qodsna.ir qodsna.ir

ایران تعاقب على تحریر واعمار لبنان ونصرة القدس

ایران تعاقب على تحریر واعمار لبنان ونصرة القدس
عباس المعلم
فی معرض النقاش الذی کان یدور قبل فرض مجلس الامن عقوبات جدیدة على طهران، برزت مجددا العدید من التساؤلات حول صدقیة وعدالة مجلس الامن والامم المتحدة على حد سواء خصوصا فی السطو الواضح لوشنطن على هذا المجلس وممارستها الفاضحة لازدواجیة المعاییر بل ایضا الانتقائیة والانحیاز المطلق لکل ما یتعلق باسرائیل وامنها ومصالحها على قاعدة نوالی من والاها ونعادی من عاداها والبادی اظلم. ربما شاء القدر ان یجمتع المجلس نفسه الذی اتخذ قرار العقوبات على ایران قبل اسبوع واحد لمناقشة القرصنة الوحشیة الاسرائیلیة على اسطول الحریة، والتی راح ضحیتها العشرات بین قتیل وجریح، ولم یثبت ان هذا الاسطول کان محمل بالیورانیوم او بالاسلحة الذریة والبالستیة بل کان یحمل الاطنان من المساعدات الغذائیة والطبیة لغزة المحاصرة بقرار عنصری وحشی یناقض قوانین ومیثاق الامم المتحدة وحقوق الانسان.
والمستغرب فی هذا السیاق ان الجهة المعتدیة على اسطول الحریة قامت بعدوانها علیه فی حرمة المیاه الدولیة خلافا لما ینص علیه القانون الدولی،وهی نفسها التی تمتلک اکثر من مئتی رأس نووی ونصف ترسانتها العسکریة محرمة دولیا، هذا فضلا عن احتلالها لدول اعضاء فی مجلس الامن وارتکابها اکبر وافظع المجازر بعد الحرب العالمیة الثانیة، ورغم هذه الادانة الصارخة لهذا الکیان، الا ان ما یسمى بمجلس الامن اجتمع على مدى 12 ساعة لیصدر بعدها بیانا ولیس قرارا ساوى فیه الضحیة بالجلاد؟!
وعلى ای حال لم تعد قرارات هذا المجلس مفاجئة للعالم فیما خص تبنیها لکل ما تریده اسرائیل، ومن السخریة التحدث عن عقوبات متعلقة بالملف النووی الایرانی لان هذا الملف لیس له علاقة لا من قریب ولا من بعید بعداء واشنطن وتل ابیب وما یعرف بالمجتمع الدولی لایران، حتى ان بنود العقوبات تندرج فی سیاق منفصل عن الملف النووی، خصوصا البند المتعلق بتفتیش السفن من والى طهران وهذا یعنی فی طیاته منع تصدیر ایران السلاح للمقاومة، ثانیا البند المتعلق بحظر تصدیر الاسلحة الى طهران وهو قدیم جدید یؤکد ایضا ان الملف النووی بدعة والهدف هو ابقاء التفوق العسکری فی المنطقة للکیان الصهیونی 'وتجربة العراق' دلیل حی على ذلک، وما یعزز هذا الانطباع ان الولایات المتحدة لم تکترث للحل الترکی- البرازیلی مع طهران فیما خص تبادل الوقود، لتؤکد مرة جدیدة ان المشکلة مع ایران هی اسرائیل.
هذا الموقف الامریکی لیس یتیما بل له انصار ومؤیدین فی اوروبا وفی الدول العربیة ایضا، التی تختلف مع طهران لانها تدعم المقاومة فی فلسطین ولبنان وتعتبر فی ذلک تهدیدا لامن انظمتها وتحالفها مع واشنطن ومن خلفها تل ابیب وهذا ما یفسر موقف لبنان بالامتناع عن التصویت، ولیس التصویت ضد القرار بذریعة تمثیله المجموعة العربیة، واذا اخذنا بجولة رئیس الحکومة العربیة قبل اجتماع مجلس الامن نجد ان هذه المجموعة تتألف من 4 دول عربیة ولیس کما یجب ان تکون 22 دولة، ای ان السعودیة ومصر والاردن یؤیدون العقوبات اما سوریة ضدها وبما ان الساحة اللبنانیة لا تحتمل تجاذبات وانقسامات فی هذه الظروف اتخذ قرار الامتناع، وبذلک لا یمکن القول ان موقف لبنان نابع من تمثیله العرب والا لکانت جولة رئیس الحکومة شملت کل العواصم العربیة.
وعلیه یبدو قرار لبنان فی مجلس الامن اتخذ على قاعدة قوة لبنان بضعفه الذی تحول بطریقة او باخرى الى قوة مساندة لاسرائیل ضد ایران والمقاومة، خصوصا وان قرار العقوبات کما سائر القرارات السابقة یحضر ویصاغ ویسوق لمصلحة اسرائیل، والمقارنة فی لبنان بین الکیان الصهیونی وطهران متناقضة الى حد لا یوصف فاسرائیل احتلت لبنان ودمرته وقتلت شعبه وایران دعمت مقاومته التی حررت عام 2000 وقدمت العون لشعبه وساهمت باعادة اعمار ما هدمه العدوان الاسرائیلی عام 2006، واذا کان البعض یصف دعم طهران لحزب الله انه لخدمة الملف النووی الایرانی فلیجیبنا ماذا استطاع ان یغیر سلاح الحزب فی العقوبات المتتالیة على ایران
من المؤکد ان هذه العقوبات الاسرائیلیة على ایران لن تجعل الجمهوریة الاسلامیة تتراجع قید انملة عن حقوقها، بل انها ستشکل دفعا وقوة لها للمزید من التطویر العسکری والاقتصادی لانها امة لا تأبه القوة والاستبداد والتکبر ولا تخیفها الضغوط، لکن الخسارة الفعلیة فی هذا السیاق هی فی لبنان الذی حرر ارضه بقوة مقاومته المدعومة من طهران ودمشق دون شرط او قید ،نجده الیوم یأخذ فی عکس التیار لیکون عن قصد او غیر قصد فی المعسکر العربی المرتهن لواشنطن الحامیة والساهرة على امن وسلامة اسرائیل، على الرغم من ان فی لبنان مقاومة تهدد وجود الکیان الصهیونی فکیف کان سیکون الحال لو لم یکن فی لبنان مقاومة ؟
ن/25


| رمز الموضوع: 141389