الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

حذر عربی وتخبط فلسطینی!

حذر عربی وتخبط فلسطینی!

 

د. فایز صلاح أبو شمالة

 

تهرب وزراء الخارجیة العرب، ولم یجمعوا فی اللجنة الوزاریة على کلمة سواء، ولم یقولوا بصراحة لمحمود عباس، اذهب، واستأنف المفاوضات المباشرة، ونحن من خلفک سائرون، وإنما ترکوا له حریة الخیار، وتحمل مسؤولیة القرار، الذی سیتخذه على ضوء ما یحسب هو شخصیاً، وأرکان قیادته؛ أنه ضمانات کافیة لتحقیق نجاح المفاوضات.

لقد أدرک وزراء الخارجیة العرب أن عباس لا یرید تحمل المسؤولیة عن فشل المفاوضات غیر المباشرة، أو المباشرة، وإنما یفتش عن شرکاء یتحملون معه المسؤولیة، أو یحمّلهم المسؤولیة، ولیس هنالک أعرض من ساحة وزراء الخارجیة العرب یلقی على أکتافهم الفشل، ولکن بعض وزراء الخارجیة العرب أعلن بوضوح أن استئناف المفاوضات فی البدایة والنهایة هو قرار فلسطینی، وقد سبق للفلسطینیین أن اتخذوا القرار بالتوقیع على اتفاقیة "أوسلو" دون الغطاء العربی، فلماذا الارتجاف فی هذه المرحلة، والبحث عن غطاء!؟

کان بإمکان وزراء الخارجیة العرب أن یقولوا: لا للمفاوضات المباشرة، وغیر المباشرة مع الإسرائیلیین؛ طالما تواصل التوسع الاستیطانی، وطالما جرت المفاوضات دون مرجعیة قانونیة دولیة، وطالما لا تعلن إسرائیل صراحة عن موافقتها على الانسحاب إلى حدود سنة 1967، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطینی، بما فی ذلک حقه فی دولة ذات سیادة.

وقد سبق للعرب أن أعلنوا عن مثل هذا الموقف بصراحة وجلاء، بعد أن تأکد لهم أن الفلسطینی صاحب الشأن غیر مستعد للتفریط بحقوقه، ولکن عندما جنحت القیادة الفلسطینیة إلى التسویة، وتخلت عن کل الخیارات الأخرى، فمن المنطق ألا یبدو وزراء الخارجیة العرب مغردین خارج السرب، ویکونوا فلسطینیین أکثر من عباس الذی یرى نفسه الممثل الشرعی الوحید للشعب الفلسطینی، والناطق باسمه، والمعبر عن مصالحة!

لقد تنبه وزراء الخارجیة العرب للمصیدة التی نصبها لهم عباس، ورفضوا تحمل المسؤولیة المباشرة عن استئناف مفاوضات محکومة بالفشل قبل أن تبدأ، وأعادوا الأمانة کاملة إلى حضن عباس، وأعضاء لجنته المرکزیة، وأعضاء لجنته التنفیذیة، لیقولوا کلمتهم، ویتحملوا أمام الشعب الفلسطینی، والشعوب العربیة مسؤولیتهم، ویعلنوا هم بصراحة، هل المفاوضات المباشرة تخدم القضیة الفلسطینیة أم لا؟ هل ما یجری على الأرض یخدم الفلسطینیین أم هو ضد مصالح الفلسطینیین، الذین مزقت وحدتهم مفاوضات عبثیة جرت لعشرین عاماً، نجح خلالها المستوطن الیهودی فی بسط سیطرته على أراضی الضفة الغربیة بهدوء وسلام، وترک الفلسطینیین یفتشون عن باقی وطنٍ فی الزحام؟!.

ن/25

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141407







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)