الاحد 13 ذوالقعدة 1446 
qodsna.ir qodsna.ir

فلاحة فلسطینیة تقاوم الاحتلال بزراعة الزیتون

فلاحة فلسطینیة تقاوم الاحتلال بزراعة الزیتون  

 

"عندما رأیت شجرة الزیتون مدمرة على أیدی المستوطنین حضنتها کأنی أحضن أحد أبنائی وقد سقط شهیدا"، بهذه الکلمات فسرت الحاجة محفوظة صورتها التی ملأت الدنیا، وتساءل کل من رأى ذلک المشهد عن سر العلاقة بین تلک الفلسطینیة وشجرة الزیتون المقطوعة.

وروت الحاجة محفوظة (59 عاما)  -وهی من أهالی قریة سالم قضاء مدینة نابلس شمال الضفة الغربیة المحتلة- للجزیرة نت قصتها التی شاهدها الناس بالصور الصامتة، وذلک على هامش حضورها حفلا أقیم لتکریمها فی الأردن.

وقالت "توجهت أنا وزوجی واثنان من أولادی صباح أحد الأیام قبل عامین للعمل فی أرضنا، فرأینا من بعید المستوطنین من مستوطنة ألی موریه یقومون بقطع شجر الزیتون بالمناشیر الکهربائیة".

 وتابعت : "أراد زوجی التراجع کونه رجلا کبیرا فی السن لکننی وأولادی رفضنا فبدأ أولادی بالتکبیر ورد علیهم أهالی القریة بصیحات الله أکبر وعندها هرب المستوطنون من الأرض".

الحاجة محفوظة وصفت مشهد شجر الزیتون المقطع بأنه کمنظر الشهداء الذین سقطوا فی معرکة، وزادت "بدأت أحضن الشجر المقطع وکأنی أحضن أحد أبنائی وقد سقط شهیدا"، ولفتت إلى أنها کانت تمسح على الشجرة وکأنها تمسح على وجه أحد أولادها.

وتروی محفوظة -وهی أم لأربعة أولاد وثمانی بنات- حکایتها مع أشجار الزیتون وتقول "الشجرة ربیتها کما أربی ابنی (..) عمرها الیوم أربعین سنة وهی أکبر من عمر أولادی".

وبینت والدموع تکاد تنهمر من عینیها "الأرض تساوی العرض والشجرة هی کمنزلة الولد".

 وتسخر الحاجة الفلسطینیة من ادعاءات جیش الاحتلال و"قطعان المستوطنین" على أسباب قطعهم الأشجار ومصادرة الأراضی الزراعیة، وقالت "مرة یصادرون الأرض لطریق التفافی وأخرى لإقامة مستوطنة أو بادعاء رمی الحجارة علیهم".

 وتوضح "هم یریدون منا أن نرحل ویعرفون قیمة الشجرة لذلک یقهروننا بقطعها"، لکنها تؤکد أنها باقیة فی أرضها مهما فعلوا.

ولمساهمة محفوظة بالحفاظ على أرضها وکرامتها أطلقت مؤسسة کرامة فی الأردن جائزة سنویة تحت اسم (محفوظة.. سندیانة الکرامة)، حیث ترمز الجائزة لمقاومة محفوظة مصادرة الأرض، والسنیدانة کرمز للعز والعزیمة، کما تقول مدیرة المؤسسة عفاف الجابری.

وأشارت الجابری للجزیرة نت إلى أنه تم اختیار محفوظة کأول من یتسلم الجائزة لکونها "کافحت طوال حیاتها وحاربت دون کلل لتوفیر حیاة أفضل لها ولعائلتها ولمجتمعها رجالا ونساء، کما تمثل المرأة التی یشهد العالم لبطولتها من دون أن یعترف بها أبدا والمرأة التی یتم سحقها یومیا ولم تنکسر مطلقا".

ولا تخفی الحاجة محفوظة عتبها على السیاسیین المنقسمین فی فلسطین بین غزة والضفة الغربیة، ووجهت حدیثها لهم بالقول "معرکتنا مع الاحتلال والمستوطنین لا مع بعضنا البعض"، وتابعت "عندما أسمع أن شابا سقط باقتتال داخلی أتألم ولکن عندما أسمع باستشهاد شاب على أیدی الاحتلال أرفع رأسی".

 ویبدو أن الحاجة محفوظة ربت أبناءها على حب الأرض وشجر الزیتون، حیث یرى ابنها اشتیة معروف أن الأرض هی بمثابة أمه، وشجر الزیتون بمنزلة إخوانه.

ویرى اشتیة الذی فی الثلاثینیات من العمر أن الإعلام لا یرکز إلا على مصادرة الأراضی فی مناطق رام الله بینما یغفل ما تتعرض لها أراضی مناطق الضفة الغربیة خاصة فی نابلس من هجمات للمستوطنین وإجراءات تعسفیة من قبل جیش الاحتلال.

وفی حدیثها خلال حفل تکریمها ذکرت محفوظة الحاضرین بفلسطین التی قالت إنها تعیش فی قلبها ووجدانها، وبعد لحظة صمت قالت إن فلسطین تنتظر منهم الکثیر کونها مجروحة وأهلها عانوا الکثیر الکثیر. لتنهمر الدموع من عیون من حضروا من الأردن ودول عربیة وأجنبیة لحضور مناسبة تکریم من شاهدوا مقاومتها بالصور، لیلتفوا ویلتقطوا الصور هذه المرة مع الحاجة الفلسطینیة محفوظة.

ن/25


| رمز الموضوع: 142475







الصفحات الاجتماعية
instagram telegram twiter RSS
فيديو

وكالةالقدس للأنباء


وكالةالقدس للأنباء

جميع الحقوق محفوظة لوکالة القدس للأنباء(قدسنا)