qodsna.ir qodsna.ir

شذوذ فی الانظمة العربیة!

مما یلفت النظر ویستدعی التوقف للتأمل العمیق والمتفحص هو هذا البروز الرسمی الشاذ والمعیب فی تخلی الأنظمة والقیادات الحاکمة والمؤثرة عن میدان الصراع الحق والمأمول مع الصهیونیة الیهودیة وهروب تلک الأنظمة والقیادات من ساحة المواجهة المفتوحة منذ عشرات السنین دون تحقیق أی قدر من النصر الذی نتشدق به صباح مساء بألسنتنا وحناجرنا وهو نصر مزعوم ومثالی ومثلوم.

صحیح أن بعض قیاداتنا المستکینة وهی عربیة بالتأکید کانت منذ صراع الوجود مع الیهود فی وضع تخل فعلی عن ساحة الصراع من حیث عدم إشتراکها عملیا وعسکریا فیها، لکن هذا البعض المستکین کان یتظاهر متباهیا بالحمیة الجهادیة المقدسة من غیر أن یملک الجرأة على إشهارها وإعلانها وبالدعوة لها بل کان ولا یزال هذا البعض المستکین یتظاهر متباهیا بالحمیة الجهادیة المقدسة من غیر أن یملک الجرأة على إشهارها وإعلانها وبالدعوة لها بل کان ولا یزال هذا البعض وأخص بهم أهل الشعارات والفتاوى والتنظیر ورواد الکلام فوق أخشاب المنابر أو تراب المقابراو فی الکهوف والمغاور یتستر بدعوته وفتواه بالجهاد بالنفس والنفیس من أجل فلسطین وغیرها من أرضنا العربیة التی أحتلت عما قریب من الامریکان وما لهم من عملاء واعوان، یتستر تحت الشعارات الکلامیة الخادعة ویغطیها ببعض المساعدات المادیة على قاعدة الکرم العربی التی تقول إملأوا الجیوب تأسروا القلوب تلک المساعدات العینیة القلیلة یدفع متمولا عربیا متکرشا أکثر منها على مائدة خضراء فی لیلة حمراء فی بلاد الأعداء وعلى هزة خصر من راقصة هیفاء یدفع ما یکفی لبناء دار للإعلام والنشر. وقد دفع أحد المتمولین العرب بالمزاد أکثر من ملیون دولار ثمنا لنظارة سوداء ولقطعة قماش متسخة بیضاء لمطربة راحلة هیضاء، وسیدفع آخر أکثر من هذا المبلغ ثمنا لثیاب داخلیة لمغنیة دلعاء على طریق الرحیل، یا للعیب وما أکثر عیوبنا فی هذا الزمن العربی السیىء بأهله الذی تعالى فیه أهل الحبال من العیارین وسراق المال العام وتجار المبادىء والمعتقدات على رماة النبال من علیة الناس وأشرافهم وأحرارهم.

والآن وبعد مرور سنوات طویلة على مقولة الصراع المفتوح مع الیهود وفی الوقت التی تصل فیه الهجمة الصهیوأمریکیة إلى أوج عتوها وجبروتها وغطرستها، نلحظ بکل أسى ومرارة إنتقال البعض من قیادتنا من موقف المتردد الى مواقف التخاذل المتستر بالخطب والمواعظ والبیانات إلى موقف التخلی المعلن رسمیا عن مقولة الصراع ضد العدو ومن خلال ذلک یبدو الأمر لکل مدقق أنه لیس مجرد صدفة أو رغبة لتلبیة نداء العقل العربی المعطل عن الإبداع منذ أکثر من ألف عام، بل هو توزیع أدوار وحسبما یخطط له العم سام الهمام المنشغل کلیا فی تنفیذ المطامع الصهیونیة فی فلسطین وما یجاورها من أقطار عربیة أخرى، ولیس من المبالغة أو التجنی فی شیء إن أطلقنا على الولایات المتحدة الأمریکیة الولایات الصهیوأمریکیة، وعلى العم سام الهمام ــ الحاخام جلعام.

وإن کان لا یحق لنا توجیه اللوم إلى المخلصین والأغیار من أبناء وطننا وإن کانوا قلة لکنها قلة کریمة وفاضلة الذین لا ینفذون مصالحهم إلا بمقیاس المبادىء الأخلاقیة والإنسانیة التی لا وجود لها فی قاموس العلاقات السیاسیة على الإطلاق، فإن الملامة تقع على عواتقنا جمیعا مواطنین وقادة ومسؤولین فی هروبنا الکبیر والمهین من میادین المعرکة مما دفع بعض الدول الأجنبیة المحایدة إلى الإنتقال إلى المواقف المعادیة لأنه لیس من المفروض فیها أن تکون أکثر غیرة على مصالحنا من انفسنا المنغمسة فی انقساماتها ونزواتها على قاعدة ان الاطیبین هما الاکل والجماع وتحریض الجهلة والرعاع على اهل الحریة والعلم والابداع

إن القوى والطاقات العربیة ضخمة جدا وبإمکانها إن إجتمعت وإتحدت أن تحد بسهولة من الخطر الصهیوأمریکی بل وأن تتحکم أو تشارک فی أرادة الکثیر من الشؤون العالمیة عندما تکون تلک الإمکانیات الهائلة فی تصرف قیادات على قدر عال من الجرأة والإنتماء والمسؤولیة القومیة والدینیة.ونحن العرب فی هذه الایام السوداء من تاریخنا الاسود یصح فیه مخاطبتنا بمرارة (إلى أین المفر)؟ البحر من أمامنا والعدو بیننا وخلفنا وفی بیوتنا وشوارعنا ودیارنا وفضائیاتنا وکتبنا، فالسؤال، أین لنا بقادة على سویة نبوخذ نصر وهانیبال وطارق بن زیاد وصلاح الدین ویوسف العظمة وجمال عبد الناصر.

إنها لمهزلة یجب أن تدفن فی مزبلة إن تبقى أحوالنا العربیة على هذا الحال المهین والمعیب من الرعب والإندحار والإنتظار لکی نساق جمیعا قادة وشعوبا من غیر إستثناء أو أدعاء بالتمیز والفرادة والحمایة الأجنبیة إلى المسالخ الصهیوأمریکیة کما تساق الابقار الوجلة الهوجاء لتذبح دون أن یذکر إسم الله علیها، فیا أیها العرب، یا بنی أوطانی وبلادی، إلى أین المفر مما نحن علیه من مذلة وخوار وتشرذم معیب.

إننا نکتب عن واقعنا العربی الألیم المهین إنطلاقا من أیماننا وإنتمائنا ومن یرى مبالغة فیما نکتب فلیقل خیرا أو فلیصمت، فالصمت خیر من قول الهراء والمستعان بالله من هکذا شعوب وحکام.

ن/25


| رمز الموضوع: 141362