الاربعاء 16 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

اسرائیل تستأنف الاغتیالات فی غزة

 

اسرائیل تستأنف الاغتیالات فی غزة

 

اقدام السلطات الاسرائیلیة على اغتیال السید محمد النمنم احد قادة 'جیش الاسلام' وسط قطاع غزة عمل خطیر ینطوی على نیة اسرائیلیة مبیتة لاستئناف عملیات اغتیال الناشطین الفلسطینیین من الفصائل المختلفة، وهی عملیات من المفترض ان تکون قد توقفت بسبب توقف اطلاق الصواریخ من القطاع، ومنع حکومة حماس ای عملیات فدائیة انطلاقاً من المناطق التی تسیطر علیها.

واعتراف هذه السلطات بانها نسقت مع نظیرتها الامریکیة قبل ارسال طائراتها بدون طیار لقصف سیارة الشهید النمنم بالصواریخ، وتمزیق اشلائه، یشکل سابقة تکشف عن التورط الامریکی المباشر فی عملیات التصفیة هذه.

الذریعة التی استخدمتها اسرائیل لتنفیذ هذه الجریمة البشعة تقول بان جیش الاسلام الذی یتزعمه ممتاز دغمش یتبنى فکر تنظیم 'القاعدة' المتشدد، وان الشهید النمنم تورط فی هجمات على اهداف اسرائیلیة فی سیناء، ولکن هذه الادعاءات مجرد تکهنات غیر مدعومة بوثائق دامغة، کما ان تبنی افکار متشددة لا یبیح القتل بهذه الطریقة الدمویة البشعة.

فهناک المئات بل الآلاف من الاسرائیلیین المتطرفین یتبنون ایدیولوجیات مماثلة ضد العرب، ویطالبون بقتلهم او طردهم، وسمعنا الحاخام عوفادیا یوسف زعیم تنظیم 'شاس' الممثل بوزیر الداخلیة فی الحکومة الحالیة یطالب بسحق العرب مثل الحشرات، وتمنى فی احدى عظاته ان یأتی وباء یبید جمیع العرب او غیر الیهود فی فلسطین المحتلة. فهل ستنسق الولایات المتحدة مع حرکة 'حماس' مثلا لقتل هؤلاء المتشددین؟

ان حکومة نتنیاهو باستئنافها عملیات الاغتیال هذه فی وضح النهار، وخرق الهدنة غیر المکتوبة مع حرکة 'حماس' بوقف الهجمات الصاروخیة مقابل وقف الاعتداءات الاسرائیلیة، انما ترید استفزاز حرکات المقاومة ودفعها للاقدام على اعمال انتقامیة ثأرا لضحایاها، وبما یؤدی الى تبریر عدوانها المتوقع على قطاع غزة.

اکثر من مصدر فلسطینی فی دمشق وداخل قطاع غزة نفسه، یتحدث عن تحذیرات مصریة جرى نقلها الى حرکة 'حماس' بطرق غیر مباشرة تفید بان اسرائیل تحضر لعدوان کبیر ساحق على قطاع غزة قبل نهایة هذا العام، سیکون مختلفا کلیا عن العدوان السابق من حیث القتل والتدمیر وسفک الدماء.

لا نعرف ما اذا کان هذا التهدید نوعا من الحرب النفسیة ضد 'حماس' لدفعها الى توقیع وثیقة المصالحة مع حرکة 'فتح'، ام انه تهدید جدی جاء بناء على معلومات موثوقة حصلت علیها الاستخبارات المصریة، وارادت تمریرها الى المقاومة الفلسطینیة بغیة الاستعداد للمواجهة.

نمیل الى التفسیر الاول، ای الحرب النفسیة، فالحکومة المصریة تواطأت مع العدوان السابق الذی استهدف القطاع نهایة عام 2008، ولا نستغرب ان تعید الکرة مرة اخرى فی حال اقدام اسرائیل على عدوان جدید، لانها وعلى لسان المسؤولین فیها اکدت عدم رغبتها فی وجود 'امارة' اسلامیة فی قطاع غزة المحاذی للحدود المصریة.

الحکومة الاسرائیلیة تتجه نحو التصعید لخلق الذرائع لتبریر هذا العدوان، باستئنافها لعملیات الاغتیال، واذا کانت قد بدأت بالشهید النمنم فلا نستبعد ان یکون ذلک فی اطار خطة لاغتیال ناشطین آخرین من مختلف التنظیمات الاخرى، وتفجیر الاوضاع فی القطاع کمقدمة لتفجیرها فی جنوب لبنان وربما فی سوریة وایران ایضا.

( عن القدس العربی اللندنیة )

ن/25

 

 

 


| رمز الموضوع: 141487







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)