من ینقذ السلطة الوطنیة الفلسطینیة؟
من ینقذ السلطة الوطنیة الفلسطینیة؟
سلیمان نزال
غربت الشمس الافتراضیة للسلطة الفلسطینیة أو اقتصر عملها على شعاع أخیر، یعتم أکثر مما یضیء.. ستدفع بها عثراتها وتجاربها التفاوضیة الفاشلة إلى قلب الظلام وهی تتلمس طریقها إلى البقاء فی السلطة، مستخدمة أوراق المصالحات والمناشدات والخدمات والمساعدات والهبات، حتى إذا استنفدتها وجدت نفسها وجها لوجه فی خصومة مع شعبها الذی یطالبها بإقامة بنیة تحتیة تصاعدیة متینة لثوابته وحقوقه المشروعة فی الحریة والعودة والسیادة الفعلیة، فلا تعود المشاریع والبرامج الإنمائیة ومنظمات التخریب الاستراتیجی بعناوینها ومسمیاتها المتعددة، قادرة على استبدال الکرامة والعزة والأرض المستلبة.. بمواد غذائیة أو شارع جدید حسب المواصفات والمقاییس الغربیة فی رام الله أو سواها من مدن بعض الوطن.
حجوم المآسی والمکابدات الیومیة للشعب الفلسطینی، قد تدفع البعض إلى تأیید هذا الطرف أو ذاک، فتصفق له فی مهرجانات، وعینها على ما ستجنیه من وراء هذا الاصطفاف المفتعل المصطنع، الذی یمثل عملیة دفاع عن الذات فی شتى أزماتها، أکثر من کونه حالة تعبیر عن قناعة بعمل الفصیل أو السلطة وأجهزتها..
وعلیه، فإن المؤقت فی وضعیة انتهاء.. إذ هو مرتبط ومتداخل مع مشکلات معیشیة وفی حالات أخرى مع تفاهمات عشائریة وشللیة.
السلطة هی السبب! الفساد هو السبب، رهط النفاق والدجل هم السبب، "القطط السمان" الفلسطینیة هی التی ابتعدت عن روحیة النضال وحاربت المناضلین الذین وجدت فیهم خطرا على مصالحها وتهدیدا لامتیازات الهیمنة والغش والتلاعب والفبرکات العلیا فی لبوس الحمایة.
ماذا تبقى للسطة سوى هذه الهیاکل التی تهتز أمام ریاح الأخطاء وعواصف التطرف الصهیونی، بعد أن تأکد للجمیع أن السلام فی واد والکیان الصهونی الإجرامی العنصری الإحلالی فی واد؟
السلطة الفلسطینیة التی استغنت عن مصادر طاقتها الوطنیة، ستظل تلوک أزمتها، وتناور لکسب الوقت لیس بهدف فضح اسرائیل المعادیة فی مختلف المحافل الدولیة والضغط علیها للتسلیم بالحقوق والمطالب الفلسطینیة، بل من أجل سنة أو أکثر فی سدة المکابرة.
حل السلطة قد لا یحدث بقرار ذاتی من رموزها، وقد لا یکون هو الحل الأمثل.. لکنه یحدث بفعل کل هذا التخبط المباشر وغیر المباشر، بسبب الصراعات الداخلیة، یحدث بفعل المخططات الأمریکیة الصهیونیة التی تستهدف سوریا ولبنان وإیران والملف النووی وسائر أنواع وأشکال المقاومات العربیة القومیة والوطنیة والإسلامیة.
أبطال وصقور المقاومة الفلسطینیة بکل تشکیلاتها الباسلة، هم الکواکب والشموس الحقیقیة لهذا الشعب الصابر المکابد المحاصر... لکن السلطة الفلسطینیة ضیعت على نفسها فرصة الاستفادة والاستقواء بکل فیوضات هذا الضیاء، وهکذا فرطت برکائز للضغط والمواجهة، کان یمکن أن تخدمها حتى فی تحسین شروط التفاوض مع العدو.
ألم یصرح السید محمود الزهار، القیادی فی حرکة حماس، بأن الشهید الخالد یاسر عرفات، کان یطلب منهم القیام بعملیات ضد الکیان الصهیونی خلال انتفاضة الأقصى والاستقلال؟ وبما أن المصالحة بین حرکتی فتح وحماس قد حصلت فی دمشق.. فهل نتخیل، أن یسارع الرئیس أبو مازن لطلب النجدة من الفصائل الوطنیة والإسلامیة، للضغط على إسرائیل، أو التفکیر بانتفاضة ثالثة، تنقذ مختلف الأطیاف الشعبیة والرسمیة من حالة التفاوض واللا تفاوض؟!.
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS