الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

من المتضرر من المصالحة الفلسطینیة؟

من المتضرر من المصالحة الفلسطینیة؟

 

فایز صلاح أبو شمالة

 

کغیری من الفلسطینیین طرت من الفرح لنجاح لقاء دمشق الذی ضم وفدی حرکة "فتح" و"حماس" قبل أسابیع، وهللت لاتفاقهما على حل کثیر من نقاط الخلاف بینهما، وتطیّر من تحقیق المصالحة الکثیر من الفلسطینیین، واستبعدوها رغم لقاء السید عمر سلیمان مع السید خالد مشعل فی مکة، وما یوحی مثل هذا اللقاء من تفاهمات، واستبعدوها رغم توصل کل من حرکة "فتح" و"حماس" إلى حل نقاط الخلاف باستثناء الورقة الأمنیة، ولم یثقوا بما یجری من ترتیب للقاءات قادمة تنسجم مع الواقع العربی والفلسطینی الذی یقول: المصالحة شرط مسبق لحمایة المصالح الفلسطینیة.

لقد ظل بعض الفلسطینیین یصرون على استحالة تحقق المصالحة لأنهم یرون فیها نقیضاً کلیاً للمفاوضات، وما لم یعلن السید عباس بشکل علنی ورسمی عن فشل المفاوضات، ونهایة هذا الخط الذی استنزف الطاقة الفلسطینیة، سیظل الحدیث عن المصالحة ضرباً من الوهم، أو الترف السیاسی الذی یحتمی فی منتجعه ذوی المصالح السیاسیة فی المنطقة، ویسوقون التنسیق الأمنی دلیلاً على صحة منطقهم؛ إذن کیف تتحقق المصالحة ورجال أمن السلطة الفلسطینیة یلتقون مع نظرائهم الإسرائیلیین؟ وکیف تتحقق المصالحة والتنسیق الأمنی یلزم الفلسطینیین باعتقال المقاومین؟ وکیف تتحقق المصالحة وعین المفاوض الفلسطینی على الطاولة، مع عدم وجود برنامج سیاسی یلتقی علیه الجمیع؟

قبل عام من الانتخابات البرلمانیة الفلسطینیة، وقبل عامین من الانقسام الفلسطینی، کتب المفکر الیهودی "تسفی بارئیل" فی صحیفة هآرتس 18/ 3/ 2005، تعقیباً على التفاهمات الفلسطینیة التی خرج بها المتحاورون الفلسطینیون فی القاهرة، یقول: من هنا تبدأ المشکلة القادمة لإسرائیل، فالمشارکة السیاسیة بین حماس والسلطة الفلسطینیة معناه مفاوضات أکثر صعوبة أمام إسرائیل، وتقلیص الإمکانیة للفصل بین الموقف اللین للسلطة الفلسطینیة برئاسة السید محمود عباس، وبین موقف المنظمات الفلسطینیة المقاومة، معنى ذلک هو نهایة الارتیاح الإسرائیلی، وأن المقاومة ستغدو جزءا من المفاوضات.

وبالمعنى ذاته وضع الکاتب الیهودی "دی بخور" أصبعاً على الحقیقة فی صحیفة یدعوت أحرونوت 17/ 3/ 2005 حین قال: "وإذا ما فازت حماس، وسیطرت على البرلمان الفلسطینی، فإن الصراع سیأخذ بعداً دینیاً ولیس قومیاً، وهذا هو الخطر الحقیقی على إسرائیل.

بعد هذا، من الذی رعى الانقسام الفلسطینی؟ ومن الذی یقود الساحة إلیه؟ ومن هو الذی ما زال یضغط للحیلولة دون تحقیق المصالحة الفلسطینیة؟!.

ن/25

 


| رمز الموضوع: 141470







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)