الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

کوارث أوسلو فی القدس المحتلة

کوارث أوسلو فی القدس المحتلة

 

جمال زحالقة

 

کان أثر اتفاق أوسلو على مدینة القدس "المحتلة" کارثیاً بکل المقاییس وبکل المعاییر وفی کل المجالات. نص الاتفاق على أنَّ قضیة القدس، إضافة إلى قضایا الحدود واللاجئین والاستیطان، مؤجلة إلى مفاوضات الحل الدائم. هذا التأجیل أدَّى على أرض الواقع إلى تکبیل أیدی السلطة الفلسطینیة من جهة، وفتح الباب أمام إسرائیل لتمارس سیاسة تهوید المدینة بلا رقیب أو حسیب.

بطبیعة الحال وطبیعة القضایا الخاصة بالقدس، من الصعب إجراء فصلٍ قسری بین التطوّرات الناجمة عن اتفاق أوسلو وتلک التی کانت ستحدث سواء أکان أوسلو أم لم یکن. لکنَّ الواضح هو أنَّ الأوضاع فی المدینة المقدسة تدهورت بشکل أخطر وبتسارع أکبر بعد أوسلو وما تلاه من اتفاقات وتفاهمات بین إسرائیل والقیادة الفلسطینیة.

فقد قسَّم اتفاق أوسلو المناطق الفلسطینیة التی احتلت عام 67، إلى منطقة "أ" ومنطقة "ب" ومنطقة "ج"، ولکل منها وضعها الأمنی والإداری. القدس لم تدخل فی هذا التقسیم، وقد قبل الطرف الفلسطینی بأنَّها "لا منطقة" ووافق على تأجیل البت بشأنها إلى مفاوضات الحل النهائی من دون أی ضوابط أو قیود لما یُسمح لإسرائیل القیام به فی المدینة، تارکاً المدنیة لقمةً سائغةً لإسرائیل لتفعل بها ما تشاء، على الأقل حتى التوصل إلى حلّ دائم.

من أول الخطوات التی اتخذتها إسرائیل وأخطرها، بعد اتفاق أوسلو، التضییق على بیت الشرق الذی مثّل عملیاً مقراً لمنظمة التحریر فی المدینة، ومرجعیة وطنیة وسیاسیة واجتماعیة للمدینة. وسرعان ما أغلقت إسرائیل بیت الشرق نهائیاً، وأغلقت کذلک کل المؤسسات الوطنیة التی لها علاقة بمنظمة التحریر الفلسطینیة والسلطة الوطنیة الفلسطینیة.

فی الوقت نفسه، لاحقت إسرائیل القادة الوطنیین وشدَّدت الخناق علیهم، بهدف القضاء على الحرکة الوطنیة فی القدس. هکذا تحولت القدس فی حقبة ما بعد أوسلو إلى مدینة بلا مرجعیة وطنیة وبلا مرکز سیاسی وطنی یرعاها ویتابع قضایاها ویسعى إلى حلها. عوضاً عن ذلک، تألّفت مجموعة من المرجعیات المرتبطة بالسلطة. وهناک الیوم عشرة عناوین وأشخاص یحملون لقب "مسؤول ملف القدس". هناک مسؤول ملف القدس فی منظمة التحریر، وآخر فی السلطة، وثالث فی دیوان الرئیس ورابع فی دیوان رئیس الوزراء، ووزارة خاصة بالقدس الخ... هذه الکثرة لم تنتج سوى قلة فی العمل الحقیقی. ویشکو أهالی القدس الذین یتعرضون لمحاولات هدم المنازل والتهجیر من بیوتهم، ومنهم أهالی حی سلوان والشیخ جراح وشعفاط وغیرهم، من غیاب الدعم الحقیقی السیاسی والمعنوی والمادی من مسؤولی ملف القدس.

قبل أوسلو کانت مدینة القدس، على أرض الواقع، العاصمة السیاسیة والاقتصادیة والتجاریة للضفة الغربیة، فضلاً عن مکانتها الدینیة المعروفة. کانت المدینة تعج بالحیاة ویأتی إلیها الناس من کل أنحاء الضفة الغربیة للعبادة والتجارة والحصول على خدمات. أوسلو قضت على کل هذا، إذ فرض الطوق على المدینة ومنع أهالی الضفة الغربیة من دخولها إلا بإذن خاص لا یمنح إلا نادراً، ونصبت الحواجز لفرض هذا المنع.

بعد ضرب المرجعیة السیاسیة الوطنیة فی القدس، تلقت المدینة ضربة قاسیة ببناء جدار الفصل العنصری الذی سمّته إسرائیل "غلاف القدس" بهدف تزویر هدفه الحقیقی، وهو قطع تواصل القدس مع محیطها الطبیعی والقضاء على مکانتها ودورها عاصمةً فعلیة على الأرض للشعب الفلسطینی الرازح تحت الاحتلال. ویهدف الجدار فی المقابل إلى ربط المقدسیین بإسرائیل بعد فصلهم عن بقیة شعبهم فی الضفة الغربیة. ولم یبق باب القدس مفتوحاً سوى لفلسطینیی 48.

إضافة إلى الفصل عن بقیة مناطق الضفة، قسم جدار الفصل محافظة القدس إلى ثلاث مناطق: القدس داخل الجدار ویقطنها نحو 200 ألف فلسطینی؛ القدس خارج الجدار ویقطنها نحو 80 ألفاً، یحملون هویة القدس ولکنهم لا یدخلون مدینتهم إلا من خلال حواجز إسرائیلیة، ویسکن هؤلاء أحیاء مثل مخیم شعفاط وقلندیة وکفر عقب والرام وضاحیة البرید وغیرها. وهناک أیضاً نحو 120 ألف مواطن فلسطینی هم سکان قرى محافظة القدس وتربطهم بها حیاة اجتماعیة واقتصادیة لکنهم ممنوعون عملیاً من دخول مرکزهم المدینی التقلیدی والطبیعی.

مع بناء جدار الفصل العنصری استکمل فرض العزل على القدس وأصبحت المدینة مفصولة عن الضفة الغربیة، بما فیه الفصل عن نحو نصف سکان محافظة القدس. کان لهذا التطور آثار مدمرة على القدس، فالمدینة هی مرکز لمحیطها وروادها ومتلقی ما تنتجه وما تسوقه وما تشعه على ما حولها. وحین تعزل المدینة قسراً تبدأ بالذبول والتراجع، وهذا ما خطَّطت له إسرائیل. ویظهر ذلک أیضاً فی الخرائط الهیکلیة التی اعدّتها بلدیة الاحتلال للقدس الشرقیة حیث یجری التعامل مع المدینة کأحیاء متناثرة ولیس کمرکز حضری متماسک.

تستند کل المخططات الإسرائیلیة بشأن القدس إلى تهوید المدینة. هکذا قبل أوسلو وهکذا بعد أوسلو. فی الفترة التی وقع فیها الاتفاق، کان عدد المستوطنین الیهود فی القدس الشرقیة نحو 150 ألف مستوطن، وزاد عددهم خلال الفترة التی تلت أوسلو إلى 250 ألفاً. لقد تهاوت کل التوقعات التی سادت فی عهد الأوهام الذی تلى أوسلو، بأن إسرائیل لن تقوم بخطوات استفزازیة لأنَّ هناک ما یسمى عملیة السلام. لکنّ ما حدث کان عکسیاً، إذ ادّعت إسرائیل بأنَّ قضیة القدس مؤجلة إلى مفاوضات الوضع النهائی، ولا یحق لأحد مطالبتها بما لم تنصّ علیه اتفاقیة أوسلو. صحیح أنَّ إسرائیل بنت الأحیاء الاستیطانیة وصادرت الأراضی وهدمت البیوت قبل أوسلو، لکن عملیة التهوید أصبحت أسهل بالنسبة لها بعد الاتفاق، حیث سادت دولیاً وعربیاً وحتى فلسطینیاً سیاسة "غض الطرف"، حتى لا تحدث أزمة فی المفاوضات.

مثّلت اتفاقیة أوسلو محفّزاً جدیداً لإسرائیل لتکثیف الاستیطان فی القدس وتسریعه، حیث وجد اخطبوط الاستیطان الإسرائیلی نفسه فی سباق مع الزمن لفرض الأمر الواقع على الأرض تمهیداً لمفاوضات الوضع النهائی حول القدس. أرادت إسرائیل أن تخلق واقعاً لا عودة عنه، بحیث تصبح کل منطقة یبنى فیها حی استیطانی خارج التفاوض، ولا یبقى إلا الحدیث عن مساحات مقلصة وصغیرة من القدس، وحتى هذه فلإسرائیل فیها مطالب "تاریخیة"، فضلاً عن أنَّ هناک تیارات سیاسیة مرکزیة فی إسرائیل ترفض مجرد الحدیث والتفاوض حول القدس.

بعد التوقیع على اتفاقیة أوسلو بسبعة أعوام، جرت مباحثات "کامب دیفید" ومن بعدها "طابا" حول الوضع النهائی للقضیة الفلسطینیة. لم یتم الاتفاق النهائی خلال تلک المفاوضات، لکن الذی رشح منها حول القدس هو معادلة بیل کلینتون، الرئیس الأمیرکی السابق الذی حدَّد مبدأ حل قضیة القدس: "ما هو یهودی لإسرائیل وما هو عربی لفلسطین". لم تطبق هذه المعادلة، لکن الذی طبق هو الشق الأول منها، حیث أدرکت القیادة الإسرائیلیة أنَّ علیها أن تسارع فی عملیة التهوید لأنَّ کل ما هو یهودی سیکون لإسرائیل وفق هذه المعادلة. قامت إسرائیل بمراجعة الخرائط، وشرعت بمخطط محموم لتهوید أوسع مساحة من المدینة، خاصة فی المناطق الحساسة.

هناک الیوم مخططات استیطانیة إسرائیلیة لبناء 35 ألف وحدة سکنیة فی حدود البلدیة فی القدس الشرقیة، منها 6000 وحدة للبناء الفوری. هذه المخططات معدّة لاستیعاب نحو 150 ألف مستوطن جدید. إضافة لذلک، هناک مخططات لتوسیع المستوطنات فی محیط المدینة لیتحول الفلسطینیون فی المنطقة أقلیة صغیرة، بعد إسکان مئات الآلاف من الیهود فی محافظة القدس.

لا تقتصر عملیة التهوید على بناء المستوطنات، إذ ازدادت بشکل ملحوظ وتیرة هدم البیوت والمبانی. فقد هدمت إسرائیل ألف منزل منذ اتفاق أوسلو، بادعاء البناء غیر المرخص، وهناک آلاف المنازل الأخرى المهددة بالهدم بناء على الادعاء نفسه، وفی المحاکم الإسرائیلیة الیوم نحو 10 آلاف ملف "بناء غیر مرخص" تخص أهالی القدس الشرقیة.

هذا الادعاء الإسرائیلی هو ذر للرماد فی العیون، فالمؤسسة الإسرائیلیة تضع عراقیل وعوائق لا أول لها ولا آخر لمنع الفلسطینیین من استصدار رخص البناء. ومن المؤکد أن الأزمة السکنیة فی القدس مقصودة ومخطط لها، فهی تقع ضمن الآلیات التی تستعملها إسرائیل لإجبار الناس على ترک المدینة، وتندرج ضمن آلیات أخرى لتشجیع الناس على الرحیل عن المدینة. لقد بلغت نسبة التسرب من المدارس، حتى التوجیهی، فی القدس نحو 50%، وهی أعلى نسبة عند الشعب الفلسطینی فی کل أماکن تواجده، وهی تعکس أوضاع التعلیم الصعبة والنقص الحاد فی الغرف الدراسیة، وتدهور البیئة الدراسیة والتحصیل العلمی. وإذا أضفنا إلى ذلک أنَّ أکثر من 60% من العائلات المقدسیة تعیش تحت خط الفقر، نجد أنّ مغریات ترک البلد بحثاً عن حیاة أفضل هی بالضبط ما یسمیه الإسرائیلیون "الترانسفیر الطوعی"، الذی هو حلم کل القائمین على السیاسة الإسرائیلیة فی القدس.

یستند مشروع تهوید القدس إلى مسارین مرتبطین وثیقاً: السیطرة على الجغرافیا من جهة، والتحکّم بالدیموغرافیا من جهة أخرى. تجری السیطرة على الجغرافیا من خلال مصادرة الأراضی، حیث صادرت إسرائیل نحو ثلث أراضی القدس الشرقیة لأغراض الاستیطان، ومن خلال تحدید مناطق واسعة مناطقَ مفتوحةً ومناطق خضراء یحظر البناء فیها، وقد تبیّن أنّ هذه المناطق تتحوّل إلى مستوطنات بجرّة قلم، وهی عملیاً احتیاطی للاستیطان والتهوید ولإقامة ما یسمى الحدائق القومیة الإسرائیلیة. فی المقابل، تضیّق إسرائیل الخناق على الأحیاء العربیة وتهدّد بهدم آلاف المنازل، وتمنع عملیاً البناء الذی یلبّی احتیاجات التزاید السکانی. وهناک الیوم نقص بما یزید على عشرین ألف وحدة سکنیة. هذه آلیات لیست للتحکم بالجغرافیا فحسب، بل بالدیموغرافیا.

حدّد تیدی کولک، رئیس بلدیة القدس فی الفترة التی تلت احتلال القدس نسبة التوازن الدیموغرافی بألّا تزید على 28% عرباً ولیس أقل من 72% یهوداً. تبلغ نسبة الفلسطینیین الیوم 33% من سکان منطقة بلدیة القدس، وهناک مسعى إسرائیلی محموم لإعادة التوازن الدیموغرافی من خلال بناء المزید من الأحیاء الاستیطانیة وإسکان الیهود فیها، ومن خلال تهجیر الفلسطینیین من القدس.

یتعامل القانون الإسرائیلی مع الفلسطینیین فی القدس على أساس أنهم "دخلوا" إسرائیل عام 67، ویعدّ کل طفل فلسطینی یولد على أنه "هاجر" إلى إسرائیل. فهم یحملون شهادة إقامة وفق قانون الدخول إلى إسرائیل. یسمح هذا القانون بسحب الإقامة بذرائع مختلفة. وقبل أوسلو، سحبت هویّات 3000 مواطن مقدسی. أما بعد أوسلو، فقد ارتفعت معدلات سحب الهویات ووصلت إلى عشرة آلاف هویة مسحوبة، أجبر أصحابها على ترک المدینة لأنهم لا یحملون بطاقة إقامة فیها.

لم یحم اتفاق أوسلو حتى المقدسات، وواظبت إسرائیل على استهدافها، مثلما حدث مع مقبرة مأمن الله التاریخیة، التی تقرَّر بناء ما یسمى متحف التسامح فوقها، على أساس أنّ التسامح بمفهومه الإسرائیلی یقوم على انتهاک حرمة جثامین الفلسطینیین والعرب. بعد أوسلو ازدادت المطالب الإسرائیلیة بحصة فی باحة المسجد الأقصى وتکثفت الحفریات تحت المسجد وفی محیطه وسمح للیهود المتطرفین دخول الحرم القدسی الشریف بهدف تطبیع تهوید المکان ولو خطوة بعد خطوة. لقد منعت إسرائیل السلطة الفلسطینیة من القیام بأی دور یخص المسجد الأقصى، وحتى أکثر القادة الفلسطینیین قبولاً عند إسرائیل ممنوعون تماماً من القیام بأی مبادرة أو عمل فی الحرم القدسی، وذلک لأن هذا الوجود یمثل حالة سیادیة فلسطینیة مرفوضة إسرائیلیاً.

قبل أوسلو، کان بمقدور أهالی الضفة وغزة الوصول إلى المسجد الأقصى للصلاة والعبادة. أما بعد أوسلو، فقد فرضت إسرائیل سلسلة من التقییدات تحرم عملیاً الأغلبیة الساحقة من الصلاة فی المسجد الأقصى. فی رمضان الأخیر مثلاً، سمح فقط لمن هم فوق سنّ 45 عاماً الوصول لصلاة الجمعة وأحیاء لیلة القدر فی الحرم القدسی الشریف، وأهل غزة ممنوعون کلهم من الوصول إلى المسجد، مما یدل على أن حریة العبادة قد تقلصت دراماتیکیاً بعد اتفاقیات أوسلو.

من أهم الآثار المباشرة لاتفاق أوسلو والعملیة السیاسیة التی أعقبته والذهنیة التی أنتجته ونتجت منه، التآکل فی الموقف الفلسطینی وفی مواقف أطراف دولیة مؤثرة بخصوص القدس. فلم یتمحور الحدیث فی المفاوضات الرسمیة وغیر الرسمیة حول تقسیم القدس إلى غربیة إسرائیلیة وشرقیة فلسطینیة، بل حول تقسیم القدس الشرقیة.

أصبح أمراً مفروغاً منه القبول بالأحیاء الاستیطانیة الإسرائیلیة فی القدس الشرقیة. بعد أوسلو عقد الاتفاق المسمى وثیقة أبو مازن ـ بیلین، والتی استطاع بیلین فیها إقناع الطرف الفلسطینی الذی فاوضه بأنَّ أبو دیس هی القدس، وتحصل إسرائیل بموجب هذه الاتفاقیة على معظم مساحة القدس الشرقیة وتبقى کل الأحیاء الاستیطانیة الإسرائیلیة والأراضی المحیطة جزءاً من إسرائیل.

لقد تراجعت القیادة الفلسطینیة عن المطالبة بتطبیق القانون الدولی والعودة إلى حدود الرابع من حزیران فی مدینة القدس. ظهر ذلک جلیاً حین تفاوض قادة فلسطینیون لهم صبغة رسمیة مع مجموعة بیلین حول حل القضیة الفلسطینیة، وخرجت المجموعتان بمبادرة جنیف التی تنص عملیاً على تقسیم القدس الشرقیة بین إسرائیل وفلسطین. کان ذلک تنازلاً فلسطینیاً "أوسلویاً" فی مفاوضات افتراضیة تلزم الفلسطینیین أکثر بکثیر مما تلزم الطرف الإسرائیلی، لأن أیّاً من المجموعة الإسرائیلیة التی شارکت فی صیاغة المبادرة لم یشغل منصباً رسمیاً.

بموازاة التآکل فی الموقف الفلسطینی من القدس جرى تراجع خطیر فی المواقف الدولیة، وبالأخص الرباعیة والولایات المتحدة. ففی ظلّ الإجماع الدولی على إنهاء احتلال القدس، تبنت الولایات المتحدة ومن خلفها الرباعیة موقفاً صاغه الرئیس کلینتون بمعادلته المعروفة والتی تنص عملیاً على تقسیم القدس الشرقیة ولیس على تقسیم القدس.

إن تطبیع عملیة تهوید القدس هو نکبة جدیدة لعاصمة فلسطین. فی عام 48، استولت القوات الإسرائیلیة على القدس الغربیة وعلى سکان الأحیاء العربیة مثل قطمون والطلبیة والبقعة، وکذلک على قرى غربی القدس مثل دیر یاسین والمالحة ولفتا، وضمّتها إلى بلدیة القدس. بالمجمل، نحو 70% من أراضی القدس الغربیة هی أراض عربیة احتلت خلال حرب النکبة. بعد حرب 67، استأنفت إسرائیل السیطرة على الأراضی والأملاک الفلسطینیة فی القدس ومحافظة القدس، ووصلت ذروتها فی حقبة ما بعد أوسلو. وما لا یقلّ خطورةً عن التهوید، هو تعوّده وحتى القبول به من أطراف فلسطینیة ودولیة.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141453







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)