الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

صفعات جدیدة لواشنطن من إسرائیل

من الصعب علینا أن نفهم الأسباب التی تدفع بالسناتور الامریکی جورج میتشل لما یسمى مبعوث السلام الى الشرق الاوسط للقیام بجولة جدیدة بعد الاهانات والصفعات المؤلمة والاستفزازیة التی وجهتها حکومة بنیامین نتنیاهو الى ادارته فی الأیام الأخیرة، غیر ضعف هذه الإدارة، واستسلامها الکامل للعجرفة الاسرائیلیة.

الرئیس باراک اوباما طلب من نتنیاهو أثناء زیارته الأخیرة الى واشنطن الاجابة على أحد عشر سؤالاً فی ما یتعلق بالسلام وعملیته، أبرزها مدى استعداده لتجمید الاستیطان فی القدس المحتلة، والقبول بدولة فلسطینیة وفق حدود الرابع من حزیران/یونیو عام 1967، والدخول فی مفاوضات الحل النهائی.

نتنیاهو تذرع بضرورة العودة الى حکومته والتشاور معها قبل الاجابة على هذه الاسئلة، وعاد بالفعل الى تل ابیب واستدعى مجلس الوزراء المصغر المکون من سبعة وزراء، ولکنه لم یرسل أیة أجوبة الى الرئیس الامریکی، واکتفى بالصمت المطبق.

والأکثر من ذلک انه رفض المشارکة فی القمة النوویة التی عقدت فی واشنطن، بدعوة من الرئیس الامریکی قبل اسبوعین لمناقشة الملف النووی الایرانی، بحجة تجنبه مطالب مصریة وترکیة بإثارة الملف النووی الاسرائیلی أثناءها، وضرورة خضوعة للتفتیش الدولی.

من المفترض ان لا یعود السناتور میتشل الى المنطقة فی أی جولة جدیدة الا بعد اجابة اسرائیل على اسئلة حکومته، وان تفعل السیدة هیلاری کلینتون وزیرة الخارجیة، ما فعله نظیرها الأسبق جیمس بیکر أثناء أزمة ضمانات القروض لإسرائیل فی زمن الرئیس جورج بوش الأب، عندما قال لإسحق شامیر رئیس الوزراء الاسرائیلی فی حینها، ان هذا هو رقم البیت الأبیض، وعلیک الاتصال به اذا اردت المشارکة فی جهود السلام.

السیدة کلینتون لم تفعل ما فعله بیکر، والسناتور میتشل رجل عجوز یرید ان یشغل نفسه، ویملأ الفراغ الناجم عن تقاعده، بالعودة الى المنطقة، واللقاء بالمسؤولین فیها، وکأن الصفعات التی وجهها نتنیاهو الیه وحکومته کانت لشخص آخر، او لحکومة أخرى.

السناتور میتشل سیستأسد حتماً مع الطرف الفلسطینی الضعیف، وسیطالبه بتنازلات جدیدة، تماماً مثلما فعل فی المرة السابقة عندما طالبه بالعودة الى المفاوضات غیر المباشرة، وعندما اثمرت هذه الضغوط، وقدم العرب غطاء للرئیس عباس یسهل هذه المهمة عبر قرار لوزراء الخارجیة العرب، انقذ الطرف الاسرائیلی الموقف بالاعلان عن خطط بناء 1600 وحدة سکنیة جدیدة فی القدس المحتلة فی الیوم الاول لوصول جوزیف بایدن نائب الرئیس الامریکی الى المنطقة لوضع اللمسات النهائیة على الجولة التفاوضیة الجدیدة.

لا نعرف ما هی طبیعة التنازلات التی یریدها السناتور میتشل من الطرف الفلسطینی هذه المرة، ولکن ما نعرفه ان السلطة قد لا تخیب ظنه وتعیده خالی الوفاض مثلما فعلت فی مرات سابقة، فهی کریمة جداً فی تقدیم التنازلات لإرضاء الطرف الامریکی.

کنا سنطالب الرئیس عباس بعدم استقبال السناتور میتشل، وایکال هذه المهمة الى أحد مساعدیه الأقل رتبة، ولکننا غیّرنا رأینا لمعرفتنا المسبقة، وبحکم التجارب السابقة، انه لن یفعل، فهو أیضاً مثل السناتور میتشل لیس لدیه ما یشغله هذه الأیام، ویعیش حالة من الفراغ یرید ملأها، والظهور بمظهر الشخص الذی ما زال لدیه ما یفعله.

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 141359







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)