الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

غزة والمواجهة الدمویة القادمة

غزة والمواجهة الدمویة القادمة

 

تتصاعد التهدیدات الاسرائیلیة بشن عدوان على قطاع غزة لانهاء سلطة حرکة حماس مع تواصل المفاوضات السلمیة المباشرة بین السلطة الفلسطینیة والطرف الاسرائیلی.

الجنرال ایال ایزنبرغ المسؤول عن لواء غزة فی الجیش الاسرائیلی هدد فی حدیث مع صحیفة 'یدیعوت احرونوت' الاسرائیلیة بان المواجهة القادمة مع حکومة حماس ستکون اکثر دمویة من السابقة، حیث سیتم استهداف قادة الصف الاول فی الحرکة، واستخدام اسلحة جدیدة اکثر قدرة على الدمار.

توقیت هذه التهدیدات یبدو مریباً، فقطاع غزة یعیش حالیاً مرحلة من الهدوء، حیث توقفت عملیات اطلاق الصواریخ على المستوطنات الاسرائیلیة، وابدت حرکة حماس 'مرونة سیاسیة' تتمثل فی استعدادها للقبول بدولة فلسطینیة فی حدود الرابع من حزیران/ یونیو عام 1967.

ربما تکون هذه التهدیدات من قبیل الحرب النفسیة التی یشنها الجیش الاسرائیلی بین الحین والآخر، لاضعاف الروح المعنویة للفلسطینیین، خاصة ان اجهزة الامن التابعة لحرکة 'حماس' حققت نجاحات کبیرة على صعید اعتقال اعداد کبیرة من العملاء العاملین لصالح الجیش الاسرائیلی.

الامر المؤکد ان مثل هذه التهدیدات لن تخیف الحرکة، ولن تؤثر فی معنویات مقاتلیها، لسبب بسیط وهو ان هؤلاء طلاب شهادة فی الاساس، ولا یخافون الموت، بل یتطلعون شوقاً الیه ویستعجلونه للانتقال الى دار البقاء، والشیء نفسه یقال ایضاً عن قیادات الحرکة ایضاً.

لا بد ان هناک خططا اسرائیلیة لغزو القطاع مرة ثانیة او ثالثة، واللجوء الى الحل العسکری لاسقاط سلطة حماس بعد ان فشلت الحلول الاخرى مثل الحصار، والغارات الجویة المتواصلة، لتدمیر الأنفاق وحرق المزروعات وقتل الصیادین فی عرض البحر.

المواجهة لو وقعت، ستکون من جانب واحد، ای عدوان اسرائیلی فی مواجهة مقاومة محدودة التسلیح. والمقارنة هنا على الصعید العسکری معدومة. فماذا یمکن ان تفعل قوات حرکة حماس بأسلحتها الفردیة اذا ما بدأت الدبابات وطائرات الاباتشی واف 15 الامریکیة الصنع، فی مهاجمة القطاع؟

صحیح ان حرکة 'حماس' تملک صواریخ من طراز قسام ربما تطلقها بکثافة فی اتجاه المستوطنات الاسرائیلیة، وصحیح ایضا ان شباب المقاومة سیتصدون للدبابات بکل ما یملکون من وسائل دفاعیة فی حوزتهم، ولکن الصحیح ایضا ان اقدام اسرائیل على مجزرة جدیدة لن یمر بسلام خاصة ان مثل هذا العمل الاجرامی قد یقود الى تفجیر حرب اقلیمیة فی المنطقة بأسرها.

الاسرائیلیون جربوا غزو القطاع واحتلاله فی اواخر عام 2008، ولکن النتائج جاءت کارثیة علیهم، وما زالوا یعانون حتى هذه اللحظة منها، فقبل یومین فقط صدر تقریر الامم المتحدة عن مجزرة اسرائیل ضد سفن کسر الحصار عن القطاع، وجاء لیفضح الهمجیة والبربریة الدمویة الاسرائیلیة، ویتهم اسرائیل بارتکاب جرائم حرب ضد ناشطین عزل، وانتهاک القوانین الدولیة. ولا ننسى ایضا تقریر غولدستون حول العدوان الاسرائیلی على قطاع غزة، والآثار المترتبة علیه من حیث تعبئة الرأی العام العالمی ضد اسرائیل، وفضح کل ادعاءاتها حول احترام حقوق الانسان.

قطاع غزة سیظل کابوسا یقض مضاجع الاسرائیلیین، ولعنة تطاردهم اینما کانوا، لانه بات مخزنا للمقاومة والکرامة الانسانیة، وابناء القطاع الذین عرفوا بالبأس والشجاعة سیتصدون لای عدوان بصدورهم العامرة بالایمان، ولن یتورعوا عن تقدیم المزید من الشهداء دفاعا عن ارضهم وعرضهم وحقوقهم الوطنیة المشروعة فی العیش الکریم والعودة الى وطنهم.

( عن القدس العربی اللندنیة )

ن/25

 

 

 

 

 

 

 


| رمز الموضوع: 141444







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)