نبض الحیاة - أشکنازی یعمق الجریمة

نبض الحیاة - أشکنازی یعمق الجریمة
بقلم : عادل عبد الرحمن
غابی أشکنازی، رئیس الارکان الاسرائیلی ، عبر أمام لجنة تیرکل ، التی شکلتها الحکومة الاسرائیلیة للتحقیق فی جریمة إسطول الحریة عن صلف وفجور عنصری حینما أکد أن الخطأ، الذی وقعت فیه القوات الاسرائیلیة المهاجمة للمتضامنین الاممیین یکمن فی عدم إطلاق تلک القوات النار قبل إنزال القوة الاسرائیلیة المهاجمة إلى سفینة مرمرة .
إذاً الخطیئة الاسرائیلیة من وجهة نظر رئیس أرکان الجیش الاسرائیلی تتمثل فی عدم إیغال البارود الاسرائیلی فی اللحم الحی للمتضامنین الاممیین العزل أکثر ، وإرهابهم أکثر للحد من أی فعل مدافع عن النفس أمام الجریمة البربریة، التی نفذتها القوة الخاصة مع القوات البحریة وسلاح الجو الاسرائیلی . ما یدلل على عدم إحساس وشعور قیادات إسرائیل الامنیة والسیاسیة بعقدة ذنب تجاه الابریاء العزل ، الذین تعرضوا لهجوم وحشی إسرائیلی فی عرض المیاه الدولیة نتج عنه سقوط عشرات الشهداء والجرحى جلهم من الجنسة الترکیة .
اعتراف أشکنازی أمام لجنة تیرکل ، التی شکلتها حکومة أقصى الیمین الصهیونی للتغطیة على جریمتها البشعة ضد المتضامنین الاممیین فی نهایة أیار الماضی ، أفقد القیادة الاسرائیلیة القدرة على المناورة ، وأضاع منها محاولتها المکشوفة لإیهام الرأی العام الاسرائیلی والاقلیمی والدولی بأن دولة الابرتهاید “ معنیة “ بالقانون ، و “ حریصة “ علیه، والدلیل أنها شکلت لجنة تحقیق مطعمة بشخصیات دولیة ، وذلک لقطع الطریق على تشکیل لجنة التحقیق الدولیة . غیر أن اللعبة الاسرائیلیة المفضوحة، إضافة للإصرار الترکی على تشکیل لجنة دولیة ، أفشل المحاولة الاسرائیلیة ، وتم فعلا قبل أیام تشکیل اللجنة الدولیة .
وإعتراف غابی أماط اللثام نهائیا عن الوجه الحقیقی لدولة الارهاب المنظم الاسرائیلیة . وعزز من مواقف الوى الأممییة، التی طالبت بشکیل لجنة دولیة لتقصی الحقائق لمحاکمة مجرمی الحرب الاسرائیلیین ، الذین استباحوا دم الابریاء الأممیین .
کما أن اعترافه یعتبر بمثابة وثیقة إدانة رسمیة بإمکان لجنة التحقیق الدولیة استخدامها بقوة ضد القیادتین السیاسیة والامنیة الاسرائیلیة ، ویفضح أیة محاولة من قبل الاقطاب الدولیة المؤثرة ، الساعیة للحد من عملیة التحقیق ونتائجها المتوقعة لإنقاذ القیادات الاسرائیلیة من التجریم والمسؤولیة الاخلاقیة والقانونیة والسیاسیة الناجمة عن مذبحة إسطول الحریة .
ما تقدم یفرض على القوى المحبة للسلام والداعمة لحقوق الانسان مواصلة حملتها الاممیة للضغط على لجنة تقصی الحقائق والامم المتحدة للقیام بمهامها وفق القانون الدولی ، والعمل على تجریم القیادات الاسرئایلیة ، ومحاکمتهم أمام محکمة الجنایات الدولیة کمجرمی حرب ، لیکونوا عبرة لمن اعتبر .
اللجنة الدولیة معنیة بتحمل مسؤولیاتها الاممیة لحمایة القانون الدولی والسلم العالمی من القتلة الاسرائیلیین ، الذین یمثلهم غابی أشکنازی . لان رئیس أرکان الجیش الاسرائیلی لا یتخذ الموقف من رأسه ، بل یعود لقیاداته السیاسیة والامنیة ، الامر الذی یؤکد أن رئیس حکومة الیمین المتطرف ووزیر حربه وکل ارکان الحکومة مسؤولون عن الجریمة البربریة ضد سفینة مرمرة .
وفی حال لم تتعامل لجنة التحقیق الدولیة بمسؤولیة ، ولم تقم بمهامها کما یجب ، فهذا یعنی أن القیادات الاسرائیلیة المجرمة، ستعتبر ذلک بمثابة تبرئة لها ، مما یفتح أمامها الافق واسعا للعبث بالقانون الدولی وحقوق الانسان الدولیة، ولبقائها فوق القانون الدولی ، وإیغال جرائمها فی الشعب العربی الفلسطینی والشعوب العربیة ، الامر الذی یهدد مستقبل السلام فی المنطقة والعالم .
ن/25