مصیر بائس لعملاء اسرائیل
مصیر بائس لعملاء اسرائیل
لا یمر شهر دون ان تکشف السلطات اللبنانیة عن اعتقال شبکة من الجواسیس المتعاملین مع سلطات الاحتلال الاسرائیلی، وهناک تقاریر اخباریة تنقل عن مسؤولین لبنانیین امنیین قولهم ان المئات الذین جرى اعتقالهم هم بمثابة قمة جبل جلید هائل، وان هناک اعدادا کبیرة لم یتم کشف النقاب عنهم او اعتقالهم.
السید حسن نصر الله زعیم 'حزب الله' اللبنانی کشف فی خطابه قبل الاخیر عن اسماء الحیتان الکبار الذین قال انهم تورطوا فی عملیة اغتیال الرئیس الراحل رفیق الحریری، واکد ان هؤلاء من جمیع الطوائف، وغیر مقتصرین على طائفة واحدة.
بالامس کشفت صحیفة اسرائیلیة عن الاحوال البائسة التی یعیش فی ظلها هؤلاء العملاء الذین هربوا الى اسرائیل قبل افتضاح امرهم، او رافقوا قواتها اثناء انسحابها مهزومة من جنوب لبنان من جانب واحد فی العام الفین.
هذا العمیل الذی قالت الصحیفة ان اسمه نجم فواز ینتمی الى عائلة ثریة فی جنوب لبنان حسب قوله، وان اسرته کانت تملک اسطولا من الشاحنات (150 شاحنة) ومئات الدونمات، وقدم خدمات جلیلة للجیش الاسرائیلی اثناء فترة تعامله معه، ولکنه یعامل معاملة الکلاب على حد وصفه، ومهدد بالطرد من شقته هو وزوجته المصابة بالسرطان، ویتقاضى بضعة مئات من الدولارات شهریا حصل علیها بعد استجداءات متعددة امتدت لسنوات.
وربما هذه لیست الحالة الوحیدة التی تکشف عن کیفیة استخدام الحکومة الاسرائیلیة للعملاء العرب کورقة 'کلینکس' تستخدمهم فی تنفیذ الاعمال القذرة ضد ابناء جلدتهم ثم تقذفهم الى سلة المهملات دون ای رحمة او شفقة.
فهناک قصص مرعبة لجواسیس فلسطینیین ولبنانیین تحولوا الى مدمنی مخدرات، او آخرین یتسولون لقمة خبزهم فی الشوارع، ویواجهون بالاحتقار والنبذ من عرب المناطق المحتلة عام 1948.
لا نعرف ما اذا کان العملاء الحالیون الذین لم یتم اکتشاف امرهم بعد او الراغبون فی السقوط فی مستنقع العمالة فی المستقبل یقرأون شهادات هؤلاء المغرر بهم مثل العمیل نجم، واحوالهم المعیشیة المهینة تحت حمایة اسیادهم الاسرائیلیین، ولکن ما یمکن معرفته، والجزم به، ان ایاماً حالکة السواد تنتظر هؤلاء، حیث خیاراتهم محدودة جداً، فاما الوقوف امام حبل المشنقة تنفیذاً لحکم بارتکاب الخیانة العظمى، او القضاء فی السجن ما تبقى من سنوات حیاتهم، او تسول المساعدات المالیة من أرباب عملهم الاسرائیلیین.
هؤلاء العملاء یستحقون کل ما یلحق بهم من عقوبات، لان ایادیهم ملطخة بدماء الشرفاء المقاومین الرافضین للاستکبار الاسرائیلی واحتلال الاراضی العربیة، وقد سقط بسبب عمالتهم العشرات ان لم یکن المئات من الشهداء فی قطاع غزة والضفة الغربیة ولبنان.
حرکة 'حماس' شنت حملة شرسة لمطاردة هؤلاء واعتقالهم وتقدیمهم الى العدالة، وکذلک فعلت وتفعل السلطات اللبنانیة، وکنا نأمل لو ان هذه الجهود بدأت مبکراً لحفظ ارواح العدید من القیادات المیدانیة فی فلسطین ولبنان، ولکن ان تبدأ متأخراً خیر من ان لا تبدأ مطلقاً.
( عن ألقدس العربی اللندنیة )
ن/25
الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS