یشعر المراقبون تجاه هذه القضیة المثیرة للجدل و الغرابة ...
بالطبع لا غرابة فی الأمر بعد ان یتضح ان غالبیة الحکومات المحیطة بفلسطین المحتلة هی من بین تلک الدول التی وافق الغرب بإعطائها المفاعلات النوویة وهی من التی لا تعارض الاشراف الغربی على تلک المفاعلات فحسب بل وقد وافقت بصورة غیر مباشرة على إشراف الکیان الصهیونی على تلک المفاعلات رغبة منها فی دعم السلام الوطید فی الشرق الاوسط و خاصة فی ارض فلسطین المحتلة ...
هنا یتضح لنا لماذا یعارض الغرب النشاط النووی السلمی الایرانی بینما یقدم عینه الى الآخرین ، فالکیان الصهیونی یرغب او بالاحرى یصر على الانفراد بالنشاط النووی فی الشرق الاوسط الى جانب اعوانه ، فتل أبیب واثقة من انه لا خطر علیها من قبل دول الجوار الفلسطینی لان لها علاقات وثیقة بهم وبالتالی هی متغلغلة فی مؤسساتهم بشکل لا ضیر من امتلاکهم للنووی وخاصة السلمی ... إلا انها تخشى الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة بالرغم من تأکید طهران المتواصل والدائم على سلمیة النووی الایرانی ...
الکیان الصهیونی یخشى ایران لا بسبب السلاح النووی ، بل بسبب النزعة و السیاسة الداعمة للحق و الحقیقة و نضال الشعب الفلسطینی منذ إنتصار الثورة الاسلامیة و الذی أدى فی اول خطوة بعد إنتصار الثورة الاسلامیة الى إغلاق السفارة الصهیونیة فی وسط العاصمة الایرانیة و تحویلها الى سفارة فلسطین ومنذ ذلک الحین کانت الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة الشغل الشاغل لتل أبیب ...
الکیان الصهونی لا یخشى الاخرین حتى وان حصلوا على السلاح النووی لانه یعلم ان لا عداوة لهم معه الصهیونیة وکیانها ، بینما یخشى النووی الایرانی السلمی ، لأن ایران الاسلامیة تدعم الفلسطینیین وهذا المبرر کاف لکی یخشى الکیان المحتل لفلسطین ، الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مهما طال الزمن ومهما .. ومهما ..
لقد أعلن الجمیع ان البرنامج النووی الایرانی سلمی مئة بالمئة وأید ذلک البرادعی المصری منذ ان کان رئیساً للوکالة الدولیة للطاقة النوویة وبعدها ، وقد أکد ذلک لدى لقائه کافة الزعماء و المسئولین فی الشرق الاوسط والعالم وحتى الکیان الصهیونی ولذلک نرى الجمیع قبلوا فی الواقع هذا التأکید بینما مازالت تل أبیب ترفع الشعار المعادی لایران لا بسبب النووی لانها واثقة من سلمیته بل لأنه للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ولانها لا تشرف على النووی الایرانی بینما کانت تشرف على النووی الایرانی قبیل إنتصار الثورة الاسلامیة وهی الان ایضاً تشرف على کافة المشاریع والمفاعلات فی العالم ان شاء اصحابها أم أبوا .. فهو الکیان الذی قضى على النووی المصری زمن الرئیس الراحل جمال عبد الناصر و قصف المنشآت العراقیة خشیة سیطرة رجال ثوریون على الحکم فی بغداد ... لکنه أصبح الیوم یصدر الاوامر الى الرجالات الاوروبیین لبیع المنشآت النوویة لبعض الشرق الاوسطیین ومن بینهم المطلین على میاه الخلیج الفارسی .. ایران بدورها لا تخشى هذا النشاط النووی لانها تعلم بأنه سلمی مئة بالمئة لانه آتی حسب أوامر تل ابیب . الا ان الخشیة الایرانیة هی العداوة و البغضاء التی أصبح یکنها العدو الصهیونی للجمهوریة الاسلامیة منذ إنتصار الثورة الإسلامیة و الاصرار الغربی وخاصة الامیرکی تجاه النووی الایرانی والمعترف به عالمیاً بأنه سلمی ، لیس إلا بسبب الممارسات و الضغوط الصهیونیة على الاوساط و الشخصیات المعروفة إتجاهاتها فی العواصم الغربیة المعروفة وخاصة واشنطن ، لندن ، باریس وغیرها ، هذا فی الوقت الذی نرى العواصم العربیة خاصة فی الشرق الاوسط تعلن تأییدها للنووی السلمی الایرانی و فی أکثر من مناسبة ومناسبة وخلال المحادثات الاقلیمیة والعالمیة التی تشارک فیها ..
العواصم الغربیة التی استسلمت للتعنت الصهیونی فی الخفاء والامیرکی فی العلن ، أصبحت تواجه واقعاً مریراً وهو ان غالبیة بلدان العالم الثالث و المعسکر الشرقی سابقاً باتت تؤکد على سلمیة النووی الایرانی بصورة جادة و تلقائیة وهو الذی لم یرغب فیه الکیان الصهیونی و الامیرکان و أصبحوا یبدون ردود أفعال غریبة ولا تلیق سیاسیاً ولا دبلوماسیاً ومنه ما حصل تجاه الدبلوماسی الترکی فی عاصمة الاحتلال و نحن بإنتظار المزید من هذه التصرفات المشینة بالطبع للکیان الصهیونی نفسه و اعوانه او بالاحرى أزلامه فی العواصم الغربیة ...
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS