أین العرب من قرار البرازیل الشجاع؟!

أین العرب من قرار البرازیل الشجاع؟!

رمزی صادق شاهین

منذ عام 1948 ونحن نسمع الشعارات الرنانة من قبل الزعامات والشعوب العربیة، الجمیع یتحدث عن فلسطین فی الفضائیات وأمام الإعلام، ویکثرون الحدیث عن فلسطین عندما تکون هناک انتخابات أو قرارات تنوى الحکومات إتخاذها، لکونها قضیة تتعلق بکُل مواطن ولها فی عقله وقلبه مکان خاص.

وبرغم کُل ما مر بالقضیة الفلسطینیة منذ ذلک التاریخ، وتعرضها للکثیر من المؤامرات الصهیونیة، وتعرض شعبنا لحروب إبادة متکررة أدت إلى قتل عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى واعتقال ما یقارب من ملیون شخص فی السجون الإسرائیلیة خلال الفترة منذ بدایة الإحتلال حتى تاریخنا المعاصر، إلا أن العرب لم یفعلوا أی شیء سوى الإستنکار والوعود بأن تکون هناک إجراءات تتخذ ضد إسرائیل، برغم علمنا أن العرب مجتمعین أضعف من أن یتخذوا أی قرار یغضب إسرائیل أو حلیفتها الولایات المتحدة.

لقد ظل شعبنا العربی الفلسطینی رهینة لإجراءات هذه الأمة العربیة الضعیفة، والتی فی أغلب الأحیان تحاول التخفیف عن ضغوطاتها بالتبرعات المالیة لشعبنا والتی بالمناسبة لا تصل، بل هی مجرد إعلانات عبر الفضائیات بأن الدول العربیة تدعم صمود هذا الشعب الوحید فی مواجهة إسرائیل.

لقد دفع شعبنا ثمن الوقوف فی وجه إسرائیل أمام جبروتها وإجراءاتها الهادفة إلى طمس کُل المعالم الإسلامیة والعربیة من المناطق الفلسطینیة وخاصة مدینة القدس، ولا زال شعبنا یحاول وحیداً الصمود فی وجه مؤامرة إطفاء الطابع الیهودی على هذه البقعة الطاهرة، وبإنتظار أی موقف عربی رسمی أو شعبی یساند صموده ویدعم وجوده العربی والإسلامی فی المدینة المُقدسة، إلا أنه للأسف یواجه أمه ضعیفة مترهلة همها الوحید قضاء لیالیها الحمراء فی کازینوهات وبارات العواصم العربیة والغربیة.

إن من المُخجل أن تکون دولة غیر عربیة سباقة فی اتخاذ قرار جریء مثل قرار البرازیل، هذا القرار الذی یثبت أن هناک أحرارا فی هذا العالم أوفیاء لدماء الفلسطینیین، برغم أنهم لیسوا من أبناء جلدتنا، إلا أنهم أصدقاء لشعبنا الفلسطینی، وقفوا إلى جانبه منذ البدایة وناصروا حقه فی الکلمة والفعل.

لقد کان قرار البرازیل- الاعتراف بدولة فلسطینیة على حدود الرابع من حزیران- عبارة عن صفعة لیس لإسرائیل ولمشاریعها الإستعماریة، بل للأمة العربیة المتخاذلة والتی تتاجر بالشعب والقضیة الفلسطینیة بشعارات زائفة لیست سوى حدیث فضائیات، هذا الحدیث الذی یأتی خجلاً من الدماء التی تسیل بشکل یومی على الأرض الفلسطینیة.

إننا نتطلع لثورة عربیة داخلیة، تنتفض فیها الشعوب الحرة الشریفة، لتقول کلمة الحق فی وجه إسرائیل، ولتقف خلف حکوماتها بأنه آن الأوان لشعب فلسطین أن یأخذ حقه المسلوب فی حریة واستقلال ووطن یجمع أبناءه بکرامة.

إن الموقف العربی یحتاج إلى انطلاقة جدیة وحقیقیة نحو دعم صمود شعبنا الأعزل، فقد سئم شعبنا الشعارات واللقاءات الإعلامیة الخجولة والکلمات المعسولة التی تعطی مزیداً من إبر البنج لشعب یموت یومیاً ویضحی من أجل الحفاظ على هذه الأمة وشرفها وکرامتها.

ن/25